من القرداحي والطابور الخامس الى خطأ انقلاب البرهان على المدنيين في السودان ومنه نحو البناء في مستوطنات اسرائيل وادارة بايدن النائمة وصولا الى بنزين الخامنئي وشاشات الاعلانات في طهران وشطحة الى دوائر الفصول.

الطابور الخامس

مصطلح عسكري يعني وجود جيش من العملاء او الاعداء داخل بلد في حال الحرب، في وقتنا هذا الحرب صارت اعلامية اكثر منها ميدانية وللكلمة وقع كبير وصناعة الوعي اصبحت فنًا يتقنه هذا ويعمل على ترسيخه ذاك.

في هذه المعمعة الاعلامية وهذا الكم الهائل من القنوات والمواقع وهذا الاختلاف والخلاف، يختلط الحابل بالنابل ويغطي الدخان ساحة المعركة.

ولكن لا بد ان يذوب الثلج ويبان المرج، وهذا حال تصريحات القرداحي جورج الذي يشغل اليوم منصب وزير اعلام لبنان هذه الدولة التي ترزح تحت ولاية الفقيه، حيث وصف هذا القرداحي اطلاق المسيرات الحوثية والصواريخ باتجاه المملكة العربية السعودية بالدفاع عن النفس ووصف الامارات والسعودية بالعدوان الخارجي على اليمن, القرداحي جاهل تماما بامور اليمن وحرب اليمن وتفلت الحوثي وتلقيه الاوامر من ايران او يتجاهل ذلك خدمة لسيد الضاحية صاحب المائة الف مقاتل.

المشكلة ليست بجورج قرداحي وتصريحاته هذه، المشكلة هي استضافة واحتضان القرداحي وامثاله، فهو لم يخجل ان يعلن وقوفه الى جانب سفاح دمشق، بشار الاسد الذي قتل ابناء شعبه بالكيماوي والبراميل المتفجرة وهجر الملايين منهم داخل وخارج سورية،وهذه ليست اتهامات اعتباطية بل مثبتة دوليا ومحليا ويكفي مشاهدة صور الاطفال الذين قضوا اختناقا بالكيماوي في الغوطة الشرقية لمن نسي او يتناسى لغاية في نفسة، من يقبل القرداحي داعم القاتل، عليه ان يتحمل تصريحاته التافهة ودعمه لحزب الله وامينه العام الذي ينادي بالموت لال سعود ويُخوِّن الامارات صباح مساء.

للاسف القرداحي ليس وحيدا فمثله كُثر في اعلام السعودية والامارات ومن بلدان مختلفة، منهم ما انكشف ومنهم لا يزال يمارس النفاق ويتستر تحت غطاء من التملق ويدعي المهنية ويستغل طيبة قلب اصحاب وسائل الاعلام الخليجية وثقتهم باخوتهم العرب.

البرهان

انقلاب داخل الانقلاب، العسكر والمدنيين مثل الخشب والحديد خطان متوازيان، هذا هو حال البلدان العربية الخارجة من ثورات وانقلابات عسكرية ودستورية ومدنية بعد مسرحية الربيع العربي الفاشلة.

انقلاب العسكر في السودان ان دل على شيء فيدل على استمرار ثقافة سيطرة الامن والجيش على مفاصل الحياة والدولة وحتى المؤسسات المدنية، عقلية القوة وامن البلد والمخابرات ما تلاشت ولن تذوب قريبا في مجتمعات العُرْب وتبقى الجيوش والمؤسسات العسكرية هي التي تحكم ولو بغطاء مدني علماني حقوقي مثل تونس اليوم.

عبد الفتاح البرهان والضباط الاخرين لا يختلفون عن غيرهم من جنرالات العرب اصحاب نظريات العسكرة والحكم بقوة الجيش فهم يعتقدون ان اكثر من سبعين بالمائة من الشعوب العربية لا تعرف حكما اخرا ولا تريد غيره، قد يكون ذلك صحيحا في جزئية هنا او هناك في بعض الاماكن لكن الخطأ هو ان تنقلب على المؤسسات المدنية التي شاركتك في الاطاحة بطاغية،والتي من المفروض ان تكون سندا واساسا لحكم البلاد وتسيير احوال العباد، يبدو ان السودان يسير على مقولة عود على بدء، وللتذكير انقلاب الجنرال عمر البشير على حكومة الصادق المهدي.

الاستيطان

ما ان اعلنت اسرائيل عن منح التصاريح لبناء ثلاثة الاف وحدة سكنية للمستوطنين في الضفة الغربية حتى قفز وزير خارجية الولايات المتحدة من كرسيه ملتقطا الهاتف ليوبخ وزير الدفاع الاسرائيلي بيني غانتس ويعتبر الاستيطان خطوة احادية لا تخدم السلام، غانتس من جهته ابلغه ان اسرائيل منحت الفلسطينيين في منطقة سي الف وخمسمائة رخصة بناء لاول مرة منذ عشرين عاما، فانفرجت اسارير انتوني بلنكين واثنى على حكمة وزير الدفاع التسرائيلي وطلب منه ان يطلعه على الخطوات قبل الاعلان عنها حتى لا يتفاجأ هو ويضطر إيقاظ جو بايدن الذي لا جلادة له ولا نية للتعامل مع هذا الملف.

خطوة اسرائيل في البناء بالمستوطنات مرت بدون مشاكل داخل الائتلاف لا من اليسار المتبجح بحل الدولتين ولا من القائمة العربية الموحدة بقيادة الحركة الاسلامية الاخوانية، فبقاء وثبات ائتلاف لابيد بنيت وتمرير موازنة الدولة ومليارات الشواكل للعرب في اسرائيل ولمعالجة قطط الشوارع في تل ابيب اهم من حل الدولتين ومن اي تقدم على صعيد القضية الفلسطينية.

خامنئي والبنزين

يرتبط اسم المرشد الاعلى الايراني على خامنئي بعدادات البنزين ارتباطا وثيقا الى درجة ان من اخترق حاسوب محطات البنزين في ايران وعطل عملها ليوم كامل وضع رقم هاتف خامنئي على شاشة العداد كما اخترق لافتات الدعاية الحكومية الاكترونية التابعة للحرس الثوري وكتب اين البنزين يا خامنئي.

من فجر مفاعل نطانز، وخرب منظومات الصواريخ الباليستية وعطل وحرق سفن الحرس الثوري الايراني عرض البحر ويضرب مواقعها في سوريا تباعا، لن ينتظر على ما يبدو، جو بايدن وادارته للتوصل الى اتفاق جديد حول الملف النووي ومشروع الصواريخ العابرة، فهو يستمر بارباك ايران واختراقها من مكان الى اخر ولا نستبعد شل عمل الموانئ والمصافي ومعامل التكرير وتعطيل الكهرباء تمهيدا لعمل عسكري كبير يجري الاعداد له ميدانيا.

في حين يقول المسؤولون في ايران انه لا يمكن حتى الان تسمية الجهة التي تقوم باعمال التخريب والتعطيل، نحيطهم علما ان اسرائيل تعلن صباح مساء انها تعمل على عرقلة وتعطيل ايران وتعد العدة لمفاجآت قادمة على ذمة رئيس حكومتها ووزير حربه ولف لفهما.

دوائر ونقاط

في تعاقب الفصول حكمة، لافضل لفصل على اخر الا بنجاحات البشر وطموحهم اللا متناهي في طلب العلم والمعرفة وتنوير العقول.