حتى وإنْ لم يُحسم أمر إعتبار "الإخوان المسلمين" تنظيماً إرهابياً بقرارٍ واضح صادر عن البيت الأبيض حتى الآن فإنّ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب كان قد إتفق مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على أنّ تصنيف هذه "الجماعة" بأنها إرهابية فكرة منطقية.. وهنا فإنّ ما يشير إلى أنّ هذا القرار لم يعد بعيداً بعدما أدرجت الخارجية الأميركية مؤخراً منظمة "حسم" على قائمة الإرهاب العالمي والتي إعتبرتها مموّلة من قبل جماعة الإخوان المسلمين المصرية وأنها أحد الأذرع العسكرية لهذه الجماعة الإخوانية..

وهنا فإنّ ما يشير إلى أنّ إسم: "الإخوان المسلمين" قد إختفى في معظم دول العالم ومن بينها معظم الدول العربية وحلّت محلّه أسماء لا تشير على أنّ لها علاقة بهؤلاء ممّا يعني أنّ شمس هؤلاء قد غرُبت بالفعل وأنّ حتى تشكيلهم الأردني الذي كان تأسّس في عام 1945 وكان قد لعب أدواراً سياسية في المسيرة الأردنية الطويلة قد وصفه العاهل الأردني عبد الله الثاني بأنه: "طائفة ماسونية" وأنّ محكمة التمييز قد إعتبرته بأنه جماعة منحلّة وأنّ الأردن قد أغلق في عام 1999 مكاتب حركة "حماس" في البلاد على إعتبار أنها حركة "إخوانية".
ولعلّ ما تجدر الإشارة إليه هو أنّ معظم الدول الأوروبية باتت ترفض أي وجود لـ "الإخوان المسلمين" على أراضيها وأنّ السلطات النمساوية، على سبيل المثال، قد شنّت مؤخراً حملة مداهمات إستهدفت أشخاصاً وجمعيات مشتبه بعلاقات لها بجماعات الإخوان المسلمين وبحركة "حماس" الإخوانية، ومع العلم والتأكيد مرة أخرى أنّ إسم هذه الجماعة قد إختفى نهائياً من معظم الدول العربية وهذا إنْ ليس منها كلها وأنه قد أستبدل بأسماءٍ غير قابلة لـ "الإعراب" وهذا كما هو واضحٌ في دول إفريقيا العربية وفي بعض دول الخليج العربي وفي عددٍ من الدول الإسلامية الآسيوية..

وهكذا فإنه إذا أردنا معرفة أوضاع الإخوان المسلمين الفعلية والحقيقية فإنه علينا أنْ ننظر إلى ما أصبحوا عليه في الدول العربية الرئيسية مثل مصر والمملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية وفي دول المغرب العربي كلها والجزائر والمملكة المغربية تحديداً وأيضاً في العراق.. وإذا أردتم في سوريا وفي لبنان.. وفي فلسطين.. بإستثناء غزة وكذلك في اليمن وفي عُمان.. ومعظم الدول الخليجية التي لم يصبحوا في بعضها.. لا في معظمها إلّا مجرد لاجئين سياسيين هاربين من بلدانهم ومجرد عناوين تنظيمات لا هي فاعلة ولا فعلية..

والمعروف لا بل والمؤكد أنه لم يُحْتضن الإخوان المسلمون الهاربون من بلدانهم كمصر وسوريا وبعض الدول العربية والإسلامية الأخرى كما إحتضنوا في المملكة العربية السعودية لكنهم وكعادتهم ما لبثوا أنْ بادروا إلى عضِّ اليد التي إمتدت إليهم بإحسان وقاموا بإنشاء خلايا وتشكيلات سرية في أوساط السعوديين "المُغرّر بهم" ولذلك فقد كان مما لا بدَّ منه لحماية المجتمع من شرور ومؤامرات هؤلاء وإعتبار تنظيمهم تنظيماً إرهابياً مثله مثل كل التنظيمات الإرهابية التي واصلت تمزيق مجتمعاتنا العربية ولسنوات طويلة وأصبحت أوضاعها هي هذه الأوضاع المخيفة والمرعبة والممزّقة بحروبٍ أهلية داخلية..

وعليه فقد كان لا بدَّ ممّا لا بدَّ منه ولا بدّ من أنْ يترجم صاحب الأمر والقرار ذلك البيان الشديد اللهجة الذي بادرت إلى إصداره هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية والذي وصفت فيه: "جماعة الإخوان المسلمين" بأنها جماعة إرهابية لا تمثلُّ الإسلام والتي غايتها الوصول إلى الحكم والتي أهدافها حزبية مخالفة لهدْي الإسلام والتي تتستّر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفرقة وإثارة الفتن والعنف والإرهاب.. وهنا فقد نشر مُفْتي السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء والرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ في حسابه على "تويتر" إنّ جماعة الإخوان لا تمُّت للإسلام بصلة وأنها جماعة ضالة إستباحت الدماء وأنتهكت الأعراض ونهبت الأموال.