زيارة عون لطهران وتصريحاته فتحت حملة عنيفة في وجهه
جعجع فجأة في القاهرة وسيلتقي مبارك

ميشال عون يؤكد ان ايران تعمل من اجل وحدة لبنان
إيلي الحاج من بيروت : في خبر يحمل الكثير من المعاني والدلالات خصوصا في توقيته، أعلن في بيروت ليلاً أن رئيس حزب quot;القوات اللبنانيةquot; سمير جعجع غادر لبنان الى مصر على رأس وفد من حزبه ضم النائب انطوان زهرا، والوزير السابق جو سركيس والمسؤول عن العلاقات الخارجية في الحزب جوزف نعمة. وتستغرق الزيارة اياماً يقابل خلالها جعجع الرئيس المصري حسني مبارك، ووزير الخارجية احمد ابو الغيط، والامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى.

وتتزامن هذه الزيارة التي لم يعلن عنها سابقاً مع زيارة لإيران يقوم بها رئيس quot;التيار الوطني الحرquot; النائب الجنرال ميشال عون الذي وقّت بدوره موعد الزيارة بناء على دعوة مفتوحة مع الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية ميشال سليمان على رأس وفد رسمي للملكة العربية السعودية.

وانتهت زيارة سليمان الإثنين في حين يبقى الجنرال عون أسبوعاً في طهران حيث التقى الرئيس محمد أحمدي نجاد ووزير خارجيته منوشهر متقي. وأثار كلام لعون قبيل مغادرته بيروت عاصفة من ردود الفعل المستنكرة والمنددة، إذ اعتبر أنه ذاهب إلى إيران باسم جميع مسيحيي الشرق وليس لبنان فحسب، متهجماً على المملكة العربية السعودية وقيادتها ودورها في لبنان، مما اضطر نائبه في quot;التيارquot; نائب رئيس مجلس الوزراء اللواء عصام أبو جمرا الذي كان يرافق الرئيس سليمان إلى السعودية لإعلان ما يشبه الإعتذار عن تصرف عون مشيدا بالسعودية ودورها .

وفوق ذلك، حمل الجنرال عون من بيروت على ما سماه مال quot;البترو-دولارquot; ليعلن أنه يقبل المال من إيران إذا قدم إليه لموازنة المال الآخر. وهذه المواقف مجتمعة مضاف إليها أن عون اختار موعدا لزيارة طهران الذكرى الثامنة عشرة لمعركة 13 تشرين الأول / أكتوبر 1990 التي يقدسها أنصاره لكونها المعركة التي سقط فيها مئات الضحايا من الجيش والمدنيين وأدت إلى دخول الجيش السوري آخر المعاقل التي لم يكن له وجود فيها وانهيار حكومة عون الذي لجأ إلى السفارة الفرنسية مسلماً خليفته العماد إميل لحود قيادة الجيش. وبتحاشيه الكلام على تلك الحقبة في مناسبة ذكراها وهجومه على قوى 14 آذار/ مارس والمملكة العربية السعودية وإشادته بحليفه quot;حزب اللهquot; والخطوات العسكرية التي أقدم عليها في أيار/ الماضي في بيروت والجبل ، بدا الجنرال قبيل توجهه إلى طهران حليفة سورية وquot;حزب اللهquot; كمن يهدي خصومه مادة دسمة للإنقضاض عليه في حملات إعلامية متواصلة لا هوادة فيها .

وقال خصومه إن زيارة عون لطهران موجهة ضد الرئيس سليمان أولا وزيارته الى السعودية، وتهدف الى تحويل الأنظار عنها والتشويش عليها، كما أن زبارة طهران خطوة متقدمة أقدم عليها quot;الجنرالquot; ndash; كما يسميه أنصاره تحبباً- لتأكيد خياره التحالفي مع quot;حزب اللهquot; وسلاحه واندفاعه به حتى النهاية، ولتأكيد ارتباطه بالمحور الايراني ndash; السوري، مع علامة فارقة انه يقدم ايران على سورية ويشير الى انه أولا من فريق حلفاء ايران التي يراهن عليها اذا كان ثمة تصنيف بين حلفاء سوريا وحلفاء ايران داخل فريق ٨ آذار/ مارس.

كذلك ركزوا على أن عون ماض في خيارأ ومشروع سياسي لا ينسجم مع الخط التاريخي والمألوف للمسيحيين اللبنانيين في تطلعهم الى الحضارة الغربية وابتعادهم عن سياسة المحاور الاقليمية. وتناول مهاجموه الصلة بين الزيارة لإيران والانتخابات النيابية المقبلة، وما يحكى عن دعم ايراني مالي لقوى المعارضة في الانتخابات المهمة التي ستقرر من يحكم لبنان للسنوات المقبلة، والتي تتحدد نتائجها الى حد بعيد في البيئة المسيحية.