بيروت: أكد رئيس الهيئة التنفيذية في quot;القوات اللبنانيةquot; سمير جعجع أنه quot;جرى الإتفاق بين القوات اللبنانية وحزب الكتائب على معظم تفاصيل الإنتخابات النيابية، والمتبقي أمور متعلقة بظروف المعركة الإنتخابيةquot;، اما لجهة سائر قوى الرابع عشر من آذار، فأشار جعجع الى quot;استمرار البحث معها للتوصل الى تفاهمات حول المرشحينquot;، ولم يستبعد ان يتم انجاز ذلك قبل تاريخ الرابع عشر من آذار المقبل من دون ان يعني ذلك عدم احتمال تأخر اعلان لوائح تحالف 14 آذار الى ما بعد هذا التاريخ، مؤكدًا ان quot;14 آذار ستشكل لوائح في كل المناطق اللبنانية ومن بينها الدوائر التي تتمتع فيها قوى 8 آذار بنفوذ انتخابي تقليدي، مثل دائرتي بعلبك الهرمل ومرجعيون حاصبياquot;.

جعجع شدد في حديثه لـquot;nowlebanon.comquot; على ان quot;عام 2009 مختلف جذرياً عن عام 2005quot;، في اشارة الى قناعة القوات اللبنانية بضرورة اجراء تعديلات في صورة الترشيحات تتلاءم مع هذا الإختلاف، فيما يتم البحث حول عدد من الدوائر الانتخابية مع حلفاء القوات في 14 آذار، وليس المقصود بذلك دائرة الشوف التي قال جعجع إنه quot;جرى شبه توافق حولهاquot;، انما عاليه وبعبدا، وايضاً عكار، كما ان صورة التحالفات لم تكتمل بعد في دوائر البقاع لا سيما زحلة والبقاع الغربي.

جعجع ابدى ارتياحاً لتحضيرات 14 آذار للانتخابات، لافتًا إلى ان quot;المؤشرات كلها تتجه الى ارجحية تحقيقها فوزاً في معظم الدوائر التي من المفترض ان تشهد تنافساً فعلياً لا سيما في دوائر جبل لبنانquot;، وإذ أشار الى ان quot;وضع القوى المنافسة تراجع الى مستويات ملحوظة جداًquot;، لم ينف جعجع وجود quot;تحديات فعلية في عدد من المناطق مما يُحتم العمل الجدي تحضيراً للمعركة الإنتخابية، ويحتم ايضاً دقة في تخريج لوائح منافسة وقادرة على تظهير غلبة 14 آذارquot;. ففي دوائر جبل لبنان يبدو ان الفرز قد حصل فعلاً، ومن الصعب حصول quot;صدمات انتخابيةquot; تحدث تبديلات في خيارات الناخبين، ولهذا يبدو العمل الآن مفيداً في حقل المحايدين الذين لم يحددوا خياراتهم بعد، فدائرة كسروان مثلاً الفرز فيها واضح بين 14 و8 آذار ومن يحدد سير المعركة هو 25 في المئة من الأصوات التي لم تتخذ قراراً بعد في وجهة تصويتها. واستبعد جعجع حصول تبديل في التحالفات المعلنة جراء ما يحكى عن ضغوط يتعرض لها بعض من اعلن ابتعاده عن التحالف مع الجنرال ميشال عون، quot;فالمسافة صارت هائلة بينهم والوقت لم يعد كافياً لحصول ذلكquot;.

ولجهة المخاوف من تكرار الحوادث الأمنية وتصاعدها خصوصاً في المناطق المسيحية مع اقتراب موعد الإنتخابات لاحظ جعجع ان quot;لهذه الحوادث طابعين الأول نموذجه ما جرى في منطقة الكورة ويتمثل في رفض قوى الأمر الواقع هناك ان تستعيد القوات اللبنانية حضورها في هذه المنطقة بعد سنوات من الإقصاء والإضطهاد، فباشرت ومنذ سنوات في تنظيم عراضات مسلحة وافتعال مشاكل كان أولها استشهاد عنصرين للقوات اللبنانية وآخرها ما جرى مؤخراً في الكورة من تعرض واضح ومكشوف لأحد مراكزنا الحزبية هناكquot;. اما النموذج الثاني لهذه الأحداث فوصفه جعجع بأنه quot;أمني، كالذي جرى عندما القيت قنبلة على مكتب للقوات اللبنانية في بلدة الكفور في كسروان قبل اكثر من اسبوعquot;، وهذا النوع من الحوادث لا يرتبط بحسب جعجع بأطراف انتخابية منافسة في المنطقة التي جرى فيها، اذ إن quot;طابعه الأمني يشير الى احتمال ارتباطه باستهداف القوات من قبل جهات امنية وليس انتخابيةquot;.

واستبعد جعجع ان تشهد مناطق التنافس مع quot;التيار الوطني الحرquot; مشاحنات لها طابع امني، متمنياً ان ينسحب ذلك على quot;مناطق الإحتكاك الإنتخابي مع المردةquot;، مشددًا على ان quot;التعليمات المعطاة لناشطي القوات في كل المناطق هي تفادي الإحتكاك مع الجهات المنافسةquot;، واعطى مثالاً على ذلك quot;الاحتفال الذي كانت القوات تنوي اقامته في عيد مار مارون في احدى بلدات كسروان، لتكتشف لاحقاً ان التيار الوطني الحر ينظم احتفالاً في البلدة نفسها وفي اليوم نفسه، فكان القرار تأجيل احتفال القوات تفادياً لما قد ينجم عن ذلك من احتكاكاتquot;. وأضاف جعجع: quot;بعد وقوع التفجير في بلدة الكفور الأسبوع الفائت اتصل مسؤول التيار الوطني الحر في البلدة بمسؤول القوات فيها واستنكر التفجير. وانا قلت لمسؤولنا في البلدة ان عليه ان يعتبر استنكار العونيين التفجير جدياً وفعلياً، وان التنافس الإنتخابي في جبل لبنان لن يأخذ اشكالاً صداميةquot;.

لكن جعجع أشار في الوقت عينه الى ان quot;الوضع مختلف خارج جبل لبنان، وتحديداً في منطقة الكورة حيث تشعر القوات بأنها مستهدفة وان عدم ردها على إعتداءات يتعرض لها مناصروها قد يعني لمن يقدم عليها رغبة في الإمعان بإعتداءاته، ولذلك فإن القرار هو عدم الإنجرار الى الإستفزازات، ولكن ايضأ عدم الوقوف مكتوفي الإيدي حيالهاquot;. وقال: quot;نحن نشعر في الكورة ان ثمة من لم يعترف بعد بأن النفوذ السوري الذي كرس سطوته قد ولّى، وان القانون هو ما يحكم العلاقة بين المتنافسينquot;.

وبموضوع تلويح الكنيسة المارونية بالحرم الكنسي على من يمعن في استهداف الكنيسة من المسيحيين، اعتبر جعجع quot;ان هذا الأمر حصل بعد مرارات كبيرة كابدها البطريرك الماروني مار نصرالله صفير جراء تعمد البعض التعرض لشخصه، مع تولي وسائل إعلام معروفة الأغراض استهداف الكنيسة ودورهاquot;. واكد جعجع ان ما quot;قاله المطران بشارة الراعي ليس اجتهاداً شخصياً انما ثمرة نقاشات شارك فيها جميع المطارنة الموارنة الذين شعروا بأن استهداف شخص البطريرك انما هو استهداف للكنيسة ولدورها وتاريخهاquot;.

وعن مدى انعكاس ذلك على الإنتخابات النيابية أجاب جعجع: quot;لا تطمح الكنيسة إلى لعب دور في هذه الإنتخابات، وهي لا تطمح لتجيير اصوات او التأثير في الناخب المسيحي، لكن الحملة على الكنيسة ستفضي من تلقائها الى شعور الناخب المسيحي وحتى من يؤيد القائمين على هذه الحملات، بأن الإنتخابات فرصة لمحاسبة هؤلاءquot;. واضاف: quot; نحن على الأرض نشعر بنتائج ذلك، ولكن التراجع الكبير في شعبية الثامن من آذار في الوسط المسيحي لا يقتصر في أسبابه على ذلك إنما يتعداه الى كل العناوينquot;.