لا أدري وأنا تائه في كتب التاريخ والحضارات، كم من أحداث هنا وهناك؛ سقوط إمبراطوريات ودول وأقوام، وبزوغ فجر ميلاد جديد لأقطار وكيانات سياسية، وأقوام اجتماعية تكاد لا تُعد ولا تُحصى.

الحروب والقتل والقتل المضاد، والزحف على الحق والباطل، وسفك الدماء، والهرج والمرج، والظلم والمعاناة، كلها حوادث وأمور تؤرق تحليل فكر الكاتب لهذه الكتابات التائهة! شخصية لربما متمردة وبعيدة عن برمجة اسمها "كن خنوعًا خضوعًا مطيعًا" لسُنّة فُرضت هكذا.

العلم بتطوراته المحدودة، رغم اندهاش بشر لم يخترق بعد حق طبيعة فهم السفر عبر الزمن وتفسير تحركات ما وراء الماديات. علم أثبت وبالمنطق مكونات جسم هذا البشر، الذي تجتمع فيه جزيئات الغبار الكوني، الذي يؤكد وبالملموس أنَّ هذا المخلوق الآدمي ليس ولن يكون من كوكب الأرض أبدًا.

إنَّ الطبيعة البشرية وتنوع الثقافات والألسنة والأصول، والاستمرارية الدورية في القتال والكراهية والحسد والغيرة والانتقام والعبودية بين الأفراد والجماعات، إن لم نقل بين الكل والكل، ماضية في تكريس وجودها بالرغم من أن الواقع والتاريخ يؤكدان أنَّ الحياة والبشر والشجر في طريق الفناء مهما طال الزمن.

ويبقى عدم توحيد الرؤى وتوحيد المفاهيم الإنسانية بين جميع البشر، في إطار مصطلح اسمه "البشرية"، دليلًا قاطعًا على أن التفرقة بين البشر قد تكون الخيط الذي يجعل الحياة تستمر هكذا، بعيدًا عن حقيقة ربما هي انعكاس لحقائق أخرى نجهلها جميعًا.