أحد الجرحى في مستشفى جراء المعارك بين الثوار وقوت القذافي |
يكشف الجرحى والقتلى في ليبيا عن مدى صعوبة وحدة المعارك الدائرة بين الثوار والقوات الموالية لمعمّر القذافي. وتحدث أطباء عن أدلة تشير إلى وقوع laquo;مذابحraquo; في صفوف الثوار وكتائب القذافي في أماكن متفرقة في المدينة.
في وقت لا تزال تتواصل فيه أعمال القتال بين الثوار وبعض القوات الموالية للعقيد الليبي معمّر القذافي، قد لا يكون هناك من هم أفضل من الأطباء الذين شاهدوا بأمّ أعينهم حالات غاية في الصعوبة لجرحى وقتلى، دفعوا ثمناً باهظاً في سبيل نيل حريتهم.
وذكرت صحيفة النيويورك تايمز الأميركية أن أطباء مستشفى طرابلس المركزي، على سبيل المثال، وهم جنود من نوع آخر في مقاومة القذافي على مدار الأشهر الستة الماضية، على دراية تامة بمدى الصعوبة والحدة التي اتسمت بها المعركة ضد القذافي.
ومن خلال طبيعة عملهم التي تستوجب عليهم استقبال القتلى والمصابين، نجحوا في تكوين رؤية خاصة بشأن المداهمات التي قام بها الثوار ذلك الأسبوع للعاصمة طرابلس، وكذلك استمرار مسلسل الخسائر الناجم من أعمال القتال.
لفتت الصحيفة في هذا السياق إلى أن مشرحة المستشفى تعجّ بالجثث، وأن هناك أكثر من 115 جثة لمقاتلين ومواطنين لا تزال مجهولة الهوية. وأوردت الصحيفة عن طبيبين قولهما إن المستشفى عالجت حوالي 500 حالة هذا الأسبوع بعد قدومها متأثرةً بجروح نتيجة الإصابة بأعيرة نارية، في الوقت الذي يكافح فيه الثوار من أجل القضاء على المواليين للقذافي الذين يواصلون القتال على نحو عنيد.
وقال دكتور نبيل باي: quot;لم أغادر المستشفى منذ 6 أيام. وقد نجح القذافي في فرض سيطرته على المستشفى يومي السبت والأحد، لكن سرعان ما تحولت الدفة لمصلحة الثوار يوم الاثنين، لكننا نتلقى الكثير من الحالات كل يومquot;.
وتابعت الصحيفة بتأكيدها أن يوم أمس الخميس ربما كان الأكثر دموية منذ اقتحام الثوار للعاصمة طرابلس قبل ستة أيام. وتحدث الأطباء والمراسلون الصحافيون عن أدلة تشير إلى وقوع مذابح جديدة في صفوف الثوار وكتائب القذافي في أماكن متفرقة في المدينة.
وفي مساعيهم إلى تولي زمام الأمور في طرابلس، تمكن الثوار من تكثيف قواتهم في معركة تسير بناية ببناية في شوارع حي أبو سالم. وفي وقت متأخر من بعد ظهر يوم أمس، تسببت أعمال القتال في ملء مستشفى طرابلس المركزي بالجرحى من المدنيين والمقاتلين.
من مخبئه، طالب العقيد القذافي عبر تسجيل صوتي الليبيين أن يطّهروا طرابلس ممن أسماهم quot;الفئران والصليبيين والكفارquot; - وهي المصطلحات التي يروقه إطلاقها على الثوار وحلفائهم الغربيين. كما قال المتحدث باسم حكومة القذافي، موسى إبراهيم، والمختبئ هو الآخر على ما يبدو، في مقابلة هاتفية مع وكالة quot;الأسوشيتد برسquot;، إن القذافي لا يزال يقود قواته وإنه قادر على تحمّل أي هجوم قد يقوم به الثوار على مدار أسابيع وأشهر وسنوات.
وفي وقت بدأ يكثف فيه الثوار من جهودهم الرامية إلى العثور على القذافي وأبنائه، أكد وزير الدفاع البريطاني، ليام فوكس، أن الناتو يحاول أن يساعد، وهو إذ يحيد في ذلك على ما يبدو عن المهمة الاسمية لقوات الناتو المتعلقة بتوفير الحماية للمدنيين.
وفي إشارة دالة على تزايد الثقة لدى الثوار، ظهر أعضاء المجلس الوطني الانتقالي يوم أمس الخميس في مؤتمر صحافي في العاصمة، طرابلس، ليعلنوا عن أنهم نقلوا عملياتهم بصورة رسمية من مدينة بنغازي، الواقعة في شرق البلاد، إلى طرابلس.
وقال أطباء في مستشفى آخر في طرابلس إنهم استقبلوا جثث 17 رجلاً، يقول شهود عيان، إنهم قُتِلوا من جانب قوات القذافي أثناء اقتحام الثوار لمجمع باب العزيزية يوم الثلاثاء. وأمام القسم الخاص بحالات الطوارئ، أحضر الثوار اثنين على الأقل من جنود القذافي الذين جرحوا في معركة حي أبو سالم، وهو دليل على مدى قرب وشدة أعمال القتال الدائرة هناك.
وقال دكتور عصام بن مسعود، 34 عاماً: quot;عندما اندلعت التظاهرات في البداية خلال شهر شباط/ فبراير الماضي، طالب الأطباء العاملون في المستشفى ناشطي حقوق الإنسان والصحافيين الأجانب بالكشف عن معدل الوفيات الناجم من الحملة القمعية التي يقودها القذافي ضد المتظاهرين. وكان جنود القذافي يقومون بالتجول في المستشفيات من أجل إلقاء القبض على الأشخاص الذين أصيبوا بأعيرة نارية في الاحتجاجات، ولم يظهر كثيرون منهم مرة أخرىquot;.
التعليقات