واشنطن: إتهم مسؤول ديمقراطي بارز الإدارة الاميركية، بالتلاعب في تقرير العراق المتوقع صدوره الأسبوع المقبل، وقبيل أيام من شهادة قائد القوات الأميركية في العراق، الجنرال ديفيد بتريوس، أمام الكونغرس بشأن مدى فعالية زيادة القوات الأمييركية التي أرسلها جورج بوش إلى هناك، عقب صراع مرير مع الديمقراطيين.

وقال السيناتور ديك ديربن، ثاني أعلى مسؤول في مجلس الشيوخ، الجمعة: quot;عبر التلاعب بحذر في الإحصائيات، تقرير بوش-بتريوس سيسعي لإرغامنا على أن العنف في العراق في تراجع، وأن زيادة القوات الاميركية هناك فعالةquot;.

وكشف ديربن، أحد منتقدي الحرب على العراق، عن مراسلات له مع موظفين مدنيين يعملون على جمع البيانات، وكتابة مقاطع من النتائج التي سيتضمنها التقرير. وأضاف قائلاً في هذا الصدد: quot;أراسل بعضهم يوميًا تقريبًا، عندما يرسلون بتقرير غير مرض عن أشياء تحدث في بغداد، يذكرهم رؤسائهم أن ذلك غير مقبول: نحن بحاجة إلى تقرير إيجابي - فيعيدونها مجددًا للتنقيح.. هذه حقيقة الآنquot;.

ومن المقرر أن يدلي الجنرال بتريوس بشهادته الأسبوع القادم، حول مدى التقدم الأمني الذي أحرزه زيادة القوات الاميركية في العراق بـ30 ألف جندي في فبراير/ شباط الماضي.وبدأ الديمقراطيون في الكونغرس الاميركي مؤخرًا في تنسيق جهودهم في إطار محاولة للتصدي لتأثير التقرير، الذي قد يقوض مساعيهم لإقناع الجمهوريين للتصويت إلى جانبهم لسحب القوات الاميركية من العراق.

وأثار زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ هاري ريد الجمعة تساؤلات حول مصداقية قائد القوات الاميركية في العراق. وعلّق قائلاً في هذا السياق: quot;أدلى بعدد من التصريحات خلال السنوات القليلة الماضية التي ثبت عدم دقتها، أعتقد أن هذا الرجل الصالح - الجنرال بتريوس - سيقدم لنا ما يعتقد أنه الصواب في التقرير، الذي لم يعد تقريره بل للرئيس جورج بوشquot;.

ورد مسؤول جمهوري على مساعي الديمقراطيين قائلاً: quot;أعتقد أنها محاولة للتشكيك في مصداقية الشاهد، المشكلة تكمن في أن تقديرات بتريوس تفوق بأربعة مرات تلك العائدة للديمقراطيين بالكونغرسquot;.

ويشكك ديربن في الأرقام التي سيتضمنها تقرير بتريوس حول عدد ضحايا العنف الطائفي الذي يضرب العراق، والذي تشير الإحصائيات إلى تراجعه خلال الشهور القليلة الأخيرة. إلا أن رئيس مكتب المحاسبة الاميركي، ديفيد وولكر، أثار بدوره تساؤلات خلال شهادته الجمعة أمام لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ، حول كيفية تجميع تلك الإحصائيات.

وقال وولكر إنه quot;غير مرتاحquot; إلى المنهج المتبع في إحصاء قتلى العراق وكيفية تصنيف القتل كجريمة جنائية أو في إطار التصفيات الطائفية. quot;وشرح قائلاً quot;إذا عثر على جثة بطلق ناري من الإمام يتم تصنيفها كجريمة اعتيادية، أما إذا كان الجرح من الخلف فتدرج كعنف طائفي!!.quot;

وأضاف قائلاً إنه quot;يتوقع تمامًاquot; أن يعكس النهج المتبع حاليًا في إحصاء القتلى تراجعًا في معدلات العنف الطائفي. وأضاف أن قوات التحالف في العراق، التي يقودها بتريوس، هي التي تحفظ تلك الإحصائيات، مشيرًا إلى طابع السرية الذي يغلف النهج المتبع في عمليات إحصاء القتلى.

وطالب وولكر في شهادته أعضاء مجلس الشيوخ الضغط للمطالبة بالكشف علانية عن تلك المعلومات.وكان الرئيس الاميركي قد دفع بـ30 ألف جندي إضافي للانضمام إلى قواته البالغة 130 ألف جندي في العراق في إطار إستراتيجية جديدة لكبح العنف الطائفي الجامح لإتاحة الوقت أمام القيادات العراقية للتوصل إلى تسوية سياسية، وسط معارضة الديمقراطيين القوية للخطوة.