لن يجري أي جديد على الأوضاع في لبنان حتى لو استقال الرئيس اللبناني ميشيل عون واستقال أيضاً رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ومعه كل وزرائه، وبقضهم وقضيضهم، كما يقال، طالما أنّ إيران ومعها توابعها هي التي تسيطر على هذا البلد سيطرة إحتلالية وأنّ هناك مئة ألف مقاتل على رأسهم حسن نصرالله الذي كان يصر ولا يزال على أن هذا البلد اللبناني هو ولاية إيرانية تابعة للولي الفقيه في طهران!!.

والمشكلة هنا أن ما ينطبق على لبنان ينطبق على سوريا التي لا يزال بشار الأسد يرفع على بعض أبنية مدنها شعار: "أمة عربية واحدة.. ذات رسالة خالدة" وذلك مع أنها باتت ممزقة وعلى هذا النحو ومن الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب وأن إسرائيل قد بادرت في ظل هذه الأوضاع التي لا أكثر منها مأساوية على ضم وإلحاق هضبة الجولان بها.. ومن مشارف دمشق .. الشام وحتى شواطىء بحيرة طبريا الشرقية.

وهنا وإذا كان الذين يظنون أنهم يحكمون لبنان أن تقديم جورج قرداحي.. وزير الإعلام السابق ضحية ليصبح هذا البلد لأهله كلهم، موارنتهم وسنتهم وشيعتهم ودروزهم.. وأقلياتهم القليلة، فإنهم واهمون إذْ أنّ الذي يحكم هذا البلد هو حسن نصرالله الذي كما ردد هو ولا يزال يردد بأن قواته التي هي قوات إيرانية عددها مائة ألف مقاتل كلها أيضاً تابعة للولي الفقيه في طهران وأن هذا البلد، أي بلاد الأرز، مثله مثل الدول العربية التي باتت فعلياًّ وعملياًّ تابعة لهذه الإيران الطائفية!!.

إنّ هناك الآن أربع دول عربية رئيسية وأساسية باتت تابعة لإيران الخمينية (المذهبية) هي وبكل صراحة العراق، بلاد الرافدين، وسوريا، قلب العروبة النابض، ولبنان، بلاد الأرز، وفوقهن جزءاً كبيراً من اليمن الشمالي أو شمالي اليمن لا فرق.. وهناك، كما يقال، دولتان مستترتان .. يشار إليهما بالبنان.

وهكذا فإنه لن يتغير شيئاً في لبنان وسواءً بقي جورج قرداحي أو استقال.. وأيضاً لو استقالت هذه الحكومة كلها.. فهذا البلد العربي الجميل أصبح جزءاً من المنظومة المذهبية الإيرانية.. ومثله مثل "القطر العربي السوري" الذي لا يزال يرفع شعار: "أمة عربية واحدة.. ذات رسالة خالدة" ومثل كل "الأقطار العربية" التي باتت تتدثر بالعباءة الطائفية الإيرانية.