أثارت ترشيحات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لمناصب فريقه الحكومي موجة من الجدل داخل الولايات المتحدة وخارجها، حيث حملت ترشيحاته رسائل وتلميحات حول توجهاته المحددة خلال عودته إلى البيت الأبيض مطلع العام القادم.
وفي ما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط التي ستمثل حيزًا كبيرًا من السياسات الأميركية الخارجية خلال العام القادم، فقد رشح ترامب وزراء ومسؤولين معروفين بمساندتهم غير المشروطة لإسرائيل، ويصف بعضهم تهديد إسرائيل بضم الضفة الغربية المحتلة كخيار مقبول.
ويقول الخبير في معهد العلاقات الدولية عزرائيل بيرمانت إن "تعيين ترامب لروبيو، ووالتز، وهيغسيث كلها متشددة للغاية وداعمة لإسرائيل".
ويزداد الخوف في قطاع غزة من أن يعطي ترامب الضوء الأخضر لحكومة بنيامين نتنياهو لتنفيذ خطتها التي تهدف إلى قضم أجزاء واسعة من شمال القطاع وتحويلها إلى ثكنة عسكرية دائمة.
ويرى المحلل السياسي الفلسطيني حسن سوالمة أن حماس مطالبة بقراءة اللحظة الراهنة بعناية والدفع باتجاه اتفاق لوقف إطلاق النار وتحرير أكبر عدد ممكن من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية قبل تولي ترامب الرئاسة بشكل رسمي، وفقًا لمبدأ "ما لا يُدرَك كله لا يُترَك كله".
إقرأ أيضاً: مخاوف في لبنان من تكرار سيناريو حرب تموز 2006
ويمكن القول إن استمرار الحرب التي اندلعت في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) من العام الماضي إلى ما بعد تنصيب ترامب في 20 كانون الثاني (يناير) القادم قد يضع غزة في مواجهة آلة حرب إسرائيلية مدعومة هذه المرة دعمًا غير مشروط من البيت الأبيض.
وإن كان الرئيس جو بايدن قد ساند إسرائيل طيلة فترة الحرب، إلا أنه لن يكون متسامحًا بالقدر الذي يُتوقع أن يكون عليه ترامب، حيث ضغطت إدارة بايدن أكثر من مرة لوقف الحرب وتبادل الأسرى، كما جمدت بعض المساعدات العسكرية ودعت إلى فتح تحقيق ضد الانتهاكات الإسرائيلية، بعد أن تخطت حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) من العام الماضي 43 ألف فلسطيني، بحسب آخر إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
إقرأ أيضاً: لماذا تنتفض مصر في القرن الأفريقي؟
واليوم نرى بايدن يعقد الأمور قبل قدوم ترامب في الملف الأوكراني بعد منح واشنطن الضوء الأخضر لكييف لمهاجمة العمق الروسي بالأسلحة الأميركية، فكيف تسير الأمور مع بداية العام الجديد في ملفين أصبحا في معادلة واحدة، وهما الحرب الروسية الأوكرانية، والحرب الإسرائيلية الفلسطينية.
أمَّا السؤال الأخطر الآن، فهو هل ستكافئ إدارة ترامب ابنها المدلل نتنياهو بمنحه الضوء الأخضر بحرية التصرف في شمال غزة ومحور فيلادلفيا، بعد أن حشد ترامب كل أصدقاء نتنياهو في حكومته المرتقبة؟ حقيقة الأمر أنَّ الأيام القادمة ستحمل للمنطقة الكثير والكثير، في ظل اتباع بايدن سياسة إحراق الأرض لتعقيد الأمور على ترامب عند دخوله البيت الأبيض.
التعليقات