بالتأكيد لو أنّ رفيق الحريري، رحمه الله، لا يزال على قيد الحياة ولاعباً رئيسياًّ في المعادلات السياسية اللبنانية المتقلبة والتي إنتهت الأمور بالنسبة إليها إلى أن أصبح لبنان ومثله مثل سوريا والعراق تابعاً تبعيةً مذهبيةً لإيران، دولة الوليّ الفقيه وكما هو واقع الأمور الحالية بالنسبة للعراق وسوريا.. وبالطبع ولبنان وأربع دول عربية أخرى أصبحت ملحقةً بطهران الخامنئية.

إنه ما كان على سعد الحريري أنْ يتخلّى عن مسيرة والده، وأنْ يستسلم للمعادلة السياسية الإيرانية، التي باتت تسيطر؛ فهذا في حقيقةِ الأمر ما أراده أتباع دولة الوليّ الفقيه وما أراده الذين دأبوا على السعي لشطب المسلمين السنة من المعادلة اللبنانية.. وذلك كما أنها باتت تشطب من المعادلة العراقية.

وحقيقةً أنّ الإيرانيين وأتباع الولي الفقيه كانوا ينتظرون هذه اللحظة التاريخية، وهم كانوا ولا زالوا يسعون لشطب "السُنّة" من معادلات دول هذه المنطقة، وكما شطبوها عملياًّ وفعلياًّ من المعادلة السورية واللبنانية والبعض يقول والعراقية.. وهنا من يؤشر على بعض الدول في القارة الإفريقية.. ومن بينها ما كان يسمى جماهيرية القذافي لا أعاده الله ولا أعاد جماهيريته.

ولهذا فإنه ما كان على سعد الحريري أن ينسحب من مواجهةٍ كان والده رفيق الحريري قد خاضها بالطول والعرض.. فهو بما أقدم عليه قد تخلّى للإيرانيين ومن معهم ويدور في فلكهم عن ما بقوا يسعون إليه منذ إطاحة النظام الشاهنشاهي الذي هو بدوره كان يسعى لفرد عبائته على جزءٍ رئيسي من الوطن العربي.

وهكذا فإنّ ما فعله سعد الحريري بإنسحابه مستسلماً في هذا الصراع المحتدم في هذه المنطقة قد حقّق لإيران "المذهبية" الخامنئية ما بقيت تسعى إليه، وقد دفع بعض الدول العربية المصابة بالإهتزاز إلى الإلتحاق بما هو واقع الحال في العراق وبالطبع في سوريا، القطر العربي السوري، وفي الدول التي كانت قد رفعت راية الولي الفقيه.. وأدارت ظهورها للعرب والعروبة.. ولم يبقَ عليها إلا أنْ تعلن أنها.. دولٌ مذهبية "فارسية"!!.