جيل الحداثة السعودية يفقد أحد رموزه ومؤسسيه
رحيل الكاتب والأديب السعودي عبدالله نور

فهد سعود من الرياض: فقدت الحركة الحداثية، كما فقدت الصحافة رمزا من رموز الرعيل الأول في الصحافه والأدب السعودي اليوم، بوفاة الكاتب الكبير عبد الله نور الذي قضى عن 75 عاما، كرسها للقلم والأدب ودنيا الإعلام، بوصفه احد أهم عرابي الحداثة ومؤسسيها في ستينات القرن الماضي.

وقدم الأديب الراحل عبد الله نور كُتاباً حداثيين كُثر، حين مهد رحمه الله لهم سبل الوصول إلى الناس وإحداث التغيير في أوساط الإبداع السعودي متحديا بذلك الكثير من المعتقدات القديمة التي حاول روادها في الأدب والإعلام إيقاف الحركة الحداثية التي قادها أديبنا الراحل.

إلا أن العزيمة التي اشتهر بها نور قد سهلت له الكثير من الصعاب التي واجهت بدايات عصر الانفتاح الإعلامي والأدبي الذي ميز أساليب الحداثيين تحت قيادته وشخصيته، والذي تسبب عليه شخصيا بالكثير من المشاكل والعوائق في مسيرته وخصوصا بعد تناوله للكثير من المفاهيم والأمور السياسية.

كما ساهم عبدالله نور في إنشاء العديد من المرافق والمنابر الاعلاميه المختلفة، أشهرها مجلة (اليمامه) السعودية، التي يعتبر أحد مؤسسيها مع الشيخ حمد الجاسر.

ويستفيد العديدون اليوم من دراساته وأبحاثه اللغوية التي خدمت وتخدم قطاع الصحافة والأدب حتى اليوم، كما تعتبره العديد من قنوات الإعلام أفضل من قدم الشعر الحداثي الحر، و له إسهامات عديدة في الكثير من المجلات والصحف السعودية، إلا انه في أواخر أيامه اعتزل الأضواء والكتابة وبقي منطويا على نفسه، بعيداً عن الناس، حتى وفاته رحمه الله .وتعتبر جريدة الجزيرة هي أخر الصحف التي كتب لها الراحل.

وولد عبدالله نور في مدينة مكة المكرمة، ثم انتقل إلى ربع العاصمة الرياض، التي شهدت نضوجه الأدبي والفكري وكانت الإنطلاقه الحقيقية له في دنيا الصحافة والأدب وهو خريج المعهد العلمي.

وللمرحوم عدة مطبوعات أديبة لم ترى النور، ولكنها موجودة عند الكثير من المقربين وعشاق أدب الكاتب وفنه، ومنها الراية الخضراء، وبيارق السعودية وحكاية الرياض القديمة وغيرها.

وللرياضة حضور في حياة الراحل، حيث لعب فترة من الزمن في نادي الرياض الذي يتخذ من العاصمة السعودية مقراً له، (حينما كان اسمه الأهلي)، ولكنه لم يستمر طويلاً في هذا المجال بعد أن خطفة سحر الأدب ورواده قبل أن يتوفاه الله اليوم.