اسلام أباد، نيويورك (الامم المتحدة): قال مساعد لزعيمة المعارضة الباكستانية بينظير بوتو يوم السبت إنها ستتحدى الرئيس الباكستاني برويز مشرف وستمضي قدما في تنظيم إجتماع حاشد مؤيد للديمقراطية الأسبوع الحالي في الوقت الذي دعت فيه واشنطن باكستان إلى إنهاء حالة الطوارئ. وتعتزم بوتو قيادة موكب من لاهور الى العاصمة اسلام أباد يوم الثلاثاء. وكانت بوتو منعت يوم الجمعة من مغادرة منزلها حتى لا تقود احتجاجا في بلدة روالبندي. وحافظت الشرطة على تواجد أمني قوي عند مقر بوتو في اسلام أباد في وقت مبكر من صباح يوم السبت بأسلاك شائكة وحواجز خرسانية.

وشاركت بوتو اليوم في تظاهرة نظمها صحافيون ضد فرض حالة الطوارئ في البلاد. وقالت بوتو امام الحشود quot;جئت الى هنا للتعبير عن تضامني معكم. ادين هذه القيودquot;، في اشارة الى الاجراءات التي فرضها الرئيس الباكستاني برويز مشرف على وسائل الاعلام. وشكل ظهور بوتو في التجمع في وسط اسلام اباد مفاجأة حين خرجت من سيارتها المصفحة لالقاء كلمة امام حوالى مئتي صحافي.

وكان مشرف أعلن حالة الطوارئ في البلاد ما أثار مخاوف المستثمرين الاجانب والسوق المحلية كما جرى اعتقال الالاف من معارضي مشرف. وغادرت بوتو وهي السياسية الاكثر قدرة على حشد احتجاجات ضخمة مقرها يوم السبت قائلة إنها ستذهب للاجتماع مع جماعات المجتمع المدني. ومن المقرر أن تلتقي دبلوماسيين أجانب في وقت لاحق من السبت. وقالت بوتو للصحافيين أثناء مغادرة مقرها في سيارة لاند كروزر مقاومة للرصاص بيضاء اللون quot;أشكر المجتمع الدولي لوقوفه الى جانب الشعب الباكستاني ودعم الطموحات الديمقراطية للشعب ولاجراء الانتخابات في موعدها.quot; وأضافت أنها ستتوجه الى لاهور يوم الاحد حيث من المقرر أن ينطلق موكبها متجها الى اسلام أباد في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) .

وصاحت بوتو موجهة حديثها الى أنصارها عبر حاجز من الاسلاك الشائكة يوم الجمعة بينما استخدمت الشرطة هراوات وغازات مسيلة للدموع لتفرقة احتجاجات صغيرة في عدة أجزاء في البلاد quot;اذا أعاد (مشرف) العمل بالدستور وخلع زيه العسكري وترك منصب قائد الجيش وأعلن اجراء الانتخابات بحلول 15 يناير فهذا أمر طيب.quot; وكان مشرف قال ان الانتخابات العامة ستجرى في 15 فبراير شباط أي بعد نحو شهر من موعدها المقرر. وأفاد أيضا بأنه سيستقيل من منصبه كقائد للجيش وسيؤدي اليمين كرئيس مدني بمجرد أن يبت القضاة الجدد الذين جرى تعيينهم في المحكمة العليا في شرعية اعادة انتخابه الشهر الماضي رئيسا للبلاد بينما لا يزال قائدا للجيش.

ويقول مسؤولون ان من المرجح ألا يطيل مشرف حالة الطوارئ المعلنة في البلاد. وتابع المدعي العام مالك عبد القيوم quot;ستنتهي حالة الطوارئ خلال شهر أو شهرين. الامر كله يعتمد على وضع النظام والامن. اذا عادا لطبيعتهما سترفع حالة الطوارئ.quot; وكانت بوتو تجري محادثات مع مشرف منذ أشهر بخصوص اقتسام السلطة ويقول محللون سياسيون ان التعاون بين الاثنين والذي وصفته الولايات المتحدة من قبل بأنه مشجع ما زال ممكنا.

وواصلت الولايات المتحدة الضغط على مشرف الذي تولى السلطة في انقلاب سلمي عام 1999 ويعد حليفا وثيقا لواشنطن في الحرب ضد تنظيم القاعدة وحركة طالبان وطالبت بإنهاء حالة الطوارئ التي فرضها مشرف قبل أسبوع متعللا بنظام قضائي مناوئ وتزايد التشدد في البلاد. وقال جوردون جوندرو المتحدث باسم مجلس الامن القومي التابع للبيت الابيض quot; تتطلب الانتخابات الحرة والنزيهة رفع حالة الطوارئ.quot; وأضاف أن الولايات المتحدة دعت أيضا الى الافراج عن أعضاء الاحزاب السياسية والمحتجين سلميا الذين جرى احتجازهم.

وكان الرئيس الاميركي جورج بوش قال ان مشرف لا يمكنه أن يكون قائدا للجيش ورئيسا في الوقت نفسه. الا أن العديد من الباكستانيين يشكون في أن مشرف سيلتزم بتعهده ويقولون ان الاستقالة من منصب قائد الجيش ستقوض سلطاته في البلاد التي تتمتع بقدرة نووية. وقالت راضية أحمد وهي ربة منزل تبلغ من العمر 40 عاما أثناء التسوق في مخبز في اسلام أباد quot;كل تصريحاته تهدف للسيطرة على الوضع الداخلي وغش الغرب كما يفعل دائما... لماذا يستقيل..quot;

وصرح روبرت غيتس وزير الدفاع الاميركي يوم الجمعة بأنه يشعر بالقلق أن تصرف اضطرابات باكستان اهتمام القوات الباكستانية التي تقاتل اسلاميين في المناطق القبلية الواقعة على الحدود مع أفغانستان وهي منطقة يعتقد أن أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة يختبئ بها. وبعد فرض حالة الطوارئ وتعليق العمل بالدستور أقال مشرف معظم القضاة في البلاد ووضع مسؤولين كبارا وبينهم كبير القضاة السابق افتخار تشودري رهن الاقامة الجبرية.

وأعطى أوامره أيضا بالقبض على الاف من المعارضين والمحامين الذين يحتجون ضد اقالة تشودري. وذكر متحدث باسم وزارة الداخلية أن 2500 فرد اعتقلوا منذ اعلان حالة الطوارئ رغم أن حزب الشعب الباكستاني الذي تتزعمه بوتو يقول ان خمسة الاف من نشطاء الحزب اعتقلوا خلال الايام القليلة المنصرمة.

بولتون يدعو الى تقديم دعم كامل لمشرف

بدوره تساءل السفير الاميركي السابق في الامم المتحدة جون بولتون عن مدى الحاجة الى إجراء انتخابات في باكستان ودعا الى تقديم دعم كامل لمشرف على امل ضمان امن الاسلحة النووية لهذا البلد. وقال بولتون لصحافيين ان quot;السؤال المطروح هو ما هي السياسة التي تنطوي على اكبر فرص لمنع وصول اسلحة (نووية) الى ايد خاطئة؟quot;. واضاف quot;اعتقد حاليا ان الجواب هو تقديم الدعم لمشرفquot;.

ورأى بولتون ان ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش quot;ساهمت الى حد ما في غياب الاستقرار (حاليا في باكستان) بامتناعها عن تقديم دعم كامل لمشرفquot;. وتابع السفير السابق الذي استقال من هذا المنصب في كانون الاول/ديسمبر الماضي ان النقطة الثانية تتعلق بالضغوط لإجراء انتخابات في باكستان. وقال quot;دفعنا باتجاه اجراء انتخابات في الاراضي الفلسطينية ففازت حركة حماسquot;. واضاف ان quot;قراءة لتاريخ باكستان لا تسمح بالاعتقاد ان قائدا مدنيا يمكنه ابقاء العسكريين تحت سيطرته وضمان امن الاسلحة النوويةquot;.

ورأى بولتون ان quot;المصلحة الاستراتيجية الاميركية العليا هي التأكد من بقاء الاسلحة النووية الباكستانية تحت قيادة ومراقبة آمنةquot;، محذرا من خطر وقوع انقلاب قد يقوم به متطرفون اسلاميون او من اغتيال مشرف. كما حذر من حدوث quot;حالة فوضى بعد محاولة انقلاب ينهار فيها النظام العسكري ويفقد العسكريون القيادة والاشراف على بعض الاسلحة (النووية) التي يمكن ان تصل الى (تنظيم) القاعدةquot;. وبولتون الذي يعمل حاليا في المعهد الفكري الاميركي اميركان انتربرايز اينستيتوتquot;، عاد الى مقر الامم المتحدة الجمعة لتقديم كتابه quot;الاستسلام ليس خياراquot;. ويتضمن الكتاب الذي يقع في 456 صفحة يومياته عندما كان سفيرا لبلاده في الامم المتحدة.