نتيجة الحرب الأهلية في المجتمع السوري والتي فرضت عليه من قبل جهات خارجية، وظهور الجماعات المسلحة المرتبطة بالأجندة الخارجية أصبحت والتي أصبحت اللعوبدة بيد هذه القوى والتي تتصارع فيما بينها على الأرض السورية ونتيجة فقدان الأمن والسلام والخوف من المستقبل وسقوط العشرات من البراميل والقذائف على رؤوس المدنيين، أضطرت الكثير من العوائل السورية إلى ترك وطنهم والتوجه إلى المجهول الذي ينتظرهم، فهجروا إلى دول ينعم سكانها بالأمن والسلام والطمأنينة، فحطوا الرحال في دولة ألمانيا.

ألمانيا تتميز كغيرها من الدول الأوربية بالديمقراطية والحرية والمساواة بين البشر والكل سواسية أمام القانون ولا أحد فوقه. ولكن ومع الأسف الشديد بمجرد وصول البعض من الأسر إلى هذه الدولة تبدأ بوادر الخلافات بالظهور بين الأب والأم من جهة ومن جهة اخرى بينهم وبين الأبناء، فالمرأة في المجتمعات الشرقية بشكل عام والأسلامية منها بالأخص لاتمتلك أية حرية لا طبيعية ولامكتسبة، ويتم التعامل معها وكأنها قطعة من أثاث المنزل يملكها الرجل، يتصرف بها كما يرغب.

فثقافة المجتمعات الشرقية هي ثقافة رجولية تقوم على أساس أن الرجل يمتلك كل شيء وليس على المغلوبة على أمرها المرأة الا أن تطيع أوامر الرجل، حتى أن هذه تتعرض إلى كل أنواع المضايقات والظلم من قبله وفي الكثير من الأحيان يصل ذلك إلى الأذى الجسدي والنفسي. وباعتبار تلك المجتمعات هي مجتمعات ذكورية، فالمجتمع والقوانين تقف في صف الرجل وتفرض على المراة الإطاعة العمياء لأوامر سيد البيت وعليها الألتزام والتقيد بها.

وبسبب هذا الظلم والأضطهاد بحقها من قبل الرجل وعدم إنصافها من قبل المجتمع الذي عاشت فيه، وبمجرد الوصول إلى الدول التي تختلف عن الدولة التي عاشت وترعرعت فيها من حيث القوانين والعادات والتقاليد، هذه القوانين التي تستمد بنودها من مبادئ حقوق الإنسان والبروتوكولات والأتفاقيات التي قامت على تلك المبادئ والحريات، وهي لا تفرق بين الجنسين بل عكس ذلك تماماً فهي تتعاطف وتنحاز إلى المرأة أكثر من الرجل، حيث تدرك هذه الدول مدى المظالم بحق المرأة من قبل الرجل الشرقي وتحاول قدر الأمكان أنصافها.

إلى جانب هذه المميزات التي تمتاز بها الدول الديمقراطية، فالمرأة تشعر بالاستقلالية الاقتصادية نتيجة تلك المساعدات الاجتماعية التي تتلقائها من الدولة، فهي ليست بحاجة إلى المردود المالي الذي كان يقدم لها الرجل، بالإضافة إلى تراكم تلك المظالم وعدم الأنصاف الذي عاشته المراة في مجتمعها. وعليه تبدأ بوادر الخلافات بالظهور في هذه الأسر. وليس هذا فقط من الأسباب التي تؤدي إلى دمار الأسر بينما هناك سبب أخر له الباع الكبير في الأنشقاقات الأسرية الا وهو الزواج المبكر للفتيات وبالأخص اللواتي لم يتجاوزن السن القانونية، حيث يتم أجبارهن على الزواج بأشخاص يكبروهن سنا. وعليه أن أكثرهن يبلغن السن القانونية وقد أصبح لديهن 3 أو 4 أطفال، مع العلم أن الفتاة في هذه السن ليست مؤهلة للتتحمل مسؤولية تربية الأطفال، وباعتبارها أقترنت في سن مبكر فهي لم تتمتع مثل قريناتها بالطفولة، وهي تشاهد تلك المساواة والحرية والحقوق التي يتمتعن بها نساء أوربا، فتبدأ بالمطالبة بحقوقها وتطالب أن تعيش بكرامة كغيرها من النسوة، وبمجرد طلبها هذا تبدأ بوادر الخلافات بالظهور بينها وبين زوجها. ولأن الرجل الشرقي ولد في مجتمع محافظ وذو ثقافة ذكورية ونهل من هذه الثقافة، فهو لا يستوعب ولن يستوعب بأن المرأة هي مثله إنسانة لها مشاعر وأحاسيس ولها متطلبات يومية.

وبأصرار المرأة على التمسك بحقوقها والمطالبة بحريتها وتعنت الرجل ورفضه منح الزوجة حقوقها تزداد حدة الخلافات بينهما وفي الكثير من الأحيان يتم الطلاق، وهذا ما يكون له الأثر السلبي على الأطفال، فيتشرد الأبناء ويتسكع أخرون في الشوراع، فيصبحوا لقمة سهلة بيد تجار المخدرات، يقعون في شباكهم وسجون المانيا شاهدة على ذلك. وحتى لايصل الامور إلى طريق مسدود على الرجل الشرقي أن يبتعد عن تلك الثقافة الذكورية التي تربى عليها وأن يفهم بان المراة هي مثله لها حقوق كما عليها واجبات وتمتلك الاحاسيس ومشاعر عليه أحترامها وتقديرها وبانها مدرسة تقوم بتربية الأجيال ومن غير ذلك فمصير العائلة التشتت.

[email protected]