إيلي الحاج من بيروت: تابع سياسيون عن كثب في بيروت توجهاً سياسياً كويتياً حيال لبنان برز من خلال استقبال رسمي وعلى مستوى عالٍ لركنين من مسيحيي قوى 14 آذار / مارس، هما على التوالي رئيس حزب quot;القوات اللبنانيةquot; سمير جعجع والرئيس السابق للجمهورية رئيس حزب الكتائب أمين الجميّل . وعلى رغم أن الكويت درجت على دعوة مسؤولين وسياسيين لبنانيين إليها، فإن أكثر ما لفت هو quot;نوعيةquot; الزائرين، في حين تعيش الامارة أزمة سياسية متكررة نتيجة quot;حرب الإستجواباتquot; في مجلس الأزمة والموجهة إلى رئيس الحكومة الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح.
وفي معلومات تجمعت من الكويت وبيروت لدى quot;إيلافquot; أن الرسالة التي أرادت القيادة الكويتية إيصالها عبر استقبال الزعيمين المسيحيين اللبنانيين قبل لقاء المصالحة الرباعي وبعده على مستوى القمة في الرياض هي رسالة تطمينية إلى أن لا مبرر لأي خشية من مصالحة quot;دول الإعتدال العربيquot; إذا صح التعبير مع القيادة السورية ، وتكتسب أهميتها من كونها تصدر عن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح الذي عايش الأزمة اللبنانية وواكب تفاصيلها الدقيقة منذ ما قبل اندلاع حرب لبنان عام 1975، وهو من كان عميد الدبلوماسيين العرب الذي أمضى أطول مدة في منصب وزارة الخارجية بين جميع الوزراء العرب قبل توليه الأمارة ، وترأس quot;اللجنة السداسيةquot; التي كلفها القادة العرب التوصل إلى حل شامل للأزمة اللبنانية أواخر عام 1988، لتخلفها quot;اللجنة الثلاثيةquot; ndash; برئاسة عاهل المغرب الراحل الملك الحسن الثاني والعاهل السعودي الراحل الملك فهد بن عبد العزيز والرئيس الجزائري الشاذلي السابق بن جديد ndash; وقد أنشئت إبان quot;حرب التحريرquot; التي أعلنها رئيس حكومة العسكريين آنذاك الجنرال ميشال عون على الجيش السوري في لبنان عام 1989 وصولاً إلى وضع quot;إتفاق الطائفquot; الذي أنهى الحرب. في تلك الحقبة أصبح الشيخ صباح الأحمد خبيراً حتى في الشؤون الدستورية اللبنانية، على ما يروي عارفوه. والواقع إن الكويتيين كانوا أول الخليجيين الذين quot;اكتشفواquot; لبنان مصيفاً جعلوه بلداً ثانياً لهم منذ خمسينات القرن الماضي. وهم الأكثر إطلاعاً بين العرب على تفاصيل الحياة فيه.
جعجع في لقاء مع الجالية اللبنانية في الكويت |
وينفي مسؤول كويتي سألته quot;إيلافquot; هاتفياً عن دعوة جعجع الرسمية إلى الكويت أن تكون هذه الخطوة تندرج في إطار سياسة كبرى، ويقر برغبة كويتية في تصحيح الصورة عن فئة من الشعب اللبناني كانت صورتها مشوهة خلال الحرب اللبنانية وما رافقها من خطابات حادة، وجاء وقت تشجيعها على الإستمرار في خيار بناء الدولة والسلم الأهلي والحوار،والأهم المضي إلى الأمام في خيار الرهان على العرب الذين لن يخذلوا لبنان مرة أخرى أياً تكن الظروف.
أما عن نوعية الإستقبال المميز لشخصية غير رسمية، فقال إن الحفاوة من طبع الكويت، ولكن لا شك أن استقبال شخصية مثل جعجع كانت تستلزم تدابير أمنية خاصة. إلاأنه لم يربط بين استقبال جعجع واستقبال الجميّل، قائلاً إن تزامنهما بفارق ثلاثة أيام مجرد مصادفة.
وزار جعجع والوفد الذي رافقه ، بعضوية زوجته النائبة ستريدا والوزير السابق جو سركيس أمارة قطر ، والتقى أميرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بناء على دعوة رسمية أيضاً قبل عودته إلى بيروت، حيث كان التقدير الأولي لدى السياسيين الذين تابعوا هاتين المحطتين، أن زيارة الكويت هي الأهم ، لأن قطر مفتوحة لكل الناس حتى الأبعدين عن العرب، فلا تحمل زيارتها معنى سياسياً مميزا.
الأمير صباح الأحمد مستقبلاً الدكتور جعجع وعقيلته |
وثمة من يربط بين هذه الزيارات العربية التي ستستمر وتكون قمتها زيارة معلنة للمملكة العربية السعودية عندما يحين الأوان، تكريساً لصورة مختلفة عن السابق لسياسي لبناني بدأ ظهوره منادياً بـquot;وطن مسيحيquot; وخلص إلى رهان على quot;الدور العربيquot;.
التعليقات