إسلام أباد: منعت السلطات الباكستانية رئيسة الوزراء السابقة، بنظير بوتو من السفر إلى إمارة دبي الخميس في رحلة تستغرق أربعة أيام، وفقاً لما ذكره أحد المسؤولين في حزبها. وقال المتحدث باسم حزب الشعب الباكستاني، فرح عطالله بابر: quot;إنهم (السلطات) تطرقوا إلى مشكلة توثيقية، وكان علينا أن نسويها.quot; وأوضح بابر أن quot;بوتو مازالت في المطار، وأنها لم تقرر بعد ما إذا كانت ستتجه إلى دبي الجمعة أم أن المشكلة ستحل اليوم (الخميس)quot;.

وسبق أن حاولت بوتو العودة إلى دبي في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني لزيارة أسرتها، التي لم ترها منذ الثامن عشر من أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، تاريخ عودتها إلى باكستان بعد نفي قسري استمر ثماني سنوات أمضتها بين بريطانيا ودولة الإمارات.

وكان من المفترض أن تغادر بوتو إلى دبي الأربعاء، إلا أنها أرجأت الرحلة بشكل فجائي بعد أن نصحها أحد مسؤولي الحزب الرفيعين بعدم القيام بذلك، لافتا إلى مخاوف سياسية.

يشار أن السلطات الباكستانية كانت قد فرضت على الزعيمة المعارضة الإقامة الجبرية، غير أنها قررت رفعهالاحقاً.

وغادرت المئات من عناصر الشرطة التي كانت تطوّق منزل بوتو المنطقة فيما ظلّ عدد صغير منها في مواقعه التي كان يوجد فيها قبل قرار فرض الإقامة الجبرية.

وقبل ذلك، لجأت الشرطة الباكستانية الجمعة، إلى القنابل المسيلة للدموع والهراوات في محاولاتها لتفريق مظاهرة حاشدة للمعارضة الباكستانية، حيث نزل أنصارها إلى شوارع أكثر من مدينة في البلاد في تحد لسياسات الرئيس برويز مشرف وفرض حالة الطوارئ في البلاد.

يذكر أن بوتو عادت إلى بلدها في الثامن عشر من أكتوبر/تشرين الأول، بعد أن قضت نحو ثماني سنوات في منفى اختياري، في خطوة قد تعيدها مرة أخرى إلى رئاسة الحكومة، في ضوء تقارير تفيد بأنها عقدت اتفاقاً لتقاسم السلطة مع الرئيس برويز مشرف.

وفرضت السلطات الباكستانية إجراءات أمنية مشددة في مدينة quot;كراتشيquot; التي اختارتها بوتو كمحطة لعودتها إلى وطنها، فيما تجمع ما يقرب من مليون شخص من مؤيدي زعيمة حزب quot;الشعبquot; المعارض، في انتظار وصولها.

ولقي ما لا يقل عن 136 شخصاً مصرعهم وأصيب أكثر من 387 آخرين، في هجوم استهدف موكبها، أثناء احتفالها وسط مئات الآلاف من أنصارها بعودتها إلى وطنها.

ووقع الهجوم بعد قليل من منتصف الليلة الماضية، بينما موكب رئيسة الوزراء السابقة يشق طريقه بين المحتفلين بعودتها، في مدينة كراتشي، إلا أن بوتو التي كانت تستقل حافلة مصفحة لم تصب بسوء جراء الهجوم، الذي رجحت السلطات الباكستانية أنه ناجم عن تفجير انتحاري.