أعتقد أنه وبحكم الخطر الداهم الذي قد يعصف بالكثير من بلدان الشرق الأوسط، على حماس أن تعيد النظر في موازين القوى وتعلن عن تخليها عن حكم قطاع غزة لصالح سلطة تنال الدعم من قبل دول الخليج ومصر والأردن والمغرب.
إنَّ المقامرة في وسط محيط هائج بالحيتان لن تنفع معه الآلة الإعلامية التي قد تتفوق مؤقتاً، إذ أن طموحات إحياء الإمبراطوريات القديمة واستعادة أمجاد ضائعة سرعان ما بدأت تتشكل معالمها في الخفاء والعلن.
وما صمت بعض الدول الإقليمية في فترات كان من الأجدر أن تحرك دبلوماسيتها السياسية والاقتصادية صوب وقف نزيف دماء الأبرياء في أرض فلسطين، إلا دليل على لعبة كانت ولا زالت تُطبخ في أروقة خاصة بعيدة عن صناع قرار هنا وهناك، أروقة قد تضع بين ثناياها ومراميها مجموعة من الطموحات على حساب شعوب وأنظمة تعيش لربما في غفلة اسمها احترام القانون الدولي والصداقات!
ولعل عودة الأسف على ما حدث عن النتائج المترتبة عن الحربين العالميتين الأولى والثانية، وما صاحبهما من توقيع معاهدات فككت أنظمة سياسية سرعان ما تزعمت راية القوة في العالمين الإسلامي والمسيحي، من قبيل الإمبراطوريتين الروسية والعثمانية.. وأنظمة سياسية أخرى، إلى دليل أن هناك أشياء تُحاك في الخفاء، ليس الآن وإنما منذ مدة ليست بالقصيرة أبداً.
التعليقات