كان النصر العظيم في يوم الحرية الكبير الذي أحرزته المرأة الكويتية تتويجا لنضال تاريخي عارم عرفت به المرأة الكويتية و تميزت، و خاتمة سعيدة لرغبة أميرية عارمة في إستكمال المشاركة الديمقراطية و إنجاح الحياة الدستورية التي تترصد قوى الظلام بها الدوائر و تحاول جاهدة عرقلة الحياة و منع مسارب النور من التسلل لتضيء الكويت التي ما أستمرت و لا عاشت و لاهزمت كل المؤامرات و الدسائس و الغزو إلا برايات الحرية المقدسة و المسؤولة، تطريز قاعة عبد الله السالم بنماذج نسوية كويتية رائعة هو نصر كبير لكل قوى الحرية في الكويت وهزيمة تاريخية ساحقة لكل العقول الصدئة و النفوس الحاقدة و تيارات الظلام و الرجعية و التخلف التي ما فتأت تحيك الدسائس و الأحابيل و تتوسل بالطرق الملتوية و تتعمد الإساءة للدين الحنيف في إصدار الفتاوي العجيبة و الغريبة التي لا أصل لها و لا أساس في عقيدة الإسلام السمحاء التي تكفر و تأثم كل من يساهم في التصويت للمرأة التي أثبتت كفاءتها وطنيا و إداريا و تنظيميا و في مختلف مجالات الحياة دون أن نتجاهل شجاعتها الرائعة و التاريخية في الوقوف بوجه قوى الإحتلال و الضم و التبعية في يوم الخامس من أغسطس عام 1990، وصول المرأة الكويتية لمجلس ألأمة سيغني بكل تأكيد العملية الديمقراطية و يحجم إلى حد التلاشي قوى الظلام، و يحصر أهل التأزيم في زوايا خانقة، و يعيد البسمة و الأمل للشعب الكويتي المتطلع لعقد جديد من التنمية و التطوير و تجاوز إشكاليات الماضي و نواقص و مثالب الجوانب السلبية للديمقراطية و التي أدت لنتائج كارثية وصلت عند البعض لحافة الكفر بالعملية الديمقراطية رغم أن الدستور و الديمقراطية هما من حفظ الوجود الكويتي و رسخ القواعد الوطنية و حفظ الوحدة الوطنية التي تحاول العديد من القوى المشبوهة و الظلامية اللعب بتياراتها الصاعقة و المحرقة، لقد أثبت الشعب الكويتي بتجاهله للفتاوي التحريفية المضحكة و تمسكه بالرغبة الأميرية وعيه الكامل و تشبثه المقدس برؤى الحرية و السلام و بالحفاظ على وطنه الصغير من تيارات الدمار و الظلامية التي تحاول زرع بذورها الفاسدة في التربة الكويتية الرافضة لها و لطروحاتها، قد يستطيع الظلاميون أن يخدعوا بعض الناس في بعض الأوقات و لكنهم لن يتمكنوا أبدا من هزيمة قوى الحرية و الإنفتاح التي فرضت حقيقتها وهزمت شر هزيمة مشاريع التشظي و العودة لعصور ما قبل الظلام، وصول أربعة نساء من خيرة المجتمع الكويتي للبرلمان ليس سوى البداية المثمرة في عقد تنموي جديد سيغير الصورة البائسة و القاتمة التي حاول البعض رسمها على خارطة الوطن الكويتي و التي جعلت الكويت الرائدة في التنمية في العالم العربي تتراجع لمساحات مذهلة رغم كل عوامل القوة و النمو و التطور التي حجبتها دعايات و أراجيف و توجهات أهل الظلام من أصحاب الفكر السراديبي المتغلغل في كهوف ( تورا بورا ) وعصابات ( قندهار ) و أهل الضلالة من الخوارج التكفيريين، قلناها سابقا و يقولها كل الشعب الكويتي اليوم لن يفلح أهل الضلالة العمياء، ولن ترفع رايات الجهالة و الظلام، وقد نحر الكويتيون في يوم حريتهم كل مشاريع التخلف و الرجعية، و الحرية رهن بإرادة الأحرار.
داود البصري
[email protected]
التعليقات