الجزيرة المتنازع عليها بين المغرب واسبانيا

تورطت غوغل في مشكلة جديدة بمنحها منطقة متنازع عليها مع الأسبان إلى المغرب.


بعد زوبعة الجدل التي أثارتها مؤخراً خدمة quot;خرائط غوغلquot; التي تقدمها الشركة الأميركية العملاقة، إثر وقوعها في خطأ متعلق بالترسيم الإلكتروني لمنطقة حدودية فاصلة بين نيكاراغوا وكوستاريكا، وهو ما كاد يتسبب في نشوب نزاع بين الدولتين الواقعتين في أميركا الوسطى، ها هي تتورط في مشكلة أخرى بعد قيامها أيضاً عن طريق الخطأ بتحديد نتوء صخري صغير في منطقة البحر الأبيض المتوسط على أنه تابع إلى المغرب، وهو ما لاقى اعتراضاً من جانب المسؤولين في اسبانيا.

وفي الوقت الذي اضطرت فيه الشركة للاعتراف بالخطأ بعد بضعة أيام من إقدام المسؤولين في نيكاراغوا على الاستعانة بنظام خرائط الإنترنت الخاص بشركة غوغل، لتبرير غزوهم لكوستاريكا، فإن بوادر النزاع الجديد الذي أقحمت غوغل نفسها فيه، يتعلق بتلك الجزيرة التي تعرف بـ quot;جزيرة البقدونسquot;، حيث ينمو ذلك العشب البري هناك، والتي تقع على بعد 220 ياردة قبالة ساحل شمال المغرب، والتي تم تعريفها عن طريق الخطأ على quot;خرائط غوغلquot; باعتبارها تابعة للدولة الشمال إفريقية.

بيد أن اسبانيا تدَّعي أن تلك المنطقة الصخرية غير المأهولة بالسكان، والذي يقل محيطها عن نصف ميل، تخضع لسيادتها. وبالكاد تعتبر مساحة الجزيرة أكبر من ملعب لكرة القدم، بحسب ما أكدت في هذا السياق اليوم صحيفة التلغراف البريطانية.

وقد خاضت الدولتان عام 2002 مواجهة عسكرية نظراً لتنازعهما على الجزيرة، المعروفة لدى المغاربة باسم quot;جزيرة ليلىquot;، حين أُرسِلت القوات الاسبانية في الجيش لطرد مجموعة من الجنود المغاربة الذين أقاموا معسكراً هناك.

وقد هددت تلك الحادثة بأن تتسبب في حل العلاقات الدبلوماسية بين المغرب واسبانيا، ولم يتم تسوية الأوضاع إلا بعد أن توسطت الولايات المتحدة لإبرام اتفاق يقضي بإخراج جميع القوات من الإقليم. وفي العام 2004، وقَّعَت كلتا الدولتين على اتفاق في واشنطن يقول إن ملكية الجزيرة مازالت quot;تحت المراجعةquot; وقد لا تُمنَح لأي منهما.

وتقدمت اسبانيا بشكوى رسمية في تموز/ يوليو الماضي، حين اتضح على خرائط غوغل أن الجزيرة تتبع المغرب، وهو الخطأ الذي قالت الشركة هذا الأسبوع إنها تعمل على تصحيحه. وفي تصريحات أدلى بها لوكالة أنباء quot;يوروبا بريسquot;، قال متحدث باسم غوغل من اسبانيا: quot;نحن متأكدون من أن خطأً قد وقع، وبالتالي سنقوم بتصحيحهquot;.

ومن الآن فصاعداً، سيتم تعريف تلك المنطقة على أنها أرض متنازع عليهاquot;. هذا وقد نشبت أزمة مماثلة الأسبوع الماضي، حين قامت قوات من نيكاراغوا بعبور نهر سان خوان، ووضعت علماً فوق أرض جزيرة كاليرو، المعروفة بأنها تعد جزءً من كوستاريكا منذ العام 1897.

وقد قامت quot;خرائط غوغلquot; بوضعها عن طريق الخطأ في نيكاراغوا، وهو ما استخدمه أحد القادة العسكريين كمُبَرر لإقدامهم على إقامة معسكر هناك. وهو ما دفع بكوستاريكا لإرسال قوات أمنية إلى الحدود لصد الغزو.