بدأت غوغل عملاقة محركات البحث الأميركية تدشين مشروع جديد من أجل إنتاج سيارات ذاتية القيادة. المشروع الجديد رغم عدم طرحه في الاسواق العامة بكميات كبيرة في الوقت القريب قد بحدث ثورة وتحولاً في المجتمع مثلما سبق لشبكة الإنترنت ان فعلت.
تعكف غوغل سراً الآن على تنفيذ مشروع يعنى بإنتاج سيارات يمكنها قيادة نفسها بنفسها، باستخدام برمجيات ذكاء اصطناعي يمكنها استشعار أي شيء قريب من السيارة، وتقلد في الوقت ذاته تلك القرارات التي يتخذها السائق البشري.
وافادت النيويورك تايمز أن عملاقة محركات البحث الأميركية طرحت سبع سيارات لاختبار التقنية التي ترتكز عليها في هذا المشروع، مع وضع شخص خلف عجلة القيادة، تحسباً لاحتمالية حدوث انحراف في المسار، وكذلك أحد الفنيين في مقعد الركاب لمراقبة نظام الملاحة.
ورغم تأكيد الصحيفة الاميركية على أن خطوة إنتاج مثل هذه السيارات بكميات كبيرة لم تحن بعد، إلا أنها نقلت عن خبراء تكنولوجيين قولهم إن تلك السيارات بإمكانها أن تُحدِث تحولاً في المجتمع مثلما سبق لشبكة الإنترنت أن فعلت. وقال المهندسون إن السائقين الآليين يتصرفون بشكل أسرع من السائقين البشريين، حيث يمتلكون زاوية رؤية قدرها 360 درجة، ولا يتشتت انتباههم، ولا يغلبهم النعاس أو تظهر عليهم آثار السُكر.
وتحدث المهندسون هنا من منطلق الأرواح التي يتم إنقاذها، والإصابات التي يتم تجنبها ndash;علماً بأن ما يزيد عن 37 ألف شخص قد لاقوا حتفهم جراء حوادث سيارات في الولايات المتحدة عام 2008.
كما قالوا، وفقاً لما نقلت عنهم النيويورك تايمز، إن التقنية الجديدة التي تسعى غوغل لتعميمها من الممكن أن تضاعف سعة الطرق، من خلال السماح للسيارات بأن تسير بصورة أكثر أماناً وعلى مسافات قريبة من بعضها البعض. ونظراً لأن فرص وقوع حوادث بين السيارات الآلية ستتضاءل، فقد يتم تصميمها بحيث تصبح أخف في الوزن، ومن ثم يقل استهلاكها للوقود.
وأوضحت الصحيفة أن برنامج غوغل البحثي الذي يقوم باستخدام الذكاء الاصطناعي لإحداث ثورة في صناعة السيارات هو دليل على أن طموحات الشركة امتدت لما هو أبعد من النشاط الخاص بمحرك البحث. ولفتت الصحيفة إلى أن البرنامج يعتبر ابتعاداً أيضاً من جانب الشركة عن النهج التقليدي الخاص بالاختراعات.
في غضون ذلك، أشارت الصحيفة إلى أن سيارات غوغل الجديدة، كما تَبيَّن من خلال التجارب الأولية التي أجريت عليها، تسير طبقاً لحد السرعة المسموح به ( لمختلف الطرق )، والمُسجّل في قاعدة البيانات الخاصة بها. ولفتت إلى أن ذلك الجهاز المثبت أعلى السيارة يقوم بعرض خريطة مفصلة للبيئة المحيطة.
كما تتوقف السيارة من تلقاء نفسها عند إشارات المرور وعلامات التوقف، ويصدر منها أيضاً بعض التحذيرات الصوتية quot;الرقيقةquot; لتحذير المارة، وتنبيه السائق إذا ما اكتشف نظام المراقبة الرئيسي أي شيء ينقصه أجهزة الاستشعار المختلفة. كما يمكن برمجة السيارة بحيث تسير وفقاً لشخصية صاحبها، سواء إن كان حذراً أو محباً للمجازفة.
وقالت الصحيفة ختاماً إن مشروع غوغل الجديد هذا هو من أفكار سيبستيان ثرون، مدير مختبر ستانفورد للذكاء الاصطناعي والمهندس في شركة غوغل، الذي سبق له أن شارك في اختراع خدمة عرض الشوارع quot;ستريت فيوquot;.
وإضافةً إلى الطاقم الذي يعمل على المشروع الراهن ويتكون من 15 مهندساً، أفادت الصحيفة بأن غوغل استأجرت ما يزيد عن عشرة أشخاص، ذوي سجل ناصع البياض في مجال القيادة، للجلوس في مقعد السائق، مقابل الحصول على 15 دولاراً في الساعة أو أكثر. وقال باحثون من الشركة إنهم لم يضعوا حتى الآن مخططاً واضحاً في ما يتعلق بمساعيهم المستقبلية للاستفادة من تلك التجارب على الصعيد التجاري.
التعليقات