إعداد عبد الإله مجيد: من المتوقع أن يقترب البحث عن جسيم هيغز أو جسيم الله، كما يُسمى أحيانًا من نهايته، فيما يستعد العلماء لإعلان أحدث الأدلة التي توصلوا إليها من تجاربهم باستخدام صادم هادرون الكبير.

وسيعلن العلماء عن آخر ما اكتشفوه من تجربتين رئيستين، هدفهما العثور على بوزون هيغز، في ندوة خاصة تُعقد في مختبر المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية قرب جنيف في سويسرا.

وتسود أجواء من الترقب بين العلماء والمهتمين في انتظار ما سيُعلن عنه خلال الندوة المقرر عقدها في 13 كانون الأول/ديسمبر. ورغم أن من المستبعد أن يعلن العلماء عن توصلهم إلى أدلة قاطعة على وجود الجسيم أو عدم وجوده، فإن المعلومات التي جمعوها من تجاربهم يمكن أن تكفي للخروج بتخمين يستند إلى أساس.

ما يزيد من أجواء الترقب والإثارة في الأوساط العلمية هو أن الفريقين اللذين أجريا تجربتيهما لن يتبادلا المعلومات عن نتائج تجربة كل منهما قبل الندوة، لتفادي التأثير على تفسير الخلاصات التي خرجا بها. يعني هذا أن العلماء المشاركين في التجربتين أنفسهم لن يعرفوا قبل انعقاد الندوة ما تعنيه نتائج تجربتهم في سياق النتائج التي توصلت إليها تجربة الفريق الآخر.

يشار إلى أن بوزون هيغز جسيم نظري، يعتقد العلماء أه يمنح كل شيء في الكون كتلته، وأنه العنصر الأساسي في النموذج المتعارف عليه لعلم الفيزياء. وفي حين أن اكتشاف الجسيم بشكله المتوقع سيؤكد نظريات شائعة عن بناء الذرة فإن اكتشاف عدد من بوزونات هيغز ذات الكتل المختلفة أو دحض وجود الجسيم أصلاً سيقلب العديد من فرضيات الفيزياء الحديثة رأسًا على عقب.

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن الدكتور آلن بار من جامعة أوكسفورد، الذي عمل منسقًا لتعاون العلماء البريطانيين في إحدى التجربتين الرئيستين، أنه من المتوقع أن تقدم الندوة نتيجة وسطية بدلاً من إقامة دليل قاطع، ولكنه أضاف quot;إن مفاجآت قد تحدثquot;.

ويعني الكمّ الهائل من المعلومات، التي يتعين على العلماء دراستها، أنه من المستبعد أن يتمكنوا من إعلان نتيجة نهائية في الندوة، ولكن إذا جاءت معلومات الفريقين متطابقة، فإنها يمكن أن تقدم أقوى مؤشر حتى الآن إلى وجود quot;جسيم اللهquot; أو عدم وجوده.

وقال الدكتور بار إن المعلومات التي جمعها العلماء هذا العام تزيد خمس مرات على ما كانوا يتوقعونه، وهي تكفي لإعطاء مؤشرات إلى ما إذا كان هناك بوزون هيغز أم لا، أو إن هناك شيئًا مختلفًا تمامًا يكون حتى أشد إثارة للاهتمام.

وأوضح بار أن علماء الفيزياء يشترطون أن تكون احتمالات الخطأ في نتائجهم واحد إلى مليون، قبل أن يعلنوا عن توصلهم إلى اكتشاف. ومن المرجّح أن تحتاج مثل هذه الدرجة من الثقة تحليلاً دقيقًا يستمر شطرًا بعيدًا في العام المقبل.