فرضت السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية طوقاً أمنياً على مخيم جنين منذ مدة طويلة، لكنها لم تتمكن من القضاء على المقاومة الباسلة، ولم ينل ذلك رضا إسرائيل. لذلك، قامت اليوم 14 كانون الثاني (يناير) 2024 بقصف المخيم بطائرة حربية، ما أدى إلى استشهاد أكثر من ستة أشخاص وإصابة العديد من المواطنين، جلهم من المدنيين، بينهم أطفال ونساء وشيوخ، حسب ما جاء على لسان مقاوم من كتيبة جنين.

طلبت الكتيبة من السلطة الخروج الفوري من المخيم لتخلي بين المقاومين والقوات الإسرائيلية وعدم عرقلة عملهم.

تسعى السلطة، من خلال تطويقها للمخيم، إلى إرضاء الكيان الصهيوني الغاشم، إذ إنها في تعاون تام معه للقضاء على المقاومة في جنين، باعتبارها رمزاً للنضال وحاضنة للمجاهدين البواسل.

إنَّ نهاية السلطة في الضفة وشيكة، لعدم قدرتها على تنفيذ ما أوكلته إليها إسرائيل. فالكيان يريد منها السيطرة الأمنية الكاملة على جميع ربوع الضفة، عبر إطفاء نيران المقاومة فيها. وفي حال عجزها عن ذلك، فإن مصيرها الحتمي هو تخلي إسرائيل عنها بحلّها وإنهاء دورها، والبحث عن بديل يساعدها في تحقيق أهدافها. وفي حال عدم إيجاد عوض لها، فإنها ستعيد احتلال الضفة، وستفرض حكمها عليها وتضمها إلى “دولتها”، للتخلص من المتاعب التي تواجهها هناك.

لم يشهد التاريخ الفلسطيني، طوال فترة النضال والكفاح ضد الاحتلال، ما نشهده اليوم من تفكك وتشتت وتناحر بين الفلسطينيين. وقد بدأ هذا الشرخ بعد إفشال انتخابات عام 2006 من قبل إسرائيل ودول أخرى لا ترغب في تولي حماس السلطة.