البشير يفوز بالإنتخابات ويهدي نصره للسودانيين النسب التي حصل عليها المرشحون للرئاسة السودانية ورئاسة مجلس الجنوب سالفا كير الملتزم الباحث عن بناء كيان في جنوب السودان |
لم يشكل اعلان فوز عمر البشير رئيسا لولاية جديدة في السودان مفاجاة اثر انتخابات مثيرة للجدل اعتبر مراقبون انها لم تستجب quot;للمعايير الدوليةquot;.
وذكرت المفوضيّة القوميّة للانتخابات ان البشير حصد 68.24% من أصوات الناخبين. وكان فوزه اصبح شبه مؤكد منذ انسحاب منافسيه الرئيسين ياسر عرمان والصادق المهدي.
الخرطوم: أعلنت المفوضيّة القوميّة للانتخابات أن الرئيس السوداني عمر البشيرحصل على زهاء ستة ملايين و900 الف صوت من اصل نحو عشرة ملايين صوت صحيح. في حين حل ثانيا مرشح الحركة الشعبية لتحرير السودان ياسر عرمان الذي بقي اسمه على قوائم الاقتراع رغم انسحابه من المنافسة، وحصل على 21.69% من الاصوات مع مليونين ونحو 194 الف صوت.
وفي الجنوب، اعلنت المفوضية فوز زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان سلفا كير برئاسة مجلس الجنوب المتمتع بحكم شبه ذاتي، باغلبية ساحقة من 92.99% مع مليونين ونحو 600 الف صوت، مقابل 7% لمنافسه الوحيد لام اكول الذي يتزعم الحركة الشعبية لتحرير السودان-التغيير الديمقراطي المنشقة عن الحركة الام.
ومن المقرر ان ينظم في جنوب السودان في كانون الثاني/يناير 2011 استفتاء حاسم بشأن تقرير مصيره بالبقاء ضمن سودان موحد او بالانفصال عنه. واعلن البشير اثر صدور النتائج quot;هذا يوم شكر لله لانه تعالى صاحب النصر، وما حزنا عليه من اصوات ليس هو نصر للمؤتمر الوطني وحده وانما لكل السودانيينquot;.
وقال البشير الذي كان يرتدي الجلابية التقليدية ويعتمر عمامة بيضاء في كلمة نقلها التلفزيون الحكومي من مكتبه quot;اجدد التزامنا بحشد الطاقات لإنفاذ برنامجنا وايدينا وعقولنا مفتوحة لكل القوى العاملة في اطار الدستور للتواصل والتحاور والتشاور لتأسيس شراكة وطنية نواجه بها التحديات، واؤكد المضي في إجراء الاستفتاء في جنوب السودان في موعده المحدد واستكمال سلام دارفورquot;.
وتوجه الرئيس السوداني الذي يتولى الحكم منذ انقلاب 1989، بالشكر الى مؤيديه ومعارضيه بقوله quot;شكرا لكل الذين وقفوا معنا وأيدونا من قطاعات الشعب السوداني كافة وكذلك من لم يؤيدونا ولم يخصم عدم تأييدهم لنا من مواطنتهم شيئا، فرئيس الجمهورية يمارس سلطاته كرئيس للجميع وهو مسؤول عنهم. هذه حقيقة اؤكدها والتزم بها والتزام اعلنهquot;.
وقال quot;ازهو امام اعين العالم بالسلوك الحضاري والراقي والمحترم في انتخابات لم يشبها عنف ولا مصادمات ولا احتكاكات (..) شكري لكل الجماهير في ولايات السودان في الجنوب والشمال والغرب والشرقquot;. واعتبر البشير عملية الاقتراع التي جرت من 11 الى 15 نيسان/ابريل quot;اضخم واعقد انتخابات سودانية منذ الاستقلالquot; في 1956.
وقال quot;انها عملية ضخمة ومكلفة ورغم التحديات الفنية واللوجستية فانها جرت بنزاهة يتشرف بها السودانيون جميعاquot;. كما وجه الشكر quot;للمجتمع الدولي المانح ولكل من ساهم في الدعم العيني والمادي والاداري في انجاز هذه العملية الانتخابيةquot;. وقال ان المراقبين الدوليين والوطنيين الذين شهدوا الانتخابات quot;ادوا مهمة دقيقة لا تستغني عنها اي انتخابات حرة ونزيهة، فتحيّة لهم ولكل الدول ولكل المنظمات والاصدقاء في العالمquot;.
وكان فوز الرئيس السوداني متوقعا بعد انسحاب منافسيه الرئيسين ياسر عرمان، المسلم العلماني الذي ترشح عن الحركة الشعبية لتحرير السودان، والصادق المهدي زعيم حزب الامة الذي اطيح بحكومته المنتخبة في انقلاب عسكري قاده البشير سنة 1989 بدعم من الاسلاميين. وحصل الصادق المهدي على 96 الفا و868 صوتا وحل خامسا في الترتيب بين المرشحين.
وانسحب الصادق المهدي مثل ياسر عرمان بعد طبع بطاقات الانتخابات الرئاسية. واكدت المفوضية القومية للانتخابات مشاركة اكثر من عشرة ملايين ناخب من اصل 16 مليونا مسجلين.
وبعد هذا الفوز الواضح للبشير، يصبح بمقدوره تحدي الغرب والمحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت بحقه في 2009 مذكرة توقيف دولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في اقليم دارفور. وقال نافع علي نافع احد ابرز مساعدي الرئيس السوداني، الاسبوع الماضي اثناء لقاء مع الصحافة الاجنبية، ان اعادة انتخاب البشير quot;ستثبت ان المزاعم بحقه خاطئةquot;.
واضاف quot;ان ذلك سيثبت بلا ادنى شك ان الشعب يرفض مواقف المحكمة الجنائية الدولية (..) وخصوصا اهالي دارفورquot;. ويشهد اقليم دارفور (غرب السودان) منذ سبع سنوات حربا اهلية معقدة خلفت بحسب تقديرات الامم المتحدة 300 الف قتيل، وعشرة آلاف قتيل فقط بحسب السلطات السودانية، اضافة الى 2.7 مليون نازح.
وفاز مرشحو حزب المؤتمر الوطني بالمناصب الثلاثة الرئيسة لحكام ولايات دارفور (غرب وشمال وجنوب) غير ان نسبة كبيرة من النازحين أحجموا عن التسجيل للانتخابات التي لم تشارك سوى نسبة ضئيلة منهم فيها.
وشابت الانتخابات مشكلات تقنية ولوجستية وقاطعها عدد من ابرز الاحزاب المعارضة ما ادى الى زيادة تعقيد عملية التصويت واعلان النتائج. كما اعلن حزبان شاركا فيها هم الاتحادي الديمقراطي والمؤتمر الشعبي رفضهما لنتائجها واتهما حزب المؤتمر الوطني بالتزوير.
واعتبر مراقبو الاتحاد الاوروبي ومؤسسة كارتر الاميركية ان الانتخابات لا ترقى الى quot;المعايير الدوليةquot; واعربوا عن الامل في إدخال تحسينات من قبل سلطات جنوب السودان حيث سجلت العديد من حالات التزوير والضغط على الناخبين، خلال استفتاء كانون الثاني/يناير المقبل. ويخشى ان تعرقل المشاكل التقنية او حالات تزوير مؤكدة اعتراف المجتمع الدولي بدولة جنوب سودانية في حال اختار الجنوبيون الانفصال.
من جانبها أكدت منظمة العفو الدولية ان الانتخابات السودانية شابتها أعمال قمع سياسية وانتهاكات لحقوق الانسان في كافة انحاء البلاد اضافة الى تسجيل مخالفات لوجستية وتقنية. وقالت جورجيت غانيون مديرة منظمة العفو لافريقيا في بيان quot;قلقنا بشأن هذه الانتخابات يتجاوز مسألة المخالفات التقنيةquot;.
واضافت ان quot;القمع السياسي كما انتهاكات حقوق الانسان اديا الى تقويض الطابع الحر والنزيه للاقتراع في السودانquot;. وذكرت المنظمة ومقرها نيويورك كمثال على ذلك اعتقال شابة في ال18 في الخرطوم كانت توزع منشورات تشجع على التصويت ضد الحزب الحاكم. وقالت الشابة لمنظمة العفو quot;احتجزوني في غرفة مظلمة لساعات. وسألوني باستمرار عن الجهة التي طلبت مني توزيع المنشورات والمبلغ المالي الذي دفع ليquot;.
كما اشارت منظمة العفو الى حالات اعتقال تعسفي وترهيب لناخبين واعضاء معارضة او مراقبين للاقتراع في ولايات جنوب السودان المتمتع بحكم شبه ذاتي. ودعت المنظمة السلطات الى فتح تحقيق وملاحقة المسؤولين عن هذه الاعمال.
التعليقات