وأخيرا وبعد عناد مرير كشفت دراسة حديثة قرأتها مؤخرا بان سببا رئيسيا من أسباب السعادة الزوجية يكمن في حجم المرأة وشكلها ووزنها والهيأة الخارجية أكثر مما هو في دواخلها وأعماقها والعواطف الجياشة في روحها، فها هي المرأة البدينة اعتبرت أفضل الزيجات حبّا والتصاقا بزوجها ورعاية لأولادها لما تمتلك من سعة الصدر وقوة التحمل أضعاف ما تمتلك المرأة النحيفة القوام.

خلصت الدراسة ان المرأة البدينة ترضى بالقليل من الإطراء والتدليل والتغزل على العكس من المرأة الرشيقة القوام فهي لا تشبع من المدح والثناء على جمالها ومفاتنها وقد يصل الى حد التزلّف والمبالغة في التضليل.

وما دمت ايها الرجل لو أردتَ امرأة تحوط بيتك وأولادك عنايةً وتغدق عليك من الحب والرعاية والاهتمام وتغطّي احتياجاتك الأسرية، فاختر المرأة البدينة نسبيا لمهارتها في تصريف متطلبات الزوج والبيت معا بما يحقق ديمومة المعاشرة المؤنسة وقتا أطول بين الزوجين.

هذا ما قالته دراسة عميقة وافية أعدّتها إحدى الجامعات الاميركية المتخصصة بالعلوم الاجتماعية وعلم نفس الاسرة حصرا وأيقنوا ان المرأة البدينة وحدها من تطيق فظاظة الزوج نظرا للإحساس المرهف التي تتمتع به وقدرتها على خلق المسرّات وامتصاص الغضب وتدويره بأناة وصبر ليتحول الى تسامح وعفوٍ بما يشيع جوّاً من الإلفة والسكينة.

المرأة البدينة – وان فقدت شيئا من رشاقة القوام الجميل في شكلها – لكنها تظلّ ترعى قوام أسرتها وتحافظ كثيرا على رشاقة روحها وجمال رضاها وقوة وسعة غفرانها وتسامحها العريض.

ومع ان الجمال والرشاقة الانثوية لها مفعول السحر في الرجل بجاذبيتها وتحقق له المتعة الآنية ؛ لكن هل يعلم الرجال الذكور ان جلسة حميمية مع امرأة رشيقة فاتنة القوام لمدة قليلة كفيلة بان تجعل الذكر يفرز من هرمونات الكورتيزول الضار المسبب للإجهاد النفسي والعضلي وربما يؤدي به الى الإصابة بأمراض القلب وزيادة نسبة السكري في الدم وارتفاع الضغط لديه، هذا ما قرأته مؤخرا في إحدى الصحف اللندنية اعتمادا على تجارب فعلية قامت بها جامعة "فالنتسيا" الاسبانية اذ تم فحص الكثير من الرجال المتزوجين من جميلات رشيقات تأكد لديهم الإجهاد النفسي ومعاناتهم مع شريكات حياتهم.

فمن يمتلك الجمال المرتسم في ملامح رفيقة عمرهِ يحمل أعباء ثقيلة وأمراضا نفسية وبدنيّة يصعب معالجتها وقد تقصر سنوات المعاشرة والعيش المشترك بين الاثنين ويترمّلان بوقت مبكر جدا، على العكس من الزواج والعيش مع البدينة التي تديم المحبة وتوهب كل طاقتها لبيتها وزوجها وأولادها وتسعى لتكريس وإدامة التعلّق والمودة بيديها الحانيتين في حين ان الاخرى الجميلة لا يهمها سوى جمالها وطلعتها والحفاظ على رشاقتها وتجول بين الاندية الرياضية وقاعات التنحيف والمساج وصالونات التجميل التي تستنزف كلّ مالها ووقتها ضاربة عرض الحائط بيتها ومتطلبات زوجها معتمدة كليا على خادمات المنازل وتأجير النسوة كي تربِّي الاطفال والحاضنات، كل ذلك من اجل ديمومة رشاقتها التي تعتبرها من اولويات اهتماماتها على حساب مسؤوليات البيت والاسرة والزوج والاولاد المهملين.

ويبدو ان اجدادنا العرب الاوائل كانوا على صواب حينما فضّلوا الممتلئات على النحيفات حتى ان مسؤولي عروض الازياء الجدد لم يعودوا يميلون للنحافة المفرطة التي تتميز بها عارضة الازياء اليوم اذ دعوا الى إضفاء بعض السمنة على اجسادهن ليس تحاشيا من دعوات المهتمين بحقوق الانسان على تجويع العارضات وفرض القيود والمحددات الغذائية للحفاظ على قوامهن وانما الشعور والاحساس بان البدانة غير المفرطة لها جماليتها ايضا على هيأة المرأة الخارجية وعلى روحها وأعماقها الداخلية لتكون سيدة بيت بناّءة تحافظ على اسرتها ومتمسكة بزوجها وأولادها مثلما ترعى جمالها وشكلها الخارجي أمام الحضور.


[email protected]