فالح الحمراني من موسكو، وكالات: قالت مصادر مطلعة ان قضية تشديد العقوبات الدولية ضد ايران ستكون في صدارة القضايا التي سيبحثها وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير اليوم بموسكو مع نظيره الروسي سيرغي لافروف.وكان كوشنر قد وصل الاثنين موسكو في اول زيارته منذ تعينه وزيرا للخارجية القرنسية. وافادت تلك المصادر ان مباحثات كوشنير ـ لافروف ستولي اهمية كبيرة لمسالة تبني مجلس الامن قرارا جديدا يقضي بتشديد العقوبات على ايران لارغام طهران على وقف اعمال تخصيب اليورانيوم.وتدعو فرنسا الى ان يكون القرار في اطار الامم المتحدة، ولاتستبعد ايضا ان ينظر الاتحاد الاوروبي في فرض عقوبات اضافية على ايران.وكان كوشنير قد اكد عشية وصوله لموسكو ان على فرنسا التحضير لخيار الحرب مع ايران. وقال quot; ان علينا الاستعداد لاسوء الاحتمالات. وان الحرب هي الاسوءquot;.

واشارت سفارة فرنسا بموسكو الى ان مباحثات لافروف ـ كوشنير سوف تتناول ايضا الوضع في الشرق الاوسط وقضية كوسوفو وعلاقات الاتحاد الاوروبي بروسيا وقضايا الامن الاوروبي والدول، على خلفية نشر اجزاء الدرع الصاروخي الامريكي ببولندا وتشيكيا والتحضير لزيارة الرئيس الفرنسي لموسكو. وتندرج في جدول اعمال المباحثات الفرنسية ـ الروسية افاق تعزيز العلاقات الثنائية وفقا لرغبة الرئيس نيكولاي ساركوزي الرامية الى اقامة الشراكة مع موسكو على اساس نتائج ملموسة سواء في مجال التعاون الاقتصادي ام الحوار السياسي.ومن المرتقب ان يلتقي برنار كوشنير في موسكو ايضا بممثلي المجتمع المدني الروسي والمنظمات غير الحكومية الفرنسية التي تنشط في روسيا في مجال دولة القانون.وستتناول هذه اللقاءات قضايا حقوق الانسان واحترام الملكية الخاصة وحرية الصحافة. كما اشارت السفارة الفرنسية بالعاصمة الروسية.

ومن المرتقب ان يبحث كوشير مع نظيره الروسي الاعداد لزيارة الرئيس الفرنسي نيقولاي ساركوزي الاولى لموسكو المقررة في تشرين اول ( اكتوبر ) المقبل، تلبية لدعوة الرئيس فلاديمير بوتين لنظيره الفرنسي التي قدمها له اثناء لقائهما على هامش قمة الثماني الكبار التي عقدت الصيف الماضي بالمانيا.

وكان المراقبون قد توقعوا بان رياح باردة ستهب على اجواء العلاقات بين موسكو وباريس بعد فوز ساركوزي بالانتخابات الرئاسية. ورغم ان الرئيس الفرنسي مازال يواصل انتقاد بعض جوانب سياسة الرئيس بوتين الا انه يحرص على تطوير العلاقات مع روسيا خاصة في المجال الاقتصادي.ولاحظ مراقبون ان اجواء ودية سادت اول لقاء بين وساركوزي وبوتين في المانيا.

وأوضح متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية أن الوزير الفرنسي سيلفت نظر الوزير الروسي إلى وجوب تبني مجلس الأمن الدولي لقرار جديد يطالب بتشديد العقوبات ضد إيران من أجل إرغام طهران على إيقاف تخصيب اليورانيوم. وقال كوشنير على شبكة التلفزيون قبل أن يبدأ زيارته لروسيا إن الأزمة المتعلقة بالملف النووي الإيراني تنذر بحدوث quot;ما هو الأسوأquot; أي quot;الحربquot;.

ومن جانبه قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي كيسلاك في تصريح لـquot;نوفوستيquot; إن روسيا تؤيد إستراتيجية الدول الكبرى الست (بما فيها روسيا) والتي تهدف إلى حل المسائل الخاصة بالملف النووي الإيراني ومواصلة المحادثات بهذا الشأن، مشيرا إلى أن تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية شهد تطورا في الفترة الأخيرة.

وقد قالت وزارة الخارجية الايرانية ان تصريحات كوشنر اضرت بمصداقية فرنسا، اما وكالة الانباء الايرانية الرسمية (ارنا) فقد قالت ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي quot;يسعى الى تقليد البيت الابيض، مع استخدام لغة اكثر تشددا واكثر اشتعالا واقل منطقيةquot;. وكان كوشنر قد صرح على نحو اعتبره مراقبون بالمفاجئ، بالقول: quot;علينا أن نستعد للأسوأ، والأسوأ هو الحرب.quot;

وقال كوشنر ينبغي الاستمرار على مسار المفاوضات quot;إلى نهايتهquot;، لكن حصول الإيرانيين على سلاح نووي سيكون quot;خطرا حقيقيا على العالم بأسره.quot; وقال كوشنر كذلك إنه طُلب من كبريات الشركات الفرنسية عدم السعي إلى اقامة علاقات تجارية مع إيران. وقال كذلك إن فرنسا تريد أن يُعد الاتحاد الأوروبي إجراءات عقابية ضد إيران. واضاف الوزير الفرنسي quot;لقد قررنا أن نُعد - بموازاة مع المفاوضات -مجموعة من الإجراءات العقابية، بخلاف العقوبات الدولية. لقد اقترح ذلك أصدقاؤنا الألمان.quot;

ومن جانب آخر افتتح في العاصمة النمساوية فيينا الاثنين مؤتمر الدول الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حيث كان على رأس اجندته مناقشات حول برنامج ايران النووي. وقال محمد البرادعي مدير الوكالة في مؤتمر صحفي عقب اجتماعاتها انه لا يرى خطرا واضحا في الوقت الحاضر فيما يخص البرنامج النووي الايراني، وان الحديث عن استخدام القوة في هذا الوقت ربما يكون له quot;نتائج عكسيةquot;. واضاف البرادعي ان الاتفاق بين طهران والوكالة، والذي يقضي باجابة طهران على مجموعة من التساؤلات حول انشطتها النووية السابقة، يمثل خطوة هامة في التعاون بين الجانبين. وشدد البرادعي على ان اللجوء للقوة يجب ان يكون quot;الملاذ الاخيرquot;. وتعرض البرادعي للنقد من جانب واشنطن بعد أن دعا إلى تجاوز المسائل المتعلقة بأنشطة إيران النووية في الماضي.

نجاد لا يأخذ بجدية تصريحات كوشنير

في المقابل صرح الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الثلاثاء انه لا ينظر quot;بجدية الى تصريحاتquot; وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الذي حذر من نشوب quot;حربquot; مع ايران في حال لم تأت العقوبات المفروضة على برنامج ايران النووي بنتيجة. وقال احمدي نجاد للصحافيين بعد القاء كلمة في البرلمان quot;اننا لا ننظر الى هذه التصريحات بجدية. التعليقات الاعلامية مختلفة عن المواقف الحقيقيةquot;. وهو اول رد فعل علني يصدر عن الرئيس الايراني على تحذيرات كوشنير.