يوم الاربعاء 25 يونيو الماضى انطلق عامل فلسطينى من ابناء القدس الشرقية اسمة حسام دويات ( 30 عاما ) بجرافتة من شارع يافا حيث كان يعمل فى مشروع مد سكة حديد وراح يصدم السيارات فى الشارع مما ادى مقتل ثلاثة اسرائيليين واصابة عشرات اخريين.. ولم يتوقف الشاب الفلسطينى الا بعد ان صعد الى الجرافة رجل بوليس واطلق النار على رأسة فأرداة قتيلا.
وقالت السلطات الاسرائيلية عقب وقوع هذا الحادث البشع ان العامل الفلسطينى لم يكن لة علاقة باى منظمات ارهابية او جماعات متطرفة وادعت انة ربما يكون دافعة للحادث هو الانتقام لفشل علاقتة بيهودية وقضائة عامين فى السجن بتهمة الاغتصاب ولكن ناشط فى مجال حقوق الانسان قال ان حسام تعرض لغرامة كبيرة وامر بهدم منزلة من قبل السلطات الاسرائيلية لا قدامة على بناءة بدون ترخيص. وبعد مرور وقت قصير على وقوع هذا الحادث امرت السلطات الاسرائيلية بهدم منزل حسام بنفس الجرافة التى قتل بها الابرياء عقابا لاسرتة على الجريمة التى ارتكبها وردعا لمن تسولة نفسة بالقيام بمثل هذا العمل الارهابى.
وهذا الحادث الذى وقع لم يكن الاول من نوعة ولا اعتقد انة سوف يكون الاخير طالما استمر هذا المفهوم الخاطىء للسلام بين العرب والاسرائيلين والذى يمكن وصفة بسلام البلدوزر.. وطالما غاب العدل وفقد الانسان البسيط من العرب واليهود الامل فى يوم الغد.
اننى اخشى ان اقول ان السلام القائم حاليا بين اسرائيل والفلسطنيين وبعض الدول العربية ليس سلاما نابعا من القلب او سلاما قائما عن قناعة ورغبة حقيقة وانما هو سلام زائف وقتى مؤقت لزوم الضرورة والحاجة والمصلحة... ليس سلاما حقيقيا لمد جسور المودة والتفاهم والمحبة والعيش فى هدوء وسلام واستقرار وتعاون من اجل بناء حياة كريمة لشعوب المنطقة ومستقبل افضل للاجيال القادمة.


اذكر عندما وقعت مصر معاهدة السلام مع اسرائيل فى عام 1978 ان خرج مئات الالوف من ابناء شعب مصر الى شوارع العاصمة معبرين عن فرحتهم وسعادتهم البالغة بالتوصل الى سلام مع اسرائيل ووضع نهاية للحروب وسفك الدماء. خرج المصريون وقتها الى الشوارع لتصورهم ان السلام مع اسرائيل سوف يقود سريعا الى رفع المتاعب والمعاناة عنهم ويوفر لهم الوظائف والمساكن والخدمات الضرورية من تعليم وعلاج وطرق ومواصلات لهم ولاولادهم.


ولكن للاسف حتى الان لم يقود السلام بين مصر واسرائيل الى تحسن كبير فى مستوى معيشة الغالبية العظمى من المصريين او وضع نهاية لمعاناتهم وانما ظل الوضع على ما هو علية وذلك لعشرات الاسباب من اهمها غموض وعدم وضوح موقف الرئيس مبارك من معاهدة السلام مع اسرائيل بدليل انة لم يزر اسرائيل مرة واحدة منذ تولى حكم مصر باستثناء المرة التى ذهب فيها للتعزية فى وفاة اسحق رابين بينما زار كبار المسئولين الاسرائيلين القاهرة مئات المرات !!!


وكما هو حال العلاقات بين المصريين والاسرائيليين فايضا لم تقود عشرات الاتفاقيات والتفاهمات التى وقعت بين الاسرائيلين والفلسطنيين وبمساعدة اطراف دولية عديدة الى سلام حقيقى بعد وانما كان ولا يزال سلاما اشبة بالهدنة المؤقتة لمجرد التقاط الانفاس ثم مواصلة القتال والحروب لهزيمة الطرف الاخر وزالتة من الوجود وخريطة العالم !! لقد ظل الفلسطنيين على عنادهم واصرارهم على ازالة اسرائيل من الوجود حتى لو كلفهم هذا الامر اخر رجل وامراة وطفل وطفلة فلسطنية وبالمقابل لا يزال الاسرائيليين يرفضون اعطاء الفلسطنيين اراضيهم المحتلة وحقوقهم المغتصبة مما شجع على تطرف بعض الفلسطنيين ولجؤهم لوسائل غير مقبولة لاستراد حقوقهم.


اننى عندما اقرأ فى الصحف المصرية على سبيل الذكر الدعوة الى مقاطعة فلان او محاكمة علان لانة زار اسرائيل او ينوى القيام بزيارتها او ينادى بالسلام مع اليهود اشعر بخيبة امل كبيرة لانة كان من المفروض بعد اكثر من ربع قرن من الزمان على توقيع معاهذة السلام ان يكون السلام بين شعب مصر وشعوب المنطقة واسرائيل واقع حقيقى يعيشة الناس يوميا ويتمتعون بفوائدة وثمارة.
ان سلام البلدوزر القائم حاليا بين العرب واسرائيل لابد من وضع نهاية سريعة لة والتوصل الى سلام حقيقى صادق بين جميع الاطراف يقوم على اساس اعطاء الفلسطنيين حقوقهم واراضيهم المغتصبة والاعتراف بوجود الاخر والتعايش بسلام بين الجميع والابتعاد عن الارهاب والتطرف تماما.


ترى هل اطلب المستحيل ؟؟ وهل سوف اعيش حتى ارى السلام بين مصر واسرائيل وبقية دول وشعوب المنطقة واقعا حقيقيا يعيشة الجميع ويتمتعون بة ؟؟

صبحى فؤاد
استراليا
الثلاثاء 8 يوليو 2008