في هذه المرحلة الحرجة والظروف الصعبة التي يواجهها الشعب الفلسطيني، لا بد من تدعيم استراتيجية المواجهة للاحتلال وتجسيد أرقى أشكال الوحدة والتضامن الجماهيري أكثر من أي وقت مضى في مواجهة الاحتلال والمستوطنين، وتجسيد صور التكاتف والاتحاد في الميدان مهما بلغت التضحيات. فالشعب الفلسطيني هو صاحب الأرض والحق، وعليه تقع مسؤولية مواجهة هذا العدوان الظالم، وعلى الفصائل الفلسطينية التلاحم مع الجماهير والتضامن من أجل تعزيز الصمود والثبات حتى تحقيق الانتصار وإنهاء الاحتلال الظالم.

في ظل استمرار حرب الإبادة الإجرامية على قطاع غزة وتصاعد ممارسات الاستيطان والتوسع الاستعماري، وأمام تلك التحديات المفروضة على الشعب الفلسطيني، لا بد من مواجهة الواقع وإعادة تقييم المرحلة والعمل على اتخاذ قرارات حاسمة لضمان تحقيق الحقوق الوطنية الفلسطينية، وفي مقدمتها إنهاء الحرب ووقف الحملة الاستيطانية المسعورة وتمادي قطعان المستوطنين في الاعتداء على المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية والتوغل الدائم والمستمر في عمق الأراضي الفلسطينية.

أمام هذا العدوان الإسرائيلي المنظم ضد الشعب الفلسطيني، يجب العمل على إعادة النظر في قواعد الاشتباك مع الاحتلال على ضوء ممارساته على الأرض، من تمدد وتمادي الاستعمار الاستيطاني، والعدوان المستمر والمتصاعد لقطعان المستعمرين، وهدم البيوت وحصار القدس، وتدمير قطاع غزة واحتجاز جثامين الشهداء، والتنكيل المستمر بالأسرى في سجون الاحتلال، ومخططات وإجراءات الاحتلال الهادفة لضم الضفة الغربية وتقويض الدولة الفلسطينية.

الشعب الفلسطيني ماضٍ على درب الشهداء وهو يمارس حقه في تقرير مصيره والدفاع عن أرضه والتمسك بالثوابت الوطنية وممارسة حقوقه المشروعة في مقاومة الاحتلال والاستعمار الاستيطاني، والتأكيد على التفافه حول منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده، والحرص على إنجاز الوحدة الوطنية بأوسع أطرها، وتفعيل دور مؤسسات ودوائر منظمة التحرير الفلسطينية، والتأكيد على عمق الانتماء للأمة العربية والحرص على تفعيل واستمرار العمل العربي المشترك باعتبار فلسطين هي قضية العرب الأولى.

إقرأ أيضاً: فرض عقوبات أممية على الاحتلال

ويجب التأكيد أيضًا على البعد الإنساني والسياسي للقضية الفلسطينية على المستوى الدولي، والتحرك الدبلوماسي لإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية، وتدعيم العمل والتحرك المستند لقواعد وأسس الشرعية الدولية بهدف إنهاء الاحتلال. كما يجب الحرص على تعزيز العلاقات الفلسطينية مع مختلف الدول الصديقة للشعب الفلسطيني على قاعدة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وتجسيد حق تقرير المصير الفلسطيني، وإنهاء الاحتلال بكل أشكاله، ووقف أي ممارسات تهدف إلى استمرار إدارة الاحتلال للمناطق الفلسطينية تحت مسميات مختلفة.

يجب العمل على تجديد منطلقات العلاقات الفلسطينية الدولية ضمن استراتيجية قيام الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال، وفتح حوار استراتيجي مع الاتحاد الأوروبي، واستمرار التنسيق مع الأصدقاء في روسيا الاتحادية والصين الشعبية، وإيلاء اهتمام أكبر بالتواصل مع دول آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية.

إقرأ أيضاً: ...وشهدت "هآرتس" على جرائم الاحتلال!

وأمام ما يجري، يجب العمل على إعادة تقييم جهود المصالحة الوطنية وأهمية استمرار التوافق الوطني لضمان تحقيق الوحدة، والاستمرار بالتواصل مع كافة القوى الوطنية. وبات من المهم والضروري إعادة التأكيد على أهمية تشكيل حكومة فلسطينية واحدة وموحدة تعمل من خلال قاعدة التزامات منظمة التحرير الفلسطينية بالشرعية الدولية، وتشارك فيها كل القوى السياسية الفلسطينية، على أن تكون مهمتها الأساسية إعادة قطاع غزة للشرعية الفلسطينية وملزمة بإجراء الانتخابات العامة الرئاسية والتشريعية في أقرب وقت، والاستمرار في التحرك مع كل الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة لضمان وقف الحرب والتحرك في اتجاه ضمان قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.