يستخدم جهاز quot;عباءة المكان والزمانquot;، الفيزياء لمعالجة الضوء، بحيث يتم قص quot;الأحداثquot; في الحياة الحقيقية، وهو ما يسمح للاشخاص بالاختفاء من مكان والظهور في زمن قياسي بمكان آخر.


قال فريق من الباحثين البريطانيين أنهم اقتربوا بالفعل من اختراع جهاز تقني مشابه لذلك الجهاز الذي سبق وأن ظهر في فيلم الخيال العلمي الشهير (ستار تريك)، والذي كان يسمح للأشخاص بالاختفاء ثم معاودة الظهور في غمضة عين بمكان مختلف.

وقال علماء الفيزياء في هذا الصدد إنهم تمكنوا من إثبات أنه من الممكن التلاعب في المكان والزمان، بطريقة يمكن أن تختفي من خلالها أحداث بأكملها عن الأنظار. وهو ما يعني في نهاية المطاف أنه قد باتت هناك إمكانية لجعل شخص ما يبدو وكأنه يقفز من مكان إلى آخر، بحيث تكون المسافة التي تفصل بين الموقعين غير مرئية للعين المجردة.

وأوضح الباحثون أن هذا الجهاز الجديد، الذي يعرف بـ quot;عباءة المكان والزمانquot;، يستخدم الفيزياء لمعالجة الضوء، بحيث يتم قص quot;الأحداثquot; في الحياة الحقيقية تماماً مثلما يمكن للمحرر أن يقوم بقص المشاهد من بكرة أحد الأفلام. ورغم أن الجهاز يبدو وكأنه ضرب من ضروب الخيال، إلا أن العلماء في امبريال كوليدج في لندن أثبتوا أنه ( أي الجهاز ) قد يعمل من الناحية النظرية - على الأقل للحظات زمنية قصيرة للغاية.

وإضافةً إلى كون الجهاز الجديد واحداً من الأحلام التي طالما راودت الأشخاص المولعين بالبحوث العلمية، فإنهم يعتقدون أن الفكرة من الممكن أن تستخدم أيضاً في منح الحواسيب القدرة على العمل بشكل أسرع وأكثر قوة. من جهته، قال البروفيسور مارتن ماكول، العالم الرئيسي في هذا الجهد البحثي الجديد، إن التقنية عملت من خلال تقسيم أشعة الضوء التي تتجه نحو العين. وعن طريق تسريع الجزء الأمامي من الأشعة، ثم إبطاء الجزء الخلفي، تكون هناك إمكانية لخلق فجوة يمكن ملؤها بحدث أو عمل ما.
ومن خلال عكس السرعات بعد ذلك، قد تُغلَق الفجوة مجدداً، قبل وصول الضوء إلى الشخص المراقب، وهو ما يجعل الأمور تبدو وكأن شيئاً لم يحدث. وقالت صحيفة التلغراف البريطانية في هذا السياق إنه ينبغي في الوقت الحاضر أن يكون من الممكن قص ألفين من المليون من الثانية من الزمن، لكن قد تتوافر إمكانية في المستقبل لقص ثواني أو دقائق.

وفي تجارب سابقة كان الهدف من ورائها اختراع quot;عباءات للاختفاءquot;، أظهر العلماء أن الضوء من الممكن أن يلتف حول الأشياء لجعلها تبدو غير مرئية. ويُقال إن الناقلات التي استُخدِمت في فيلم ( ستار تريك ) قد بُنِيَت على فكرة أن quot;التشابك الكميquot; في شيء أو شخص يُقَسَّم إلى فوتونات ضوئية أو ذرات، ويُنقَل ثم يعاد تجسيمه إلى مكان مختلف.

بيد أن الصحيفة لفتت إلى أن التكنولوجيا الجديدة التي يرتكز عليها الباحثون حالياً لن تقوم في واقع الأمر بنقل أي شخص من الأشخاص، بل ستعمل فقط على إخفاء مساراتهم. ونقلت الصحيفة في هذا الشأن عن الباحث ألبيرتو فافارو، قوله :quot; يختلف الجهاز الجديد هذا عن أجهزة الحجب العادية لأنه لا يحاول تحويل مسار الضوء حول هدف ماquot;.

ولخلق فجوة زمنية تقدر بألفين من المليون من الثانية، قالت صحيفة التلغراف إن الباحثين يعتقدون أنهم بحاجة إلى اثنين ميل تقريباً من كابلات الألياف البصرية الملفوفة حول بكرة. ولإخفاء ثانية واحدة من الوقت، بموجب التكنولوجيا الحالية، يجب أن يتوافر ما يزيد عن 200 مليون ميل، لكن إن كانت هناك إمكانية لإبطاء الضوء في نهاية المطاف، فقد تكون هناك إمكانية بعد ذلك لإخفاء فترات زمنية أطول.