الرياض-ايلاف: كشفت مصادر سعودية أن غياب ولي العهد السعودي الامير عبدالله بن عبدالعزيز عن اجتماعات القمة الخليجية التي ستعقد اليوم / السبت/ في الدوحة بسبب "النهج الذي تعتمده قطر".
وقالت المصادر أن لغياب الامير عبدالله بن عبدالعزيز عن اجتماعات القمة (وزير الخارجية الامير سعود الفيصل يراس وفد المملكة) أسبابه ومبرراته وهي في جانب منها تتصل بالنهج الذي تعتمده قطر والذي لاينسجم ومستلزمات التضامن الخليجي وروابط المصير الواحد بين دول وشعوب المنطقة.
لمصادر نفسها أوضحت في تصريحات خاصة لصحيفة "عكاظ" السعودية الصادرة اليوم / السبت/ أن الاسباب التي أحدثت توتراً في العلاقات بين المملكة وقطر لم تتبدل بصورة تجعل ولي العهد يراجع موقفه في حضور القمة. وعما إذا كان غياب ولي العهد سيؤثر على قرارات قمة الدوحة قالت مصادر "انه ليس منتظراً أن تنتهي القمة بقرارات جديدة فعلاً" مشيرا الى ان المملكة حريصة على تجاوز كل ما من شأنه أن يؤدي الى خلاف وهي لاتزال تدعم مسيرة التعاون الخليجي وتحرص على تنقية هذه المسيرة من كل الشوائب".
وقالت المصادر التي وصلتها الصحيفة بانها قريبه من ولي العهد السعودي" أن المسؤولين القطريين وجهوا الدعوة بازالة الاسباب التي حملت الامير عبدالله على التغيب". المصادر نفسها نفت" أن يكون هناك تنسيق بين المملكة والبحرين لجهة مستوى التمثيل" وأشارت في هذا السياقً الى أن" البحرين اتخذت قرارها وفق ما رأته مناسباً لها ومنسجماً مع سياساتها".
وقد عاد ولي العهد السعودي الامير عبد الله بن عبد العزيز الحاكم الفعلي للمملكة مساء أمس الى الرياض بعد أيام أمضاها في منتجع روضة خريم الصحراوي. وكانت السعودية استدعت في تشرين الاول/أكتوبر/ سفيرها من الدوحة احتجاجا على برنامج بثته الجزيرة تخلله انتقاد حاد لخطة السلام في الشرق الاوسط ولولي العهد السعودي فضلا عن مؤسس الدولة الملك عبد العزيز.
ويغيب عن هذه القمة التي تعقد وسط تهديدات أميركية بشن حرب ضد العراق، أربعة من قادة الدول الست الاعضاء في المجلس (السعودية والامارات وقطر والكويت وسلطنة عمان والبحرين)، بعضهم لاسباب سياسية وبعضهم لاسباب صحية.ويمثل السلطان قابوس بن سعيد سلطنة عمان في قمة دول مجلس التعاون التي يرأسها أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ويحضرها نائب رئيس دولة الامارات الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم ممثلا لبلاده.
أما الدول الثلاث الاخرى، السعودية والكويت والبحرين، فيمثلها وزراء خارجيتها الامير سعود الفيصل والشيخ صباح الاحمد الصباح والشيخ محمد بن مبارك آل خليفة.وكان وزراء خارجية دول المجلس عقدوا الجمعة اجتماعهم التحضيري في جلسة مغلقة تمت خلالها صياغة جدول أعمال القمة في تكتم تام. وقد امتنع وزراء الخارجية عن الادلاء بتصريحات للصحافيين بعد انتهاء الاجتماع.
وذكرت صحيفة "الشرق" القطرية اليوم السبت أن وزراء الخارجية اجروا مساء الجمعة مشاورات غير رسمية في مقر إقامة وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني.ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية قولها أن الوزراء ناقشوا خلال هذه المشاورات فكرة "إنشاء مكتب لمجلس التعاون في واشنطن".
وأضاف أن وزراء الخارجية "رفعوا للقادة قضايا سياسية عدة تتعلق بالعلاقة مع إيران والتمسك باحقية الامارات في الجزر الثلاث والملف العراقي في ظل احتمال توجيه الولايات المتحدة ضربة عسكرية الى بغداد مع التأكيد على دعم الكويت في قضية الاسرى والمفقودين وتنفيذ العراق لقرارات الامم المتحدة".وقالت مصادر في الامانة العامة لمجلس التعاون الخليجي في الرياض اليوم السبت أن القمة الخليجية ستبحث في الاتحاد الجمركي الى جانب اقتراح قطري بشأن إنشاء خط أنابيب بري لتصدير النفط عبر بحر العرب يربط دول المجلس من الكويت الى سلطنة عمان ومشروع للربط المائي.
وكانت القمة السابقة لدول مجلس التعاون الخليجي الست التي عقدت في مسقط في كانون الاول/ديسمبر/ الماضي قررت إقامة اتحاد جمركي في 2003 ثم اعتماد عملة موحدة بعد سبعة أعوام من اجل تجسيد التكامل الاقتصادي في ما بينها.كما وافق المجلس في قمته الاخيرة على انضمام اليمن الى بعض مؤسساته، فاتحا بذلك الباب أمام انضمامه تدريجيا الى هذه المنظمة الاقليمية.