دمرت الفيضانات في باكستان البنية التحتية لقطاع الاتصالات والحقت به خسائر بالمليارات.
اسلام اباد:ألحقت كارثة الفيضانات التي تشهدها باكستان حالياً خسائر كبيرة في قطاع الاتصالات تصل إلى ملايين الدولارات. وأوضحت مصادر وزارة الاتصالات والتقنية الباكستانية اليوم أن حجم الخسائر التي سببتها الفيضانات في الأجزاء الشمالية من البلاد وبخاصة في إقليم خيبر يختونخواه ومحافظة جيلجيت ـ بلتستان وإقليم كشمير الحرة في قطاع الاتصالات وصلت إلى مليار و870 مليون روبية ـ الدولار يعادل 85 روبية.
مشيرة إلى أنه لم يتم بعد إحصاء الخسائر التي لحقت قطاع الاتصالات في أقاليم البنجاب وبلوشستان والسند جراء الفيضانات. وأضافت أن الفيضانات دمرت البنية التحتية لشركة الاتصالات الوطنية في أنحاء البلاد إلى جانب إلحاق أضرار كبيرة في وحدات وأجهزة الشركات المزودة لخدمة الهواتف النقالة.
وزاد المجتمع الدولي مساعدته الى ملايين المنكوبين من فيضانات باكستان، ملبيا نداءات الامم المتحدة والولايات المتحدة التي تخشى ان تغتنم الجماعات المتطرفة بؤس المشردين لتعزز مواقعها. وعقدت الجمعية العامة للامم المتحدة الخميس في نيويورك اجتماعا للتشجيع على حشد المساعدة الانسانية للمنكوبين والتي تعرضت لانتقادات لبطئها ميدانيا.
واكتسحت الفيضانات العارمة التي تتسبب فيها منذ شهر امطار موسمية غزيرة خمس مساحة باكستان وشردت عشرين مليون نسمة ما زال خمسة ملايين منهم في العراء عرضة الى الاوبئة كالكوليرا والتيفوئيد والاسهال. واعلنت اجهزة الرصد الجوي تراجع الامطار بعد ان اودت الفيضانات بحياة اكثر من 1500 شخص حسب الحكومة فيما حذرت الامم المتحدة من ان هذه الحصيلة quot;قد تتفاقم كثيراquot;.
ولدى افتتاحه الاجتماع الطارئ للجمعية العامة دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الدول الاعضاء الى الاسراع في توفير المساعدة الموعودة لباكستان. وقارن بان كي مون الكارثة بquot;تسونامي بطيئ تتعاظم قدرته على الدمار على مر الزمنquot;، معربا عن ارتياحه لان المنظمة تمكنت من توفير نصف اموال الصندوق العاجل الذي دعا اليه في 11 اب/اغسطس لجمع 460 مليون دولار.
لكنه اضاف quot;لا بد من هذه الموارد بكاملها ولا بد منها حالاquot;. واعلنت عدة دول بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وكذلك الاتحاد الاوروبي زيادة مساعداتها الانسانية لباكستان.
وفي ختام الجلسة الطارئة للجمعية العامة للامم المتحدة التي عقدت الخميس لجمع مساعدات لباكستان، اعلن وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي للصحافيين انه عائد الى اسلام اباد quot;مطمئنا بان الاسرة الدولية تقف الى جانب باكستانquot;.
وقدر قرشي الخسائر المادية في بلاده باكثر من 43 مليار دولار، اي مئة اضعاف المساعدة العاجلة التي دعت الامم المتحدة لتوفيرها مرجحا تفاقم تلك الخسائر قبل انحسار السيول. ودعا قرشي خلال الجلسة الدول الاعضاء الى حشد جهودها لمساعدة بلاده وعدم السماح للمتطرفين والارهابيين باغتنام الوضع.
وقال محذرا quot;اذا فشلنا، فان ذلك قد يعيد النظر في التقدم الصعب الذي انجزته حكومتنا في حربنا ضد الارهاب. لا يمكن ان نسمح بان تتحول هذه الكارثة الى فرصة للارهابيينquot;.
وذكرت صحيفة فايننشال تايمز الجمعة نقلا عن مسؤولين باكستانيين ان اسلام اباد ستطلب من صندوق النقد الدولي اعادة هيكلة قرض منحها اياه في 2008 بقيمة عشرة مليارات دولار او تليين شروطه، معتبرة انه بات يستحيل عليها بعد الخسائر التي لحقت بها من جراء الفيضانات الالتزام ببرنامج التسديد.
واعلنت منظمة الامم المتحدة للاغذية والزراعة (فاو) الجمعة في بيان ان الملايين من رؤوس المواشي تعرضت لاضرار بسبب فيضانات باكستان وهي في حاجة عاجلة الى الغذاء والادوية.
واوضح ان نحو مئتي الف راس ماشية نفقت او فقدت. لكن الحصيلة ستكون اكثر فداحة اذا اخذ في الاعتبار الطيور والدجاج لترتفع الحصيلة بذلك الى عدة ملايين راس حيوان. من جانبه اعلن برنامج الاغذية العالمي الجمعة انه بحاجة عاجلة الى مروحيات لتوزيع المساعدات على ملايين المنكوبين في باكستان.
وقالت اميليا كاسيلا الناطقة باسم البرنامج quot;حاليا نحن بحاجة عاجلة ومكثفة للزيادة في قدرات توزيع المساعدة جوا من اجل والوصول الى الاشخاص المعزولين عن العالم والذين سيتضررون خلال الاسابيع القادمةquot;.
وفي ختام جلسة الجمعية العامة، اعلن وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي للصحافيين انه يعود الى اسلام اباد quot;مطمئنا الى ان الاسرة الدولية تقف الى جانب باكستانquot;.
وقبل ذلك بساعات دعا كل من السناتور الاميركي جون كيري والرئيس الباكستاني آصف علي زرداري في روالبندي العالم الى نجدة المنكوبين سريعا كي لا تستغل المجموعات المتمردة البؤس والاحباط والحؤول دون وقوع اعمال عنف.
وتعتبر باكستان، القوة النووية البالغ عدد سكانها 167 مليون نسمة، من الاولويات الاستراتيجية للولايات المتحدة المتخوفة خصوصا من دعم مجموعات مسلحة باكستانية حركة التمرد الافغانية التي تكبد القوات الاميركية المئة الف المنتشرة في افغانستان المجاورة خسائر جسيمة.
التعليقات