قبل حوالي سنتين توقعت اقدام ايران وسوريا على تحريك عملائهما لإحراق بيروت، وقيام دويلات : مسيحية، وشيعية، وسنية، درزية... ونحن الان بأنتظار حصول الفصل الثاني من النبؤة وهي ضرب اسرائيل لعملاء ايران.

وأعيد اليكم نص المقالة التي نشرت في ايلاف:

دولة لبنانية مسيحية منفصلة قادمة

GMT 12:00:00 2006 الخميس 17 أغسطس

خضير طاهر


الاحداث الاصعب في لبنان لم تنته بعد وانما أبتدأت فورا بعد وقف اطلاق النار المؤقت، فقد آن الاوان لنشهد تفكيك كيان الدولة اللبنانية الهش الشكلي الذي يحوي في حقيقته عدة دويلات في دولة واحدة لايجمعها شيء من الانسجام والولاء الموحد للوطن، وانما تعيش على مضض لعدم توفر الظروف ومقومات الانفصال وأعلان كل دويلة استقلالها.

يخطيء من يتصور ان حزب الله الارهابي سوف يسلم سلاحه وينصاع لإرادة الدولة اللبنانية ويقبل بالمشاركة السياسية كباقي القوى السياسية، فحزب الله ليس حزبا وطنيا يعمل من أجل مصلحة لبنان، وهو لايمتلك حرية التصرف بسلاحه واتخاذ القرار السياسي، وكما هو معروف ان زمام أموره بيد أيران التي تستخدمه كورقة وجسر لتحقيق أهدافها التوسعية والمساومة في التفاوض على امتلاك السلاح النووي، وعليه فنحن امام مجموعة من المرتزقة والعناصر الارهابية التي تطلق على نفسها اسم حزب الله وهذه الزمرة كيانها ووجودها قائم على التخريب واشعال الحروب والقتل وهي لاتؤمن مطلقا بالسلام والمحبة والاستقرار وبناء وازدهار لبنان.


وعليه فأن الحرب بين اسرائيل وحزب الله ستتجدد قريبا بصورة أكثر ضراوة نتيجة رفض حزب الله تسليم سلاحه والتحول الى الحياة السياسية والقبول بسيادة الدولة والارادة الدولية، وسنشهد هذه المرة ضربة ساحقة توجهها اسرائيل لحزب الله ستكسر ظهره تماما وتجعله يلجأ الى تنفيذ المخطط الشرير الايراني - السوري والاقدام على أخذ الشعب اللبناني كله رهينة ومساومة الدول العربية والدول الكبرى أي سيلجأ حزب الله عندما يرى نفسه قد دمر تماما من جراء الضربات الاسرائيلية الى إشعال الحرب الأهلية مع السنة والدروز والمسيحيين، وسيطلب من العالم وقف الضربات الاسرائيلية الموجهة له مقابل وقف عملياته الوحشية والابادة الجماعية ضد الشعب اللبناني.
وهذا المخطط الجبان هو نفس مخطط ايران التي تهدد بأخذ دول الخليج العربي كرهائن وتدمير حقولها النفطية في حالة تعرضها لضربة أمريكية.

وستكون من نتائج الحرب الاهلية اللبنانية القادمة اعلان قيام الدولة المسيحية اللبنانية التي ستجمع أبناء الديانة المسيحية من مختلف المناطق اللبنانية في معقلهم التاريخي الحالي ويعلنون دولتهم التي تبدو كل الظروف الدولية ملائمة لقيامها، فهي ستحظى بدعم واعتراف دولي غربي، ويوجد فيها طواقم سياسية وعسكرية وادارية جاهزة لإدارتها.

ولو نظرنا بصورة موضوعية وعلى سبيل المثال أنا العربي المسلم الشيعي لا أستطيع تقبل أفكار حزب الله والعيش معهم وأعتبرهم خصومي، لذا علينا مراعاة الفروق والاختلافات النوعية والمزايا التي يتمتع بها المسيحييون من حيث الثقافة والنظرة للحياة الاجتماعية والعقلية السياسية والاوضاع الاقتصادية الجيدة للمسيحيين اللبنانيين فهم يتفوقون على بقية قطاعات الشعب ولهم خصوصية، ومن الظلم ان يعيشوا جنبا الى جنب مع حزب الله الذي يفكر بأقامة جمهورية ولاية الفقيه الاسلامية، بينما المسيحي اللبناني يفكر في الحداثة و الثقافة والتجارة والموسيقى والسينما... وعليه لايوجد شيء مشترك يربطهم مع بقية اللبنانيين ومن حقهم اعلان دولتهم المستقلة.

خضير طاهر

[email protected]