ضمن صفقة وقف إطلاق النار والتهدئة القائمة في قطاع غزة، أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن الدفعة الثانية من المعتقلين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار. وتضم الدفعة الثانية، وفق هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير، 200 معتقل من ذوي المؤبدات والأحكام العالية؛ 121 أسيراً من المؤبدات، و79 أسيراً من أصحاب الأحكام العالية، حيث جرى الإفراج عن 107 أسرى من سجن عوفر إلى رام الله، واثنين من أم الفحم داخل أراضي الـ48، وخمسة من القدس المحتلة، و16 أسيراً إلى قطاع غزة، وإبعاد 70 منهم إلى خارج فلسطين.
ومن بين المفرج عنهم، عميد الأسرى الفلسطينيين محمد الطوس (67 عاماً)، من قرية الجبعة جنوب بيت لحم، والذي أمضى 39 عاماً في سجون الاحتلال. كما أفرج الاحتلال عن المعتقل رائد السعدي (57 عاماً) من بلدة السيلة الحارثية غرب جنين، والمعتقل منذ عام 1989، وهو أقدم معتقل في محافظة جنين.
كما أفرج الاحتلال عن الأشقاء نصر ومحمد وشريف أبو حميد (ناجي) من مخيم الأمعري للاجئين في رام الله، وسيتم إبعادهم خارج الوطن. وهم من بين أربعة أشقاء يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد في سجون الاحتلال، فيما استشهد شقيقهم الخامس، القائد ناصر أبو حميد، نهاية عام 2022، ولا يزال الاحتلال يحتجز جثمانه حتى اليوم.
لحظة الإفراج عن أسرى المؤبدات وذوي الأحكام العالية تُعد محطة تاريخية تجسد وحدة شعبنا وإصراره على نيل حريته. وسيبقى شعبنا وفياً للأسرى والأسيرات الذين يواجهون أبشع جرائم الإرهاب والقتل والتجويع. هذه اللحظة تختزل عقوداً من النضال الممتزج بالألم والأمل، وتعيد لنا مشاهد التضحيات الكبرى التي قدمها شعبنا على طريق الحرية؛ من دماء الشهداء التي روت الأرض، إلى صبر الأمهات اللواتي حملن أثقال الوجع على أكتافهن.
إقرأ أيضاً: ترحيب دولي بإعلان وقف إطلاق النار في غزة
في فلسطين، هناك أجيال نشأت دون أن تحتضن أحباءها بسبب سجون الاحتلال، وأخرى غيبها التراب بينما الأسرى خلف القضبان. ورغم الألم الذي حاول الاحتلال نشره في كل بيت فلسطيني، إلا أن إرادة الحياة والتحدي لدى شعبنا كانت أقوى، فأنبتت الأمل من عمق المعاناة.
هؤلاء الأسرى الذين أمضوا عقوداً خلف قضبان الاحتلال هم رمز للصمود والتحدي. ورغم معاناتهم الطويلة، فإن معنوياتهم العالية هي رسالة أمل لشعبنا بأن الحرية قادمة لا محالة. وتبقى الفرحة منقوصة، وأوضاع السجون في غاية القسوة، وهذا ما كشفه الأسرى المحررون من سجون الاحتلال. وفي الوقت الذي تفرح فيه عائلات الأسرى المفرج عنهم، يبقى الحق الفلسطيني هو الأقوى والأصلب، مع إصرار أبناء الشعب الفلسطيني على حرية كافة أسرانا الأبطال واستمرار النضال الوطني بكافة الوسائل المشروعة لوقف العدوان على شعبنا وأرضنا وحقوقنا في غزة وجنين وأرضنا كافة.
إقرأ أيضاً: نحو ضمان إنهاء الاحتلال الظالم
الشعب الفلسطيني الصامد في غزة والضفة بما فيها القدس يخضع للتمييز العنصري، حيث يهدف الاحتلال إلى الانتقاص من حقه في العيش على أرضه. ويقف الفلسطينيون في مواجهة المحتل الغاصب، ويستمرون في إفشال مشاريع التهجير، مع إصرار واضح على تجسيد الوحدة الوطنية كشرط أساسي للانتصار. واليوم يحتضن أبناء الشعب الفلسطيني الأسرى البواسل بعد معاناة كبيرة في سجون الاحتلال ليؤكد الجميع على الحقوق الفلسطينية الثابتة بإنهاء الاحتلال والاستيطان، وتجسيد الاستقلال الوطني وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.






















التعليقات