قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين في مقابلة مع رويترز "إن العراق يحاول إقناع الفصائل المسلحة القوية... بإلقاء أسلحتها أو الانضمام إلى قوات الأمن الرسمية".

ووفقاً لرويترز، تأتي هذه الخطوة من جانب الحكومة العراقية وسط تغيرات كبيرة في الشرق الأوسط، بما في ذلك الضعف الشديد الذي أصاب حزب الله في لبنان وحماس، وهما الجماعتان الرئيسيتان بالوكالة عن إيران، بسبب الضربات الإسرائيلية المكثفة، فضلا عن الإطاحة بحكومة بشار الأسد في سوريا.

وتعهد العديد من الشخصيات البارزة في الإدارة القادمة للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بأنه مع عودته إلى البيت الأبيض، فإن الضغوط على النظام الإيراني سوف تشتد.

ونظراً للعلاقات الوثيقة بين الميليشيات الشيعية العراقية والنظام الإيراني، فضلاً عن التحولات الكبيرة في ميزان القوى الإقليمي، فإنَّ بعض المسؤولين العراقيين يشعرون بالقلق بشأن الاستقرار السياسي في البلاد.

ومع ذلك، في مقابلته مع رويترز خلال زيارته إلى لندن، صرح فؤاد حسين أنه لا يعتقد أن عاصفة التغيرات الإقليمية سوف تجتاح العراق.

وأشار وزير الخارجية العراقي إلى أنه قبل عامين أو ثلاثة أعوام كان من المستحيل مناقشة نزع سلاح الميليشيات في البلاد، ولكن الآن أصبح وجود الجماعات المسلحة خارج سيطرة الحكومة غير مقبول.

وأشار فؤاد حسين إلى أنَّ العديد من الزعماء والجماعات السياسية بدأوا مناقشات مع قادة الميليشيات بشأن هذه القضية وأعربوا عن أملهم في أن تلقي هذه الجماعات أسلحتها وتنضم إلى القوات المسلحة الخاضعة لسيطرة الحكومة المركزية.

يمكن اعتبار هذه التصريحات بمثابة رد بغداد على التصريحات التي أدلى بها المرشد الأعلى للنظام الإيراني علي خامنئي خلال لقائه برئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في 8 كانون الثاني (يناير)، والتي دعا فيها خامنئي إلى تعزيز الميليشيات الشيعية الحشد الشعبي في العراق.

إقرأ أيضاً: الإخفاقات التي تغذي أزمة البنزين في إيران

وقال خامنئي لرئيس الوزراء العراقي: "الحشد الشعبي هو أحد المكونات الرئيسية للسلطة في العراق، ويجب تعزيزه أكثر من أي وقت مضى".

الحشد الشعبي هو أحد الجماعات التابعة لإيران في الشرق الأوسط.

كما أعرب وزير الخارجية العراقي عن أمله في استمرار "العلاقات الجيدة" بين بغداد وواشنطن خلال ولاية ترامب الثانية كرئيس للولايات المتحدة. ومع ذلك، أضاف أنه من السابق لأوانه التنبؤ بسياسة ترامب الخارجية تجاه العراق أو النظام الإيراني.

إقرأ أيضاً: الإمبراطورية بالأزمات: النظام الإيراني واستراتيجية البقاء

"كانت الحكومة في محادثات لكبح جماح الجماعات مع الاستمرار في السير على الحبل المشدود بين علاقاتها مع كل من واشنطن وطهران".

وفي إشارة إلى دور العراق كوسيط في تطبيع العلاقات بين إيران والمملكة العربية السعودية، قال: "كانت الحكومة في محادثات لكبح جماح الجماعات مع الاستمرار في السير على الحبل المشدود بين علاقاتها مع كل من واشنطن وطهران".

وفيما يتعلق بسوريا، أكد فؤاد حسين على أهمية العملية السياسية الشاملة في البلاد وذكر أن بغداد ستستأنف صادرات النفط والحبوب إلى دمشق بمجرد التأكد من وصولها إلى جميع المواطنين السوريين.