يقال أنَّ التفاؤل يُؤخّر الشيخوخة ويدفع بها نحو الأمل، وينقذها من الاحباط والتراخي والتكاسل؟.
الأمل هو الروح بالنسبة للإنسان، يشرق معها ويعطيها جرعة من الأوكسجين للعيش بأمان وثقة ورحابة صدر عفوية الخاطر، وإنطلاقة نحو عالم آخر أكثر متعة وتفاني وإخلاص.
ومهما عجزنا عن أخذ دورنا في التفاعل مع المحيط الذي نعيش فيه فإنه يلزم أن يُحرّك فينا روح الأمل، وتجسيد تلك الصورة بحبّ، لا سيما أن الأمل يشرق من جديد في حال التمسّك بخيوط الأمل والتفاؤل الذي يفرح القلب ويؤنس وحدته، ولاننسى القول الذي مفاده: "تفاءلوا بالخير تجدوه"، وهذا ما يعني أنّ التفاؤل قوامه ينبوع من المحبّة، و يطّهر الجسد بدلاً من أن نغلق على أنفسنا الباب والالتفات إلى التشاؤم الذي لا شكّ أنّه يولّد الاحباط واليأس والقنوط والكسل.. ومثال ذلك الفلاح الذي يعمل بجد ونشاط، وإن وصل إلى سنّ كبيرة يصعب معها متابعة عمله في فلاحة الأرض وحراثتها وقطاف محصولها مع مرور الوقت، إلّا أّنّه بالعمل والاجتهاد والرغبة في كسر طوق التشاؤم فإنه يولّد التفاؤل.
التفاؤل يعني الولادة من جديد، والعيش حياة تناسب ذاك العمر لذلك الفلاح الذي يكدّ ويجتهد للحصول بالتالي على نتاج ما قدّم وسعى، وفرحته ستكون بلا شك لا حدود لها لأنه بذل ما استطاع للوصول إلى نتيجة ترضيه وتمكّنه من تحقيق الأمل والطموح وكسر روتين الوقت والحياة التي يعيشها، والفوز أخيراً بنتاج يُفرح قلبه وينعشه ويدفع به نحو التفاؤل والأمل في الحياة، والحال كذلك بالنسبة للمريض المنهك الذي يعاني من مرض ما، ومن خلال الرغبة يمكن كسر حاجز التشاؤم والقلق الذي يعيشه بممارسة أنواع الرياضات المختلفة التي تتماشى مع رغبته وبكل ثقته، وهذا ما يعني هروبه من الروتين اليومي الذي يعاني منه، ومن هنا يعني التفاؤل بالحياة التي نعيش، ما يجعله يتابع نشاطه وينسى مرضه ويتعلق بالحياة من جديد، ويبثّ فيها الرغبة في العيش باطمئنان.
لا شك أنّ التفاؤل يؤخّر الشيخوخة ويقضي عليها، وهناك المئات من شرائح مختلفة من الناس تلجأ إلى ممارسة رياضة المشي في الحدائق، والذهاب إلى البحر للاستجمام، والسفر بغرض السياحة على أمل أن يمنحهم ذلك دافعاً نحو التفاؤل.. وعيش حياة مستقرة وآمنة، وتجديد روتين يومي يكتنفه الملل.
الفرح والتفاؤل من سمات الحياة التي نعيشها، وعلينا أن نستبعد التشاؤم من حياتنا لأنه يفعّل فينا الملل والقهرويحبط عزيمتنا بدلاً من أن ندفع بها نحو الأمل والنظر نحو مستقبل مفرح ينعش القلب بالتفاؤل، ما يدفع بالحياة التجديد والرغبة فيها، وإن لازمها القهر من قبل أناس بحاجة إلى التجديد والتغيير وهذا ما يجعل حياتهم تسير باتجاه الأفضل الأحسن والأرقى.