لندن: اختارت شركة فايسبوك سياسيين مخضرمين للقيام بأدوار إدارية أساسية وتولي مناصب مهمة في مجلس الادارة. كما سارعت الى اطلاق لوبي يخدم مصالحها في واشنطن وتشكيل لجنة عمل سياسي تمكن موظفيها من التبرع للمرشحين السياسيين بلا مشاكل.

وقال خبراء إن فايسبوك ستحتاج الى هذه الشبكة من العلاقات في محاولتها تفادي الضوابط والتحقيقات في ممارساتها بشأن الخصوصية مشيرين الى ان هذه تعتبر من أكبر العقبات التي تعترض نموها، كما كشفت الشركة نفسها في وثائق قدمتها الى السلطات الفيدرالية بشأن اكتتابها العام الأولي.

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن الخبير ستيف ستسني من شركة فيرست ستريت المختصة بالبرمجيات والتحليلات السياسية ان شركة فايسبوك تعمل جاهدة على تشغيل اشخاص لهم علاقات قوية وصلات متينة مع الأوساط الحكومية يمكن ان تعود بمنافع على الشركة. واضاف ستسني ان فايسبوك أنشط من شركات الانترنت الأخرى في سعيها الى استثمار الطرق التقليدية التي تستخدمها الشركات الاميركية للتقرب من واشنطن.

ودرست فايسبوك اخطاء ارتكبتها شركات منافسة في هذا المجال مثل غوغل ومايكروسوفت وهي تتحرك بسرعة، كما يقول الخبراء، بالتعاقد استراتيجيا مع جمهوريين وديمقراطيين متمرسين. وان الشركة استعانت في السابق بخدمات عناصر من الادارات الاميركية الثلاث السابقة.

وتعاقدت فايسبوك العام الماضي مع مارني ليفاين الذي كان مدير مكتب كبير مستشاري اوباما للشؤون الاقتصادية لاري سامرز ليكون مدير قسم السياسة العامة في واشنطن. وكان مستشار فايسبوك العام ثيودور اوليوت نائب مساعد للرئيس جورج بوش. وكان جو لوكهارت نائب رئيس فايسبوك، الناطق الرسمي باسم الرئيس بيل كلنتون.

واهم شخص في فايسبوك بعد رئيسها ومؤسسها مارك زوكربيرغ هو السياسي المخضرم شيرل ساندبرغ، مدير عملياتها. وكان ساندبرغ مدير مكتب سامرز حين تولى هذا وزارة الخزانة في ادارة كلنتون. واختارته شركة فايسبوك لتمثيلها في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.

واعلنت فايسبوك التي لديها 845 مليون مستخدم وتخطط للتوسع خارج الولايات المتحدة انها تحتاج الى كوادر سياسية متمرسة للدفاع عن نفسها في مواجهة الضوابط العديدة في انحاء العالم. واصدرت الشركة بيانا قالت فيه ان من الضروري ان يكون لديها فريق مقتدر كي تثبت لصانعي السياسة انها تتبوأ مركز الصدارة في حماية الخصوصية والأمن والسلامة على الانترنت.

وتواجه شركة فايسبوك معارك على جبهات متعددة، من التحقيق في سياستها بشأن الخصوصية الى مطالبات بتشريع قوانين جديدة لحماية حقوق الطبع والملكية الفكرية. وكانت فايسبوك وافقت مؤخرا على تسوية مع مفوضية التجارة الفيدرالية في قضية انتهاك قوانين حماية المستهلك، التي تهدد الشركة بغرامات ضخمة إذا كررت هذه الانتهاكات في المستقبل.

وسارعت فايسبوك الى توسيع كادر مكتبها في واشنطن الذي افتتحته عام 2009 بموظفين اثنين الى 22 من اللوبيين المسجلين والخبراء السياسيين. وتعاقدت مع موظفين ومسؤولين سابقين في البيت الأبيض ولجان اساسية في الكونغرس. وتعاقدت مؤخرا مع كريس هرندون المستشار الجمهوري السابق للجنة التجارة والعلوم والنقل في مجلس الشيوخ، وهي اللجنة المختصة بالاشراف على صناعة الانترنت.