ما يعانيه أبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة من قتل عشرات الآلاف من الأبرياء واستهداف الأبنية وتشريد السكان، بفعل استمرار جرائم جيش الاحتلال ومجازره بحق أبناء شعبنا مدان ومرفوض. وفي الوقت الذي يحتفي العالم بالميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية، تمارس حكومة الاحتلال اليمينية عمليات التطهير العرقي وارتكاب المجازر بالقصف بالمسيرات في مخيم طولكرم، وإبادة العشرات من الأسر والأطفال في قطاع غزة، في إرهاب دولة وامتداد لحرب التطهير العرقي والإبادة الجماعية التي تستهدف الوجود الفلسطيني.
إذا كان العالم حريصًا على تحقيق الأمن والسلام في المنطقة، فعليه إجبار حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على وقف عدوانها على شعبنا الفلسطيني، لأن هناك فرصة محدودة للسلام، لكنها ما زالت في مهب الريح. وعلى الإدارة الأميركية والكونغرس استغلال هذه الفرصة لوقف الحرب، إذ دون وقف إطلاق النار الشامل في الأراضي الفلسطينية كافة، فإنَّ أي خطة ستوضع لليوم التالي للحرب لن ترى النور، ولن تنجح أي خطة دون موافقة الشعب الفلسطيني وقيادته. وعلى الجانب الأميركي إدراك حقيقة أن دعمه الأعمى للاحتلال ومده بالسلاح والمال والوقوف بوجه الشرعية الدولية يجعله يتحمل المسؤولية الكاملة عن الجرائم التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني. لذلك، عليه إجبار سلطات الاحتلال على وقف عدوانها وجرائمها وحربها المجنونة قبل فوات الأوان.
المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة جراء الحرب الإسرائيلية، خاصة الأطفال الذين حرموا من أبسط حقوقهم في حياة آمنة ومستقرة تملؤها أحلام الطفولة والدراسة، تضاعف مهام المجتمع الدولي كونه يتحمل المسؤولية عن التصعيد في أعمال القتل والإبادة. فهذا المجتمع لا يحرك ساكنًا ولا يفعِّل البنود والاتفاقيات والمعاهدات والقرارات الدولية التي توجب التدخل لحماية المدنيين من التطهير العرقي. وبات من الضروري العمل مع كافة الأطر الدولية من أجل إنهاء الحرب وتحقيق السلام.
إقرأ أيضاً: حرب الإبادة ووعد بلفور المشؤوم
في الوقت الذي تتواصل فيه حرب الإبادة الجماعية على شعبنا، وتستمر المجازر الدموية التي ذهب ضحيتها عشرات الآلاف من أبناء شعبنا، وموت الأطفال جوعًا ومرضًا جراء الحصار المجرم والحرب الشرسة التي تقودها حكومة اليمين الإسرائيلي على الأرض الفلسطينية والإنسان الفلسطيني في الضفة الغربية بما فيها القدس، ومحاصرة السلطة الوطنية الفلسطينية والإعلان يوميًا عن مخططاتها العنصرية بالتخلص من القيادات الفلسطينية وترحيلها، تخرج علينا مجموعة ليس لها علاقة بالتاريخ أو الجغرافيا الفلسطينية، ذاكرتها تبدأ من حيث تم تكليفها بالتعليمات لشق الصف الوطني الفلسطيني، متواطئة ومدعومة من قبل جهات إقليمية ودولية كي تدس السم بالعسل للطعن بشرعية منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد وأطرها.
ولذلك، تستمر فصول محاصرة الاحتلال واستهدافه لجميع المناطق بشكل متعمد، في أبشع أشكال العقاب الجماعي إلى جانب مواصلته مع عصابات المستعمرين الهجوم اليومي والمتواصل على الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، والارتفاع المتواصل لعدد الشهداء والجرحى، لا سيما في صفوف الأطفال والنساء.
إقرأ أيضاً: الموقف الدولي ومواجهة حظر عمل "الأونروا"
الشعب الفلسطيني هو صاحب الرؤية والقرار، وهو من يقرر ويفشل دائمًا كل المؤامرات التي تستهدف النيل من وجوده وشرعيته. وهو من يدافع عن حقوقه وهويته الوطنية التي لم تأتِ عبر المؤامرات والانقلابات إنما عبر الآلاف من الشهداء والجرحى والأسرى. إن هذه المحاولات المدسوسة ومن يقف وراءها ويمولها لن تمر على شعب فلسطين وسوف يتصدى لكل المحاولات المشبوهة للنيل من وحدته ووحدانية التمثيل الفلسطيني ومحاولة خلق أطر موازية وبديلة عن منظمة التحرير الفلسطينية.
التعليقات