اهتزاز القيم.. يبدو أن جنوح الكثير من دول العالم الغربي صوب تقبّل مجتمعات الميم، والدفاع باستماتة عن المثلية والتحول الجنسي، مع بداية دمج تلك المجتمعات في البرامج التعليمية وإلزام تلقينها للجميع في المدارس والجامعات، ربما يدخل في إطار استراتيجية متوسطة وبعيدة المدى لكبح الهجرة مستقبلاً وصدّها في وجه الدول ذات الثقافات الرافضة لهذا النوع الغريب عن ثقافة البشرية، المحكومة بثنائية الذكر والأنثى، في سنة كونية متأصلة منذ خلق البشرية على هذا الكوكب، الذي بدأ يدخل في عصر الشيخوخة على ما يظهر!
لعل الجانب المرتبط بالثقافات، ومهما بلغت تعقيداته، يبقى أهم وأرقى نفسياً عن المجالات الأخرى، من اقتصاد وخدمات اجتماعية وترفيهية، بل وحتى الانحرافات السلوكية وغيرها.
الثقافة الملتزمة الوسطية، والارتباط بالعقائد والأحكام التراثية المستمدة من الكتب المقدسة عند الكثير من الثقافات المترامية الأطراف، كالتوراة عند اليهودية، والإنجيل عند أتباع المسيح عليه السلام، والفرقان الكريم عند عامة المسلمين، تبقى المحدد الرئيسي في توجه الكثير من المجتمعات البشرية، ناهيك عن ديانات ومعتقدات أخرى رافضة لهذا التحول الصادم، والذي يعد ربما بداية الطريق لطوفان آخر ينتظر البشرية من جديد، ليصبح التاريخ شاهداً على الجميع. الشيء الذي أكدت عليه جل الكتب المقدسة في قصصها مع أنبياء وأقوام بعضهم خلّف أثراً، والبعض الآخر حيّر الجميع باختفائه، مما منح مزيداً من التشويق لعلم الفيزياء والماورائيات للبحث في ألغاز لا تزال موسومة بتساؤلات تكاد لا تنقطع.
إقرأ أيضاً: هل بُرمجنا على القتال؟
لعل الدفاع عن استراتيجية المثلية وبهذه الطريقة، لا يعدو كونه دفاعاً عن تراجع التعايش بين المجتمعات والتجمعات السكانية، ما دام الفرض أصبح إلزامياً بتقبل العيش وفق نمطية تيار ثالث لا يؤمن إلا بنفسه وعقيدته القائمة على الرضوخ لثقافة الأهواء، بعيداً كل البعد عن شعارات دأبت السياسة على التلاعب بها وفق المصالح القُطرية والأيديولوجية وكفى!
إنَّ التعايش والحرية والاحترام بين الثقافات يقتضي احترام البشر أفراداً وجماعات، وفق قاعدة "حدود الحرية"، والتي تقول إن حريتك تقف عند حدود حرية الآخر، مهما كانت ثقافة ذاك الآخر!
التعليقات