مع انتشار الانتفاضات في إيران ضد النظام، أصبح من الواضح لكل مراقب وخبير خارجي أن الشعب الإيراني يريد تغيير النظام. وكانت الشعارات الرئيسية في المظاهرات هي "الموت لخامنئي والموت لرئيسي". وفي بعض الأحیان يشارك عملاء وزارة المخابرات الإيرانية في تظاهرات لیرددوآ هتافات بهدف التستّر على مطلب الانتفاضة الرئيسي. و في حالات تمّ بثّ مقاطع فیدیو في الفضاء السيبراني، حيث تُظهر فحوصاتها التقنیة أنه تم ترکیب الأصوات المؤیدة لنظام الشاه علی الصور.

حالة المجتمع الإيراني
منذ عام 2017 فصاعدًا، انتشرت وحدات المقاومة‌ التابعة لمجاهدي خلق في جميع أنحاء إيران وأدّت دورها الحاسم في تنظيم الانتفاضات، وأثار هذا الواقع مخاوف النظام. النظام الذي شاهد من جهة أن خدعة "الإصلاح والأصولي" لم تعد تعمل، ومن جهة أخرى امتدّ الأسلوب الذي اتخذتها وحدات المقاومة لتنظيم الانتفاضة وتغيير النظام إلى جميع المدن. لمواجهة ذلك، اختار خامنئي إبراهیم رئیسي قاتل المجاهدين في مذبحة عام 1988 رئيساً للردّ على الانتفاضات وقمعها.
ووجد النظام أن السبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو القضاء علی البديل الحقيقي. ففي خطوة غير مسبوقة، کلّف دبلوماسياً رسمياً تابعاِ له لتفجير التجمع السنوي للمقاومة بباريس عام 2018، بهدف تصفیة الرئیسة المنتخبة‌ للمقاومة، وبذلک تدمير البديل السیاسي.
في الوقت نفسه، أطلقت وزارة الاستخبارات الإيرانية حملة جديدة لخلق بديل زائف، وزعم عودة عائلة الشاه السابق، وذلك بهدف حرف مسار الانتفاضات وتشويه سمعة البديل الحقيقي. وفي هذا الصدد، أرسل عملاء وزارة المخابرات ومرتزقتها إلى مشاهد الانتفاضات والاحتجاجات لترديد الشعارات المؤيدة لنظام الشاه، حیث قاموا بتصوير هذه المشاهد نشروها على نطاق واسع داخل إيران وخارجها من أجل التظاهر بأن الشعب يريد عودة عائلة الشا!

تقدیم الشاه محاولة لإخراج النظام من مأزق البديل
هناك حقائق كثيرة تقف خلف الشعارات المؤيدة لنظام الشاه، ووجود وزارة المخابرات وراء هذه الشعارات، نذكر منها ما يلي:
كتبت صحيفة "جمهوري إسلامي" في مقال بتاريخ 26 يوليو 2016 ، خلال صراعات النظام الداخلية، في مقال بعنوان «خلف كواليس شعار" رضا شاه روح سعیدة "أمام مجلس النواب»: ‌ "حادثة امس امام مجلس النواب تكمل دائرة سياسات المعارضة لاسقاط الحکومة. أنها خطة مبرمجة ... هؤلاء الناس أصبحوا متهورين لدرجة أنهم أرسلوا بعض الناس إلى البرلمان بشعارات غير مسبوقة كـ "رضا شاه روح سعیدة"، كما أنهم يناورون بحرية مع الشرطة. "هذه المجموعة هي بالضبط نفس المجموعة الموجودة في صلاة الجمعة بطهران وفي المسيرات..."
کما وزارة المخابرات أصدرت تعلیمات مکوّنة من ثماني نقاط لـ "قوى مدربة ومؤثرة في المسيرات الأخيرة" لترديد الشعارات المؤيدة للنظام الملكي.
ونشر محمد مهدوي فر، أحد جرحى الباسيج في الحرب العراقية الإيرانية وأحد الموقعين على البيان ضد خامنئي مع 13 آخرین من الشخصیات السیاسیة، نشر علي حسابه في تطبیق تلغرام بيانا من وزارة المخابرات في 18 مايو الماضي، حیث جاء في الأرقام 1 إلى 3 من هذه الوثيقة ما يلي:

1) قوموا بتخزين بعض الأحجار متوسطة الحجم معکم.

2) التجوّل بین الحشود بشكل طبيعي وتحديد وتعریف القادة.

3) إذا أصبحت الشعارات المناهضة للنظام والقيادة والحرس الثوري الإيراني حادة ومتطرفة، فإنهم ملزمون بترديد الشعارات ضدّ الغلاء وشعار رضا شاه روح سعیدة... وبعض الشعارات الاحتجاجية الأخرى التي تم تحت تصرفهم قبل ذلک، و تشجیع الناس "بترداد هذه الشعارات...".

وفي رسالة مفصّلة في 17 مايو بخصوص مذبحة السجناء السياسيينِ كتب السيد هاشم خواستار، رئيس نقابة المعلمين الإيرانية، المحتجز حاليًا في سجن وكيل آباد في مدینة مشهد،: "في تاريخ إيران المعاصر، عمل الشاه والملا دائمًا معاً، بالتعاون مع بعضهما البعض وفي المقدمة، ضد مصالح الأمة الإيرانية. يمكن رؤية هذا التواطؤ التاريخي حتى الآن في كل انتفاضة تتصاعد وشعب ینهض. عندما تصبح الاحتجاجات والانتفاضات في الشعب الإيراني خطيرة ویصل إلی ذروته، فإنهم إما يقمعونها أو يحاولون تحويلها وحرفها من مسارها. في كل انتفاضة کنا ولا زلنا شهدنا أن الشاه والملا، وبتدبیر وزارة المخابرات، أدخلوا الشعار "رضا شاه روح سعیدة" المضحك بواسطة المرتزقة والباسيج المشهورين في مظاهرات وجعلوه بدل الشعارات الرادیکالیة والمحقة - أی الشعارات الجماعية من أبناء الشعب، وتحاول بالتالي تحويل مسار الانتفاضة: "بهذه الحيلة، يريد الملالي الحاكمون تأجيل سقوط نظامهم لبضعة أيام أخرى".
وفي مقال آخر علی حسابه في تطبیق تلغرام في 20 يوليو 2017، كشف عن مشروع وزارة المخابرات لدعم نجل الشاه ضد المجاهدين بالكلمات التالية:
"في مايو 1997، عندما جاء وکلاء المخابرات إلى حديقتي، وسألوني لماذا لا تتعاون مع الأمير رضا بهلوي؟ وأضافوا هل تريد الحصول على رقم هاتف الأمير الآن للتتحدث معه؟ "قلت لا... الحكومة تحاول توجيه المناضلین إلى الملكيین وكذلك إرسال العديد لیتسلّلوا بداخلهم ویقوموا بتأیید الأمير وإهانة النظام، وكذلك سبّ وشتم مجاهدي خلق..."!
وأثناء مظاهرة كبيرة أقيمت في أصفهان في 26 ديسمبر 400، كشف المشاركون في المشهد وأمام الكاميرات وجود عناصر الباسيج وهم يهتفون لصالح رضا شاه ، حیث قالوا: "الباسيج والعناصر المرتزقة تسلّلت داخل صفوف الشعب. خلعوا کوفیاتهم وهتفوا بشعار رضا شاه. "هؤلاء ليسوا من المتظاهرين".

النتيجة
صرّح رضا بهلوي نفسه أنه يريد العمل مع قوات الحرس والباسيج. لذلك، فإن منفعته الوحيدة لنظام خامنئي هي تقويض الإرادة الحازمة للشعب والمقاومة الإيرانية لإسقاط نظام القمع والجريمة، ولهذا يريد النظام أن يقدّمه من خلال مشروع واضح.
خاصة إذا اعتبرنا أن وحدات المقاومة نفّذت عمليات ضخمة خلال الأشهر الأخيرة، زعزعت أساس النظام وأسعدت أبناء الشعب. عمليات مثل نشر شعارات وصور قيادة المقاومة في جميع أنحاء إيران، وكشف معلومات عن سجون إيران خلال أربعین عامًا من حكم الملالي، أو الاستيلاء على محطات الإذاعة والتلفزيون الرسمية، ووزارة الإرشاد ووزارة الزراعة، وأهم من ذلك الاستيلاء مؤخرا علي المحطات الالکترونیة لبلدية طهران.