"لا تسقطوا غصن الزيتون من يدي".. عبارة قالها الرئيس عرفات امام الجمعية العامة التي عقدت في دورتها التاسعة والعشرين من أجله في جنيف عندما لم يسمح له بدخول الولايات المتحدة عام 1979. عبارة لخصت مسارات القضية الفلسطينية منذ ذلك الوقت، وكانت رسالة قوية وواضحة امام المنظمة الدولية التي من أهم مبادئها السلام والأمن العالمين، وتحقيق السلام في القضايا الدولية وفى المكان المناسب والتاريخ كان مواتيا. والسؤال ما مصير هذة العبارة؟ وهل التزم بها الرئيس عرفات ؟ وأين دور إسرائيل الطرف المباشر؟ وأين دور الأمم المتحدة ومجلس ألأمن تحديدا الذى مهمته وفقا للفصل السادس والسابع من ميثاق الأمم المتحدة أن يفرض السلام ويعاقب من ينتهك قواعده؟ هذه ألأطراف كلها اليوم تقف امام مسؤولية هذه العباره. وأبدا بالرئيس عرفات وهو صاحب المقولة وسلام الشجعان، وهو اول من مد يده للسلام وصافح إسحق رابين وبيريز في حديقة البيت الأبيض في واشنطن ووقع إتفاق أوسلو وأعترفت المنظمة بإسرائيل، وعمل طوال رئاسته على تحقيق السلام، لكنه لم يتخل عن بدلته العسكرية رمزا لمقاومة الاحتلال. وكانت نهايته محاصرته في المقاطعة وموته الذى لم يعرف سببه حتى الأن. ومن بعده جاء الرئيس عباس ليؤكد ويسير على نفس الخيارت وظل متمسكا بغصن الزيتون وهو أحد المؤسسين وصانعى إتفاق أوسلو،ودخل في مسيرة مفاوضات طويلة مع إسرائيل وأبدى مرونة تفاوضية كبيره، ورغم كل الضغوطات التي تواجهها السلطة والوضع الفلسطيني الداخلى بسبب الإنقسام ظل متمسكا بخيار السلام والمفاوضات دون نتيجه. وبالمقابل الطرف الرئيس والذى يحتل الأرض الفلسطينية إسرائيل بكل حكوماتها عملت على وأد الاتفاق وأختزلته فقط في الجانب الأمني، فهى لم تسقط غصن الزيتون بل عملت على قطعه شجر الزيتون من جذورها على ارض فلسطينين لأن شجرة الزيتون كما تدل على السلام تثبت الحق الفلسطيني على الأرض.فواصلت سياسات تفريغ السلام من مضامينه السياسية والحقوقيه، وواصلت سياسات الإستيطان والتهويد ومصادرة الأراضى والإعتقال وفرض الحصار وشن ثلاثة حروب على غزة قتلت البشر وأقتلعت الشجر بما فيها شجرة الزيتون.وأما الولايات المتحدة ولماذا الولايات المتحدة لأنها من أحتكرت العملية التفاوضية، ومن قوت إسرائيل وحالت دون تنفيذ هدف أوسلو بقيام الدولة الفلسطينية عام 1999، وعلى مدار كل إداراتها حالت دون تنفيذ الشرعية الدولية فحمت إسرائيل في مجلس الأمن بالفيتو الذى حال دون فرض أي عقوبات على إسرائيل، وبتزويدها ودعمها عسكريا وماليا، وبدلا من أن تلعب إسرائيل دور الوكالة للسياسة الأميركية لعبت أميركا دور الوكالة في السياسة الإسرائيلية في المنطقه، واكتفى هنا بالقرارات التي تبنتها إدارة الرئيس ترامب بنقل السفارة الأميركية إلى القدس والإعتراف بها عاصمة موحدة لإسرائيل، وغلق مكتب منظمة التحرير ومحاولة شطب مشكلة اللاجئيين بإلغاء دور وكالة الغوث، وذلك في إطار ما عرف بصفقة القرن. والتي وإن جمدت لكمن قرارتها ما زالت قائمه. وبهذه السياسه أسقطت الولايات المتحدة غصن الزيتون بدليل توقف المفاوضات منذ اكثر من عشر سنوات، وهى سياسة مقصودة تمنح إسرائيل هامشا واسعا من الحراك السياسى لإستكمال سياستها الإستيطانية التهودية، وما نراه اليوم في القدس من إجراءات وسياسات هدفها فرض واقع الاحتلال على الأرض. وحتى مع إدارة الرئيس بايدن والتي بدأت بخطوات خجولة كمن يسقى شجرة الزيتون بنقاط محدودة من الماء. وأما الدور الأوروبى وهو دور مهم يعنيه ألا تموت شجرة الزيتون بتقديم المساعدات المالية وبعض المواقف السياسية الخجولة التي تنتقد وتطالب بالعودة للتفاوض فهى تتبنى سياسة لا موت ولا حياة ونماء لشجرة الزيتون. ولا تخرج مواقف كل الدول الأخرى كروسيا والصين وحتى المواقف العربية عن هذه السياسه. ويبقى السؤل من يحافظ على غصن الزيتون؟ ومن يدعم اليد التى تحمله والتي مع مرور الزمن قد ترتعش ويسقط الغصن من يدها لتتحول كل المنطقة إلى حالة حرب وصراع شامل؟ من يريد السلام يعمل على الحفاظ على غصن الزيتون , والعمل على تكبيرها لتظل شجرة السلام الكل. وكما قال الرئيس عرفات لا تسقطوا غصن الزيتون من يدى.