علي عيسى


&
&
كنت أتابع الشئون السياسية و الاقتصادية و الثقافية من خلال الصحف و المجلات الورقية و أجد متعة كبيرة في التصفح و هي بين يدي و أشعر بتملك المعلومات، و كأي قارئ مهتم يبحث عن الأخبار السياسية و الثقافية يحلم بسهولة انسياب المعلومات و الأخبار و سرعة الاطلاع عليها للحصول لتجاوز الرقابة الشديدة على و عدم التمزيق أحيانا، لأنها تحتوي على أخبار و مقالات لا تتفق مع سياسة بعض الدول التي تدخلها، و كل لديها معايير في الرقابة التي تصل إلى المنع من دخول الحدود.
و جاء عصر الأعلام الإلكتروني و كثر الحديث على أهمية الإنترنت و انتشارها على مستوى العالم، و لكن العالم العربي ما زال استخدامه دون المستوى المطلوب مقارنة بالدول المتقدمة.
ترددت كثيرا الارتباط و الغرق في الإنترنت و خوفي من الإدمان عليه أعتبر نفسي أني متأخر في استخدام الإنترنت و أحد أسباب التردد و عدم الحماس لاستخدام الإنترنت هو مستوى الخدمة من بطء و تقطع.
وصراحة كنت أسمع من الزملاء و الأصدقاء و الأخوة عن إيلاف عندما نتحدث في أمور السياسة و خصوصا الشئون المحرم تسريبها لبعض وسائل الأعلام في الصحافة المطبوعة، و كنت منبهر بهذا الكم بالحديث من الشباب المهتم بالسياسة و القضايا العربية عن إيلاف و احتوائها على أخبار و تحليلات يخشى من ذكرها في وسائل الأعلام. و لم أكن أستخدم الإنترنت بسبب ما أسمع من البطء و المواقع الكثيرة المحجوبة، و كأي شخص مهتم بالسياسة و قارئ متواضع للصحف الخليجية شعرت لزاما علي أن أدخل عالم الإنترنت، فبدأت فعلا قصتي مع الإنترنت و وقعت عيني على إيلاف و فعلا تستحق ما ينقل عنها من أخبار و تحليلات محرمة على الجماهير العربية و الخليجية تحديدا.
و بدأ التعلق بأخبار و تحليلات إيلاف متميزة و كانت متنفس حقيقي لكتاب و صحافيين عرب و أخذت بأيد كتاب و صحفيين مبتدأين فكانت بوابة العرب الصحفية، و إذا كانت بعض الفضائيات الأخبارية نقلة نوعية في الأعلام المرئي مثل الجزيرة و العربية، فإن إيلاف تعتبر بحق نقلة نوعية في عالم المواقع الأخبارية السياسية و الثقافية و الاقتصادية و معين يغرف منها القارئ العربي.
و رغم عمر إيلاف القصير ألا أنها خطفت أبصار القارئ العربي و جذبت العديد من الكتاب المرموقين العرب و ما زالت تقفز من نجاح إلى آخر و لم يظهر أي موقع أخباري ينافس موقع إيلاف في جرأة طرحها، و أمر طبيعي أن تدفع إيلاف ضريبة الحرية فهي تتلقى نقدا لاذعا من بعض الأفواه و الأقلام التي تدعي حمل لواء الدين و أصحاب الفكر الأقصائي و لا غرابة في ذلك فالشجرة المثمرة تقذف بالحجارة.
&و بمناسبة دخولها عامها الربع، نأمل من إيلاف الذي نبارك لها النجاح الباهر أن تتبنى مركز أعلامي تدريبي يؤهل الصحفيين و الإعلاميين، و تعمل على مسابقة سنوية على أفضل موقع أخباري إلكتروني.
و لما يتمتع إيلاف بالحرية في نشر الأخبار و التحليلات و بالرغم من تعرض الموقع للحجب و ما سيواجه من مصاعب في الانتشار ألا أن القارئ يتمنى أن تكون إيلاف نسخة مطبوعة حتى تتيح للقارئ و المهتم الإطلاع و التواصل، أخيرا نتمنى لإيلاف استمرار النجاح و خروج مواقع منافسة حتى يستفيد القارئ العربي.