لأن الأوضاع الفلسطينية قد عادت إلى ما كانت عليه وأنه قد بات من الواضح لا بل المؤكد أنه قد طرأت مستجدات كثيرة تستدعي عودة الأمور إلى ما كانت عليه بعد حرب الأحد عشر يوماً بين حركة "حماس" وإسرائيل "العدو الصهيوني" فإن الواقع الفلسطيني حتى واقع السلطة الوطنية قد بات مرتبكاً مما يتطلب العودة إلى وضعية الإستقرار السابقة وعلى أساس أن من تخلوا عن المواقع التي كانوا يحتلونها أنْ يعودوا إليها كي لا يكون كل هذا الإرتباك الذي إزداد إهتزازاً بعد حرب غزة التي من المفترض أنه قد ترتب عليها مستجدات كثيرة.

والمعروف إنّ الوضع الفلسطيني، إنْ في الضفة الغربية حيث السلطة الوطنية المعترف بها عربياًّ ودوليا على أنها الدولة الفلسطينية التي تحظى بتمثيل دبلوماسي في غالبية دول العالم وفي الأمم المتحدة، يؤثر على الأوضاع العربية بمعظمها وهذا إنْ ليس كلها وحيث أن حرب غزة قد أدت إلى إهتزازات كثيرة تستدعي أنْ تعود الأمور إلى ما كانت عليه إنْ في رام الله وإنْ في الضفة الغربية.. وإنْ في القدس (الشرقية) تحديداً المعترف بها على أنها عاصمة الدولة الفلسطينية المنشودة ومن ضمنها وبالتأكيد منطقة الشيخ جراح.

إن حرب قطاع غزة هذه قد خاضت غمارها حركة "حماس" وحدها وأنه لم تكن فيها إلا مشاركات شكلية بالإمكان وصفها بأنها فردية وهذا يعني أنه لا يجوز ولا يصح أن تذهب بعض الإتجاهات وبعض الأطراف وبعض وسائل الإعلام إلى الحديث عن وجود "فصائلي" فلسطيني غير وجود حركة المقاومة الإسلامية التي كانت هذه الحرب هي حربها وأنها هي من باشرتها ضد دولة العدو الصهيوني وهذا مع أن "الأخ" إسماعيل هنية، المتواجد سابقاً ولاحقاَ في إحدى الدول الخليجية, قد تحدث عن مشاركة إيرانية فاعلة أي أنّ هذه الحرب لم تكن حرب فصائل فلسطينية وإنما حرباً حماسية - إيرانية .

والمقصود هنا هو أنه مادام أنّ حرب غزة، التي كانت قد خاضتها حركة "حماس" وحدها وبمشاركة إيرانية، كما قال إسماعيل هنية، قد أدت إلى مستجدات كثيرة من بينها إنه لم يعد ممكناً إجراء الإنتخابات البرلمانية والرئاسية الفلسطينية التي كانت مقررة قبل أن تكون هناك هذه الحرب مما يستدعي أنْ تعود الأمور إلى ما كانت عليه وأن يعود كل مسؤول إلى موقعه السابق كي يصبح بالإمكان التعاطي وبلا أي إرتباك مع هذه المستجدات التي ترتبت على حرب غزة التي كانت خاضتها حركة المقاومة الإسلامية وحدها اللهم إلا بإستثناء ما قاله رئيسها المتواجد ومنذ فترة بعيدة في إحدى الدول الخليجية عن مشاركة إيرانية!!.

وهكذا وحتى يصبح بإمكان السلطة الفلسطينية، برئاسة محمود عباس (أبومازن) التعاطي مع كل هذه المستجدات التي ترتبت على حرب غزة ومن بينها أنّ حركة "حماس" قد أصبحت بعد هذه الحرب، التي خاضتها بمشاركة إيرانية كما قال إسماعيل هنية رقما رئيسياً في هذه المعادلة فإن كل ما جرى "فتحاوياًّ" تجب العودة عنه وبحيث يعود كل مستقيل عن إستقالته ليصبح بالإمكان التعاطي مع كل هذه المستجدات التي تترتب عليها متغيرات فلسطينية وعربية وأيضاً ودولية كثيرة!!.