نيويورك: يعود الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الخميس لحضور إحدى جلسات محاكمته في نيويورك بشأن تزوير سجلات تجارية لإخفاء أثر مبالغ مالية دُفعت لشراء صمت نجمة أفلام إباحية، في حين بات دخوله قاعة المحكمة والخروج منها لاستئناف حملته الانتخابية أمراً مألوفا.
واغتنم المرشح الجمهوري استراحة قصيرة من جلسات الاستماع الأربعاء لاستئناف حملته الانتخابية مشاركاً في تجمعين أحدهما في ولاية ميشيغن والآخر في ولاية ويسكونسن الواقعة في شمال البلاد والتي تشهد إحدى أهم المنافسات مع الرئيس الديموقراطي جو بايدن، خلال الانتخابات الرئاسية التي ستجري في الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر).
لكن عودة ترامب إلى قاعة المحكمة الخميس تبدو مصيرية.
قبل استئناف المناقشات، ينظر القاضي خوان ميرتشان اعتبارًا من الساعة 9,30 صباحًا (13,30 بتوقيت غرينتش) بموجة انتقادات جديدة أطلقها الملياردير الجمهوري في انتهاك لأمر قضائي يمنعه من توجيه انتقادات علنية لشهود ومحلّفين وموظفي المحكمة وأقاربهم، في إطار محاكمته.
وفي حين يبقى ترامب (77 عاما) صامتاً لساعات خلال جلسات الاستماع، إلا أنه ينتقد الشهود والمحلفين علناً خارج المحكمة وعلى شبكته الاجتماعية "تروث سوشال".
وغرم القاضي الذي يرأس محاكمة ترامب في نيويورك الثلاثاء الرئيس السابق مبلغ تسعة آلاف دولار، بسبب انتهاكاته ومجموعها تسعة، أي ألف دولار عن كل انتهاك، وهي الغرامة الأعلى التي يسمح بها القانون في هذا الإطار.
ويهاجم المرشح الجمهوري خصوصاً محاميه السابق مايكل كوهين الذي أصبح عدوه اللدود وشاهدًا رئيسيًا ضده أمام المحكمة، والمحلفين الذين يتهمهم بعدم الحياد.
وهدّد القاضي ترامب بـ "السجن" في حال استمر في انتهاكه الأمر الصادر عنه. وينص القانون في هذه الحال على عقوبة بالسجن تصل إلى 30 يومًا.
وتنظر المحكمة الخميس في انتقادات أشار إليها المدعون وكان الرئيس السابق قد أطلقها قبل أن يهدده القاضي بالسجن، وبينها وصف ترامب المحلفين خلال مقابلة بأن "95 بالمئة منهم ديمقراطيون". والقاضي غير ملزم بإصدار بالحكم على الفور.
كواليس الحملة
وترامب هو أول رئيس سابق في تاريخ الولايات المتحدة يُحاكم جنائياً.
ويواجه خلال حملته الانتخابية أربع قضايا بينها اتهامات بالتآمر لقلب نتائج انتخابات العام 2020 التي فاز فيها جو بايدن، والاحتفاظ بوثائق سرية بعد مغادرته البيت الأبيض.
وقد تكون محاكمته الحالية في نيويورك الوحيدة التي سيصدر حكم بشأنها قبل الانتخابات الرئاسية في 5 تشرين الثاني (نوفمبر).
لكن يواجه دونالد ترامب في إطارها خطر صدور إدانة جنائية على رئيس أميركي سابق للمرة الأولى، كما يواجه نظرياً عقوبة السجن، ما من شأنه أن يهدد حملته.
ملاحقة ترامب
ويُلاحق ترامب بتهمة تزوير 34 مستنداً محاسبياً يُفترض أنّها استُخدمت لإخفاء مبلغ مالي دُفع للتستّر على فضيحة جنسية محتملة خلال حملته للانتخابات الرئاسية للعام 2016 والتي فاز فيها على منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون.
وتمّ دفع مبلغ 130 ألف دولار للنجمة الإباحية السابقة ستورمي دانييلز لشراء صمتها بشأن علاقة جنسية قالت إنها أقامتها مع ترامب في العام 2006 عندما كان متزوّجاً من ميلانيا، غير أنّه ينفي ذلك.
منذ بدء المحاكمة، كشف شهود عن كواليس الحملة الانتخابية التي أفضت إلى فوز ترامب في العام 2016، وتشمل تفاوض وسطاء مثل الرئيس السابق لصحيفة شعبية أميركية، مع ترامب لعدم نشر قصص حصرية مثيرة تهدد بالإطاحة بالرجل السبعيني وتجنيبه أي فضيحة.
ويُرتقب إدلاء كوهين ودانييلز بشهادتهما أمام المحكمة، علماً ان كوهين هو مَن دفع لدانييلز لشراء صمتها.
وتمتد محاكمة ترامب ستة إلى ثمانية أسابيع، وهي حالياً في أسبوعها الثالث.
التعليقات