وسط خشية المواطنين من إرباك مجرى حياتهم
الفلسطينيون والإسرائيليون يتأهبون لزيارة بوش غداً
خلف خلف من رام الله:
رغم ما تحمله زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش من أمنيات وتكهنات للقسم الأكبر من الفلسطينيين، وتحفظات ورفض من بعضهم إلا أنها على أي حال ستزيد حياتهم تأزماً. فجميع المواطنين ستطالهم الزيارة بشكل أو بآخر، وبخاصة سكان مدينة رام الله، المدينة المقرر أن يعقد فيها اجتماع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) والرئيس بوش. ويخشى المواطنون أن يعلقوا لساعات في طوابير التفتيش والتدقيق التي ستقام في شوارع المدينة، بينما قد يحرم بعض الموظفين من الوصول لمكان عمله في التوقيت المناسب، بينما سيُمنع السير في شوارع وأحياء معينة من المدن التي قد تشملها الزيارة.
وأفادت مصادر فلسطينية اليوم الثلاثاء أن أربعين ألفاً من رجال الأمن الفلسطينيين سينتشرون لتأمين الحماية للرئيس بوش، كما أن ثلاث طائرات ستحلق في سماء رام الله لمتابعة سير موكب الرئيس الأميركي وتأمين الحماية له، وهذه الطائرات منذ بضعة أيام تتواجد محملة بالعتاد والمعدات في أحد الملاعب القريبة من مقر المقاطعة في مدينة رام الله، التي من المتوقع أن تسود المناطق المحاذية لها حالة من منع التجول كون اللقاء بين الرئيسين بوش وعباس سيتم داخلها، وبالإضافة إلى ذلك سيعمل رجال الاستخبارات الأميركية على تأمين حراسة الرئيس بوش.
وتجري الاستعدادات في رام الله في ظل جو عال من السرية، حيث منع العديد من الصحافيين من الدخول لمقر المقاطعة لإلقاء نظرة على التجهيزات والاستعدادات، ما اضطر بعضهم إلى التسلق على الجداران لإلقاء نظرة سريعة، وقد حددت مجدداً نقاط الهبوط التي كانت تستخدمها سابقاً طائرة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات من أجل هبوط طائرة الرئيس بوش هذه المرة.
وكانت جرافات فلسطينية شرعت مؤخراً بإزالة الركام الذي أحدثته الدبابات والبلدوزرات الإسرائيلية خلال اجتياحها لمقر المقاطعة في رام الله عام 2002، ويلحظ أنه رغم الاستعدادات الجارية، إلا أنه لم توضع أعلام أميركية على السواري في المقاطعة.
وتأتي زيارة الرئيس الأميركي والساحة الفلسطينية تعيش حالة من الانقسام، في ظل استعصاء لغة الحوار بين حركتي فتح وحماس، ويتوقع البعض أن تؤدي الزيارة إلى تعميق الشرخ الفلسطيني، وبخاصة أن الولايات المتحدة تدعم طرفاً فلسطينياً على حساب آخر.
ويقول احد المواطنين في مدينة رام الله: quot;الزيارة هدفها تجميل السياسة الأميركية، ومعروف مسبقاً ما سيقوله الرئيس بوش، فهو سيجدد مطالبه بضرورة وقف ما يسميه بـquot;الإرهابquot;، وسيدعو إلى عزل حماس بينما سيتطرق إلى ضرورة إقامة دولة فلسطينية، وباعتقادي تصريحاته ستزيد وضعنا تعقيداً، وبخاصة أن قطاع غزة يقف على شفا الكارثة في ظل الحصار، وهو ما يبدو أن الرئيس بوش متناسٍ لهquot;.
بينما يعتبر الشاب ربيع فلاح أن زيارة بوش للمنطقة بأكملها تأتي لتحقيق مصالح لشخصه وحزبه وبخاصة أن الانتخابات الأميركية اقتربت، ويقول: quot;بوش من خلال زيارته يريد أن يظهر بأنه رجل سلام يتابع ما تمخض عنه مؤتمر انابوليسquot;.
ومن المتوقع أن تنظم حركة (حماس) في قطاع غزة فعاليات مناهضة لزيارة بوش، وهو ما أكده الناطق باسمها فوزي برهوم لـ(إيلاف)، قائلا: quot;إن حركته تجري استعدادات للقيام بفعاليات تفضح أهداف زيارة بوش، وتثبت للعالم بأنه ليس رجل سلامquot;.
ومن المقرر أن تبدأ زيارة بوش غداً الأربعاء لإسرائيل التي أيضا يجري رجال أمنها منذ أكثر من أسبوعين استعدادات وتدريبات لتأمين الحماية لرئيس أقوى دولة في العالم، وفي المعلومات أن عتادا الكترونيا حساسا للغاية، وصل مؤخراً في تسع سيارات شاحنة الأسبوع الماضي للقدس، وسينزل الرئيس الأميركي في فندق الملك داوود في القدس. ومن سطح الفندق المذكور وحتى المطبخ في الأسفل، يقف رجال الأمن كل منهم في زاويته المخصصة، وعلاوة على ذلك، فقد تم إخلاء غرف الفندق الـ 240 من أجل بوش وكوندوليزا وأفراد البيت الأبيض وحوالى 150 من رجال المرافقة الأميركيين.
وبحسب تقرير للقناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي فإنه سيتم إخلاء جميع العمال الإسرائيليين من فندق الملك داوود، ولن يسمح لهم بالنوم فيه، وحتى الطعام الطازج للمطبخ سيتم إحضاره يوم الأربعاء صباحا لأسباب أمنية. هذا فيما يستعد الجميع في القدس لمد السجاجيد الحمراء، وبخاصة في مطار بن غوريون الذي ستحط طائرة بوش فيه، ويبلغ طول السجادة التي سيسير عليها الرئيس بوش 160 متراً، ورفعت كذلك 200 علم إسرائيلي وأميركي، ويشهد المطار المذكور حركة غير طبيعية كونه سيشهد أحد أهم الوقائع اللوجيستية الأكثر تعقيدا التي حصلت فيه على الأقل خلال العقد الأخير.