يحذر مختصون في شؤون الشرق الأوسط من الأجواء السلبية التي تحوم حول المفاوضات بين حركة حماس وإسرائيل، في ظل ارتفاع وتيرة التهديدات الإسرائيلية بالرد على ما وصفته "بالاستفزازات" التي تقوم بها حماس عند تسليم الأسرى الإسرائيليين.
وأثار إعلان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تأجيل إطلاق سراح مئات السجناء الفلسطينيين بسبب ما وصفه بـ"انتهاكات حماس المتكررة" مخاوف لدى الشارع الغزي الذي يشعر بحالة من القلق من إمكانية استئناف الحرب الإسرائيلية على القطاع، ما قد يعني القضاء على أي آمال أو محاولات لاستعادة الحياة الطبيعية بعد سنوات من المعاناة وويلات الحرب.
إقرأ أيضاً: تصعيد عسكري في الضفة.. فهل نشهد غزة جديدة؟
ويطالب الفلسطينيون في قطاع غزة الوسطاء، إلى جانب حماس، بالضغط بكل السبل للدفع باتجاه تنفيذ كامل بنود الاتفاق، بما يضمن وقفاً مستداماً للحرب وتحرير المزيد من الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال الإسرائيلي.
ويؤكد المحلل السياسي فريد أبو ضهير أنه من دون وجود تنازلات جوهرية من حركة حماس، لن تمضي إسرائيل قدماً في اتفاق التهدئة، مشيراً إلى أن هناك توجهات إسرائيلية قوية لتمديد المرحلة الحالية في إطار اتفاق محدود بين طرفي القتال.
ويرى المحلل السياسي الفلسطيني حسن سوالمه أن نجاح الوسطاء في دفع حماس، الأسبوع الماضي، إلى التراجع عن قرارها بوقف إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين وفقاً للاتفاق، يؤكد محورية الدور القطري والمصري في السعي نحو انفراجة للوضع في المنطقة، التي عانت ويلات الحرب طيلة الأشهر الماضية.
إقرأ أيضاً: في ذكرى تأسيسها.. حماس بين فكي كماشة الحرب والأزمات
ويشير سوالمه إلى أنَّ التهديدات الأميركية بفتح "باب جهنم" في حال استئناف الحرب يجب أن تؤخذ بجدية من جميع الأطراف، مؤكداً ضرورة العمل على منع حدوث ذلك عبر الضغط على حماس بما يتناسب مع الوضع الإقليمي والدولي.
أخيراً وليس آخراً لقد عانى الغزيون ما يكفي من ويلات الحرب، ولا مجال اليوم للحديث عن إمكانية استئناف الحرب في القطاع المدمر، وهي المسؤولية التي يدركها الوسطاء وحركة حماس لضمان مرور شهر رمضان المعظم هذا العام دون مزيد من الشهداء ودون مزيد من الدمار، ولكن إن كان الوسطاء وتحديداً في مصر على قدر عال من المسؤولية وإدراك لخطورة الموقف الراهن وما قد يترتب عليه الوضع في المنطقة جراء كسر الهدنة وعودة الحرب وهو ما تريده الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، فهل تعي إدارة دونالد ترامب الداعم الأكبر لإسرائيل ذلك أم لا، عموماً هذا ما ستجيب عليه الأسابيع المقبلة.
التعليقات