تتصاعد المخططات الخطيرة التي يسعى إلى تنفيذها ائتلاف اليمين العنصري، والمتمثلة في شن عدوان واسع يشمل جميع محافظات الضفة الغربية المحتلة، وارتكاب عمليات إبادة جماعية وتطهير عرقي، إلى جانب الطرد الجماعي للفلسطينيين بهدف تنفيذ مشاريع الضم الاستعمارية. يواصل الاحتلال هجومه العنيف والمدوي عبر إعلان جيش الاحتلال ومستعمريه الحرب على الضفة الغربية، وإغلاق جميع الطرق الخارجية بشكل غير مسبوق، والاعتداءات الوحشية على القرى والبلدات الفلسطينية، وحرق الممتلكات، وإطلاق النار بشكل عشوائي على منازل السكان، خصوصاً عدوانه على جنين ومخيمها لليوم الثالث على التوالي.
حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة حولت مدن الضفة الغربية وقراها إلى كنتونات وسجون عنصرية منفصلة، ما يزيد من خنق الفلسطينيين وتعميق معاناتهم، في انتهاك واضح لكل القوانين والأعراف الدولية. في الوقت نفسه، يشهد قطاع غزة أوضاعاً كارثية حيث خلف الاحتلال جرائم حرب لا يمكن أن تسقط بالتقادم أو تنتهي بانتهاء الحرب.
وفي ظل التطورات الخاصة بالأوضاع في فلسطين، لا بد من العمل مع الدول كافة على ضمان وقف الحرب في غزة، والاستمرار في إدخال المساعدات الطبية والغذائية، وإدخال المعدات اللازمة لإزالة الركام، واستخراج المفقودين من جميع أنحاء القطاع. كما يجب الضغط على حكومة الاحتلال لسحب جنودها من جميع أنحاء القطاع، وعدم التعرض لأبناء شعبنا في شمال القطاع تحديداً ومنعهم من الوصول إلى منازلهم، ولا بد من التحرك بشكل فاعل وفوري لتقديم المساعدات الإنسانية.
الممارسات الإسرائيلية العدوانية تستهدف تكريس نظام الفصل العنصري وفرض سياسات الأمر الواقع التي تتنافى مع الحق الفلسطيني المشروع في الحرية والاستقلال. تهاون المجتمع الدولي وصمته عن تنفيذ القانون الدولي الإنساني والقرارات الدولية، وفشله في إيقاف حرب الإبادة والتطهير العرقي في قطاع غزة، فتح شهية جيش الاحتلال لارتكاب المزيد من المجازر في الضفة الغربية المحتلة.
إقرأ أيضاً: نحو ضمان إنهاء الاحتلال الظالم
التحدي الكبير الآن أمام المجتمع الدولي هو ضمان استمرار وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإدخال مساعدات فورية وكافية إلى جميع أنحاء القطاع. بات واضحاً أن وجود رؤية سياسية واضحة لتحقيق السلام العادل على أساس حل الدولتين هو أساس لضمان الأمن، وأن الحلول الأمنية خارج سياق رؤية سياسية شاملة لحل الصراع هي حلول عبثية.
لا يمكن لمحاولات الاحتلال فصل غزة عن الضفة أن تمر، ويجب أن يدرك الجميع أن اليوم التالي في غزة يجب أن يكون فلسطينياً. أي خيارات مستقبلية لغزة يجب أن تكون مبنية على أساس الوحدة الجغرافية والإدارية مع الضفة الغربية، وتستهدف تحقيق السلام العادل على أساس حل الدولتين.
إقرأ أيضاً: ترحيب دولي بإعلان وقف إطلاق النار في غزة
على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، والضغط على الاحتلال لوقف عدوانه ومحاسبته على جرائمه بحق شعبنا، والعمل من أجل تحقيق السلام العادل والشامل القائم على إنهاء الاحتلال وضمان حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. كما يجب على المجتمع الدولي التدخل والعمل الجاد على كبح جنون حكومة الاحتلال الإسرائيلي وتطرفها، ووقف عدوانها وجرائمها المستمرة بحق شعبنا، خاصة في مدينة جنين ومخيمها.
العالم مطالب اليوم بوضع حد لهذه الاعتداءات ومنع الاحتلال من جر الضفة الغربية إلى حرب جديدة، ليطمس جميع محاولات السلام القائمة. الحل الوحيد لإحلال السلام هو إعلان دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، ذات سيادة تامة.






















التعليقات