من الأقوالِ العظيمةِ المأثورةِ عند العرب التي تعلمناها منذ كنا أطفالاً يحدونا الأملُ أن نكونَ قناديلَ منيرةً للعلم.. أو شمعاتٍ مضيئةٍ في آخر النفق..
تعلمنا ان الجودَ من الموجودِ.. وأضاءَ كلُ منا ما استطاع برغمِ انطفائِنا في مراحلِ كثيرةٍ كانت العواصفُ فيها كفيلةً باجتثاثِ أعمدةِ النور .. وكانت الأمواجُ المعتمةُ تعاندُ مدَّ البحرِ .. بينما خطواتُنا تتيهُ بين مدٍّ ضعيفٍ وجزرٍ عاتي .. فتكسرت أحلامُنا على عنادِ الموجِ بانتظارِ النهار القادمْ ..
وقد حان وقتُ شروقِ شمسِ ذلك النهار الحلم ،
لتحملَ النوارسُ فوقَ أجنحَتِها شيئاً من آمالِنا القديمةِ وأحلامِنا المكسورة ؟!

ألم يحُنْ الوقتُ كي نحتفلَ بيومٍ تزولُ فيه تلك الظلمةِ التي أخرتْ العربَ قروناً كيلا يصنعوا من علمِهِم إبرةَ ومسمار وقلما؟!

حينها .. يكونُ العلمُ نوراً حقيقياً ننسجُ منه ملابسَ أفراحِنا التي تيتمت قروناً في ظلِ غيابِ النهار عن معانقةِ شذى انتظاراتِنا التي طال شوقُها لعناقِ الأشعة ..

من ياترى يُشعِلُ شمعَتَنا ..
من يحملُ الصباحَ المُتَوَثِّبُ في يديهِ ويهديه لنا..؟!
من سوفَ يمتطي صهوةَ الشجاعةِ
ويعبُرُ بنا عنادَ الموج ..
ثم يَسيرُ بنا؟
وهل بغيرِ العلمِ المقدسِ.. والمؤسسِ
تكونُ للعربِ ريادةً.. فلايكون هناك جهلٌ مقدسٌ.. أو مؤسس؟

من سوف
يُسرِجُ خيالَ عقولِنا
كي ننطلقَ نحو المستقبل ؟