تحت عنوان "إساءة السلطة لمعاملة معتقلين في جنين"، أوردت "الحرة" يوم 24 كانون الثاني (يناير) 2025 بقلم ثروت شقرا أنّ: "وسائل التواصل الاجتماعي قد تداولت صور اعتقال الأجهزة الأمنية الفلسطينية عدداً من نشطاء كتيبة جنين في منطقة المدينة بالضفة الغربية، وتظهر تعرضهم للضرب والمعاملة السيئة".
الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان قالت في بيان أصدرته، إنه على ضوء انتشار مقاطع فيديو وصور جديدة تظهر اعتقال مواطنين وتعريضهم لمعاملة "مهينة" من قبل أفراد في أجهزة الأمن الفلسطينية، فإنها تشدد على ضرورة احترام الإجراءات القانونية المتعلقة بالقبض والتوقيف، وضمان الحفاظ على كرامة المواطنين في أي عمليات قبض أو توقيف.
ودعت الهيئة إلى فتح تحقيق فوري وشفاف، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق كل من تثبت مخالفته للقانون أو تورطه في أي ممارسات تنتهك كرامة وحقوق المواطنين.
إنّ ما تقوم به السلطة الفلسطينية في غزة انتهاك صارخٌ لحقوق الإنسان أوّلاً، ومن جهة أخرى هو نوع من المساعدة والمساندة لإسرائيل في القضاء على المُقاوَمة في الضفة. إنّ هدف كلّ فلسطينيٍّ داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة هو العمل على تحرير أرضه بما أُتيحَت له من وسائل، وكلّ من يقف حجر عثرة أمام تحقيق هذا الهدف فهو مع إسرائيل في استراتيجيتها الرامية إلى القضاء على المُقاوَمة وتهجير السكّان خارج وطنهم المحتلّ منذ أكثر من سبعة عقود.
إذا كانت السلطة ترغب في تحرير الأرض المحتلة سلميّاً، وعبر مُفاوَضات واتفاقيات، فهي واهِمة، لأنّ الضفة الغربيّة قد نهبت إسرائيل الجزء الأكبر منها وأقامت عليه مستوطنات وطرقاً التفافية وجدار التمييز العنصري، ولم يَبقَ من أرض الضفة ما يُمكن أنْ تُنشأَ عليه أيّ دولة فلسطينيّة.
وإذا كان في نيَة مسؤولي السلطة المحافظة على كراسيهم وعروشهم على حساب طمس القضية الفلسطينيّة، فإنّهم يحلمون، لكوْن إسرائيل قد لفظت سُلطتَهم ولم تعُد في حاجة إليها، مادامت لمْ تَنلْ رِضاها ولم تستطع القضاء على فصائل المُقاوَمة التي أرهقت وأنهكت قُوى جيشها.
إقرأ أيضاً: وجهان لعملة إسرائيلية واحدة
ألم تُدرك بعد السلطة في الضفة أنّ الكيان الإسرائيلي يهدف من وراء محاولته القضاء على المُقاوَمة إلى إعادة احتلال الضفة وفرض حكم عسكري عليها، واستبعاد السلطة الفلسطينيّة، وإلغاء الاعتراف بها، وشَطْب منظمة التحرير الفلسطينيّة؟
على "السلطة الفلسطينيّة" أنْ تحلّ نفسها لِتُحافظ على ما تبقّى من ماء وجهها، وتتعلّم من ماضيها حينما قَبِلت باتفاقية أوسلو وتنصّلت إسرائيل من جميع بنودها. "فالمقاومة السلميّة" التي تؤمن بها السلطة لا تؤمن بها إسرائيل بتاتاً، فهي ماضية في أسلوبها الاستعماريّ فقط، تسعى إلى السطوْ على جميع ربوع فلسطين وتأمين دولتها بالقضاء على كلّ من يُهدّد وُجودها.
إقرأ أيضاً: السلم المتحرك للمعاشات في المغرب هو الحل
لكن بوجود مقاومة مسلّحة وحاضنة شعبيّة لها، فلن يقْوى الكيان الصهيونيّ على تحقيق أهدافه التي خطَّط لها.
يجب على "السلطة الفلسطينيّة" و"منظمة التحرير" أن تعملا جاهدَتيْن على توحيد جميع الفلسطينييّن، مقاوَمةً وشعباً، من أجل تقوية الصفوف وتمتين الأركان، من خلال نبذ الخلافات وسلوك سبيل المقاومة المُسلّحة لمواجهة الكيان الصهيوني. وبذلك ستتحقّق طموحات الفلسطينيّين في تحرير أرضهم وإنشاء دولتهم المُستقلّة الحرّة وذات السيادة.






















التعليقات