حكومة التطرف الإسرائيلية تواصل حربها على قطاع غزة بشكل جنوني وغير مسبوق، وتقوم بتدفيع الشعب الفلسطيني حياته ثمناً لأزماتها الداخلية وللمساومات والمزايدات داخل الائتلاف الإسرائيلي الحاكم، ونستغرب استمرار صمت المجتمع الدولي ومؤسساته أمام حجم هذا الدمار الشامل، الذي لم يشهد له العالم مثيلاً من قبل، فبات من الواضح أن بنيامين نتنياهو وحكومته يحصلون على الحماية الدولية، في تصريح صريح لتحقيق رغبات اليمين المتطرف الإسرائيلي لإعادة احتلال قطاع غزة وإخضاعه للسيطرة العسكرية والأمنية الإسرائيلية، ونسف ما تبقى من المشروع الوطني الفلسطيني.
حكومة التطرف ما زالت تستخف بالمواقف الدولية الداعية لحماية المدنيين والتوقف عن تهجيرهم بالقوة، وتشعل المزيد من الحرائق في ساحة الصراع، وما زالت تتصرف كأنها فوق القانون، وتستطيع أن ترتكب ما يحلو لها من انتهاكات وفظاعات بحق المواطن الفلسطيني الذي جردته من كامل إنسانيته، وتتعامل معه كأي شيء لا يستحق الحياة، وبذلك تضع إسرائيل المجتمع الدولي ليس فقط في أزمة قانونية وإنما أخلاقية مستعصية بسبب فشله في حماية المدنيين الفلسطينيين وفي إجبارها على الوفاء بالتزاماتها كقوة احتلال.
إقرأ أيضاً: طوفان الأقصى أم طوفان سليماني؟
واقع الحال يكشف الصورة والمشهد المؤلم في قطاع غزة، حيث تلك الصورة التي لا يمكن للعقل البشري أن يتصورها، وحتى في أحلامه، وما يشهده المتابع للممارسات الاحتلال وفي منظر تقشعر له الأبدان، سلمت سلطات الاحتلال ما يزيد عن 80 جثة متحللة لشهداء مجهولي الهوية قضوا في فترات سابقة من العدوان، كانت محتجزة لدى الاحتلال وتم دفنها في مقبرة جماعية في رفح في مشهد مهيب.
إقرأ أيضاً: بنت القهر لوسيا السورية
ويواصل الاحتلال إجبار الأهالي على النزوح حيث يواجهون الموت بينما يهدد المواطنين بتدمير البيوت فوق رؤوسهم في حال رفضوا النزوح إلى رفح، بعد أن طلب من سكان جنوب غرب مدينة غزة النزوح إلى دير البلح، وطلب من سكان دير البلح النزوح إلى المواصي، وسكان خان يونس بالنزوح جميعاً إلى رفح، في ظل الأمطار الشديدة والبرد القارس وغياب أي مكان آمن في قطاع غزة، في دوامة من التيه واللجوء داخل الوطن.
إقرأ أيضاً: الحرب تمتد إلى لبنان واليمن.. و"الفتن" تأتي من الشرق!
بينما تدعي حكومة الاحتلال أنَّ جيشها يتمتع بالأخلاقيات المزعومة، يستمر الحديث عن خطة تنفيذية جاهزة لدى قوات الاحتلال سيتم تنفيذها قريباً في رفح، بالإضافة لاقتحام جيش الاحتلال ساحة مستشفى الأمل وحصاره المستمر مستشفى ناصر لارتكاب ما اقترفه من موبقات وجرائم في مستشفيي الشفاء والمعمداني وغيرهما، على طريق إخراجهما بالكامل عن الخدمة، وفي ظل التصعيد الحاصل في قصف المنازل والمنشآت وما تبقى من الأبراج وتسويتها بالأرض، والإمعان في تحويل قطاع غزة إلى خراب ومنطقة غير صالحة للحياة البشرية.
إقرأ أيضاً: فلتطارد اللعنات حماس إلى يوم الدين
حقائق مروعة يشهدها أبناء الشعب الفلسطيني، ولعل الأيام الأخيرة من حرب الإبادة جاءتنا بمظاهر مروعة لها، كان أبرزها قضية الطفلة هند رجب وعائلتها، وإطلاق دبابات الاحتلال قذائفها وسط مجموعة من الأشخاص في أحد الشوارع غرب مدينة خان يونس، ما أدى لاستشهاد عدد من المواطنين.
إقرأ أيضاً: استراتيجية نظام الولي الفقيه بين أزمة غزة والأزمات الداخلية
الاحتلال الوحشي يستمر في وحشيته وممارساته القمعية الإرهابية ونهجه القائم على الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني وتوسيع نطاق الكارثة الإنسانية، لتعم كامل سكان قطاع غزة من المدنيين الفلسطينيين، وكذلك تصعيد الجرائم بحقهم واستهدافهم أينما وجدوا في خرق فاضح لكل قرارات المجتمع الدولي ومحاولات تقديم المساعدات للنازحين في أماكن نزوحهم.
التعليقات