الهدف منها سياسي لضرب موسم السياحة
ظاهرة سرقة السيارات في لبنان تشكل مصدر قلق اضافي

ريما زهار من بيروت: تقول رولا انها تعرضت لسرقة سيارتها عندما كانت مركونة في مستديرة الطيونة في بيروت، عند الساعة ال12 ظهرًا من ذلك اليوم، في مكان ليس ببعيد عن عملها ربما لا يتجاوز ال100 متر، وعندما عادت لتفقدها بعد الانتهاء من عملها لم تجدها، وبقيت تبحث دون جدوى، والبعض قال لها ربما تكون هناك مخالفة في ركن السيارة لذلك قد تكون سُحبت من قبل الدرك، ولكن اتضح في ما بعد انها مسروقة، بعد مراجعة قسم الدرك وهناك قالوا لها إن ما يقارب ال500 سيارة تمت سرقتها في المنطقة، وفي مفرزة الدرك أبلغت عن مواصفات السيارة ونوعها ولونها وباسم من مسجلة، وبعد 3 اسابيع اتصلوا من مفرزة الدرك وابلغوها بوجود السيارة في الطيونة وعندما استلمتها كانت في حال تعيسة، ومسروقة منها كل التجهيزات.

قصة رولا تشبه الكثير من القصص في لبنان، حيث درجت في الآونة الاخيرة سرقة السيارات في لبنان حتى في وضح النهار، والبعض رجّح الامر الى إمعان في ضرب اندفاع وزير الداخلية والبلديات زياد بارود الذي اظهر جهدًا واندفاعًا كبيرين خلال إجراء الانتخابات النيابية الاخيرة في لبنان.
وهكذا لا يمر يوم في لبنان دون أن تتحدث وسائل الاعلام عن سرقة سيارات، ضمن سيناريوهات مخيفة يتعرض فيها المسروق الى الضرب والاساءة، وخلال الاسبوع الماضي تمت 3 سرقات وجرت ملاحقتها وكان اهمها سرقة تلاميذ الجامعة الاميركية في بيروت في بلدة ميروبا في كسروان من قبل جهات مسلحة وسرقت منهم سياراتهم بعدما تعرضوا للاهانة والتعذيب.

وهناك امر شبه مؤكد وهو ان هذه الظاهرة التي كانت نوعًا ما خجولة في الماضي اخذت بعدًا كبيرًا اليوم مع حلول الصيف وبدء الموسم السياحي في لبنان، مع وصول السياح من كل اصقاع العالم الى لبنان، وباتت السيارات المستهدفة معروفة وهي جيبات الX5، والX3، وبعض السيارات الفخمة كالليكسوس والانفينيتي والرانج روفر وغيرها، وهذه كلها اصبحت اليوم هدف سرقة في مختلف المناطق اللبنانية، ومن المؤكد ان قوى الامن وحماية المواطن قامت بدورها في معظم الاحيان لاستعادة تلك السيارات المسروقة، وكانت نتائجها جيدة، فقد تم ايقاف 6 سارقين خلال الاسبوعين الاخيرين وهم في معظمهم حديثو السن لا تتجاوز اعمارهم ال23 سنة، ولكل منهم ملف قضائي وإجرامي في مختلف القضايا، وبعضهم قاموا حتى بعمليات اغتصاب عدة لم يُبلغ عنها، وكلهم قاموا بسرقة السيارات تحت تأثير المخدرات، كما افادت التحقيقات.

اهداف سياسية

بعدما كانت قوى الامن في لبنان متهمة بالتقصير في مجال ملاحقة سارقي السيارات، تقوم اليوم بكل جهدها لإثبات دور فاعل في هذا المجال، واعادة ثقة المواطن اللبناني بها، ويقول مصدر مطلع لايلاف ان الكادر البشري لقوى الامن اليوم هو من عناصر الشباب المدربين تحت اشراف خبراء من الغرب، ولديهم معلومات عن احدث التقنيات المستعملة في هذا المجال، وهذا الكادر يعمل بجهد كبير في هذا المجال اعتقادًا منه ان الجميع مستهدف وقد تكون عائلاتهم مستهدفة ايضًا، والسؤال اليوم لماذا عودة هذه الظاهرة بقوة خصوصًا مع بدء الموسم السياحي في لبنان؟ يقول المصدر ان هؤلاء قد يحتاجون الى الاموال وقد يكونون فقراء لكن الغاية من هذه السرقات اكبر بكثير من ذلك وهي تستهدف السياحة في لبنان ولها مبررات سياسية، فالمعروف ان لبنان سيستقبل مليوني سائح، هذا العام والانظار كلها موجهة اليه لاستقطاب المزيد وكلها امور تساهم في غنى خزينة الدولة والنهوض بلبنان من جديد، لكن بعض من لا يريدون الخير للبنان يعملون على تشويه صورته خارجيًا، كي يقل عدد السياح ويعود لبنان الى وضعه المأسوي.