لندن: توصلت دراسة إلى أن الطباعة باليد اليسرى تثير مشاعر سلبية بشأن ما يكتبه المرء. ويعني ترتيب الأحرف على لوحة المفاتيح المتعارف عليها أو لوحة quot;كويرتيquot; أن على اليد اليسرى التي تغطي 15 حرفًا أن تبذل مجهودًا أكبر من اليد اليمنى المسؤولة عن 11 حرفًا.

وتقول الدراسة إن العدد الإضافي من الأحرف وصعوبة التراكيب التي تطبعها اليد اليسرى دفعتنا تدريجيًا الى الشعور بالغم إزاء الكلمات التي تُطبع على جانب اليد اليسرى من لوحة المفاتيح وبالحبور على الجانب الآخر حيث تعمل اليد اليمنى.

ويعني هذا أن إحساسنا بشأن المفردات التي نكتبها يتغير حسب الموقع الذي توجد فيه غالبية الأحرف الداخلة في تركيب هذه المفردات على لوحة المفاتيح. فنشعر بالحزن حين نطبع كلمة quot;حزينquot; بالأحرف اللاتينية ونشعر بالسرور حين نطبع كلمة quot;مسرةquot;. كما نفضل ان نكتب مفردة quot;المالquot; على مفردة quot;الضرائبquot; ونستمتع بطبع كلمات مثل quot;ورديquot; وquot;هيبيquot;، كما يذهب اصحاب الدراسة الجديدة.

وأظهرت تجارب أن هذا الاتجاه يسري على مفردات نُحتت قبل اختراع لوحة المفاتيح المتعارف عليها وبعدها، وعلى مفردات منحوتة باللغات الانكليزية والهولندية والاسبانية. وقال الباحثون ان هذا الاتجاه يتبدى بأسطع صوره في المفردات الجديدة التي بدأت تُستخدم بعد مجئ لوحة المفاتيح quot;كويرتيquot; في مؤشر الى ان ترتيب الأحرف على المفاتيح يمكن ان يقوم بدور في نشوء مفردات جديدة.

وقال الباحثون إن لوحة المفاتيح المتعارف عليها الآن تشكل معاني المفردات حين تمر اللغة عبر أصابعنا.

وكانت لوحة المفاتيح المتعارف عليها في الآلات الطابعة ثم الكومبيوتر أُنشئت باسم quot;كويرتيquot; عام 1868 لحل مشكلة ترتيب الأبجدية على الآلات الطابعة حيث كانت بعض الحروف المتجاورة تتداخل وتنحشر في بعضها البعض اثناء الكتابة.

وفُصلت الحروف التي كثيرا ما ترتبط فيما بينها كل على طرف من لوحة المفاتيح. وأُدرجت عبارة quot;آلة طابعةquot; في الصف الأول من المفاتيح لمساعدة الباعة على شرح عمل الآلة للزبون.

وبعد حوالي 150 عاما على هذا القرار فانه ما زال يمارس تأثيرا قويا على تصورنا للغة، بحسب الباحثين. وكانت دراسات سابقة اشارت الى ان الصعوبة التي نلاقيها في استخدام احد الأشياء تؤثر في شعورنا تجاه هذا الشيء.

وقام الباحثون بتحليل اكثر من 1000 مفردة من كل من ثلاث لغات هي الانكليزية والهولندية والاسبانية واكتشفوا ان الاحساس تجاه المفردات التي تُطبع على اليسار احساس سلبي بعض الشيء بالمقارنة مع تلك التي تُطبع على اليمين.

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن باحثين شاركوا في الدراسة ان عملية الكتابة على لوحة المفاتيح التي اصبحت واسعة الانتشار تستحدث آليات جديدة يمكن ان تظهر بتأثيرها تغييرات في معاني الكلمات. وقال الباحثون ان المسؤولين عن اختيار اسماء منتجات وعلامات تجارية وشركات جديدة يمكن ان يفكروا في المنافع التي قد تُجنى من العودة الى لوحة المفاتيح لاختيار الأسم quot;المناسبquot;.