ليفني مواصلة الإجراءات في غزة رغم الانتقادات

بدء جلسة مجلس الأمن الطارئة حول الوضع في غزة

متظاهرات فلسطينيات يحاولن إقتحام بوابة معبر رفح المصرية.. وردود فعل على الحصار

إسرائيل بدأت تخفيف حصارها على غزة اليوم

قادة من الجيش يطلبون من أولمرت تحمل مسؤولياته

مجلس الامن يعقد إجتماعا عاجلاً حول غزة

غزة، وكالات: عبر آلاف الفلسطينيين من قطاع غزة صباح اليوم إلى الأراضي المصرية بعد إزالة جزء من الجدار الاسمنتي على الحدود بين مصر وقطاع غزة. وأكد شهود أن quot;مئات المواطنين اجتازوا الحدود ودخلوا الى الاراضي المصرية بعد ان تم تدمير الجدار الاسمنتي على الحدودquot;. واوضح الشهود ان الامن المصري الموجود في الجهة المصرية من الحدود quot;لم يتدخل ازاء اندفاع المواطنين الفلسطينينquot;. وأغلقت اسرائيل المعابر مع غزة الاسبوع الماضي فيما قالت انه محاولة لمنع النشطاء الفلسطينيين من اطلاق صواريخ على جنوب اسرائيل. ودوت اصوات الانفجارات بعد ساعات على تظاهرة احتجاج على الحصار المفروض على قطاع غزة وذلك بدعوة من حركة حماس في رفح، على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

مجلس الامن يؤجل مشاوراتهالى الاربعاء

هذا واجل مجلس الامن الدولي الذي عقد الثلاثاء جلسة طارئة لبحث ازمة غزة مشاوراته وهو سيجتمع مجددا الاربعاء. وكانت الجلسة قد بدأت عند الساعة10:45 بالتوقيت المحلي (15:45 ت غ) بناء على طلب من الدول العربية والاسلامية وسط تزايد الاستياء الدولي على ما وصفه الاتحاد الاوروبي بquot;العقاب الجماعيquot; لسكان غزة البالغ تعدادهم1،5 مليون نسمة. ناقش سفراء الدول ال15 مشروع بيان قدمته ليبيا التي تترأس مجلس الامن لهذا الشهر يدعو اسرائيل الى رفع الحصار وتأمين quot;وصول المساعدات الانسانية الى الفلسطينيين بدون اية عوائقquot;، حسب نص البيان الذي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه. وبعد نقاش رسمي استمر عدة ساعات ومشاورات مغلقة، سيستأنف السفراء محادثاتهم اليوم الاربعاء.

وقال سفير ليبيا جاد الله الطلحي الذي يتولى الرئاسة الدورية لمجلس الامن ان الاعضاء يرغبون في استشارة عواصمهم قبل التصويت على البيان غير الملزم الذي تتطلب الموافقة عليه اجماع الاعضاء ال15 في المجلس.واوضح الطلحي ان quot;معظم السفراء وافقوا على مشروع البيان كقاعدة للبحثquot;. حذرت وكالات ومنظمات دولية وانسانية الثلاثاء من خطر انهيار البنى التحتية لقطاع غزة ومن خطورة الفقر المتزايد فيه.واعادت محطة توليد الكهرباء في غزة مساء الثلاثاء تشغيل مولداتها فور وصول صهاريج الوقود من اسرائيل الى القطاع.

ويحث البيان اسرائيل ايضا على quot;احترام واجباتها حيال القانون الدولي ومن بينها القوانين الانسانية وان توقف فورا جميع اجراءاتها والاعمال غير الشرعية التي تقوم بها ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزةquot;.ولكن الدبلوماسيين الغربيين اوضحوا انهم يدعمون ايضا تضمين البيان طلبا بوقف اطلاق الصواريخ على الاراضي الاسرائيلية من قطاع غزة.

واعتبر سفير الولايات المتحدة زلماي خليل زاد ان مشروع البيان الحالي quot;غير مقبولquot;. وقال quot;لا يتحدث عن الهجمات بالصواريخ على اسرائيليين ابرياءquot;.اما نظيره الفرنسي جان موريس ريبير فاعتبر ايضا ان النص يجب ان quot;يعدل كي يأخذ بالاعتبار جميع الجوانب المتعلقة بتدهور الوضع في غزةquot;.

ومن ناحيته، قال مراقب فلسطين في الامم المتحدة رياض منصور quot;المهم بالنسبة لنا هو ان يتحرك مجلس الامن بطريقة واضحة وملموسة لانهاء مأساة شعبنا في غزةquot;. واوضح انه منذ مؤتمر انابوليس في 27 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي quot;قتل المحتل اكثر من 160 فلسطينيا بينهم ما لا يقل عن 12 طفلا وتسع نساءquot; مشيرا الى ان quot;معظم القتلى والجرحى هم في غزةquot;. ولكن المندوب الاسرائيلي في الامم المتحدة جلعاد كوهين قال ان من واجب بلاده حماية شعبها والدفاع عنه من الاعتداءات بالصواريخ التي تتحمل مسؤوليتها حركة حماس الاسلامية لوحدها. وقال quot;اسأل كل عضو في المجلس: ماذا كنتم ستفعلون لو تعرضت لندن وموسكو وباريس او طرابلس لهجمات بالصواريخ؟quot;اما المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية غونزالو غاليغوس فقال quot;ما لا نريد رؤيته هو ازمة انسانية هناك (غزة). الاسرائيليون يقولون الشيء نفسهquot;.

وزير الخارجية الفلسطيني

بدوره طلب وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي الثلاثاء من اسرائيل وقف quot;معاناةquot; سكان غزة وتنفيذ اتفاقات انابوليس (الولايات المتحدة). وقال quot;اذا لم تحصل تسوية بين الطرفين فلن يكون للعملية اية صدقيةquot; وان نتائج الفشل ستكون quot;كارثيةquot;. وكان الاسرائيليون والفلسطينيون قد اتفقوا في انابوليس على استئناف مفاوضات السلام بهدف التوصل الى اتفاق قبل نهاية 2008 يؤدي الى قيام دولة فلسطينية.
وتفرض اسرائيل منذ 17 كانون الثاني/يناير حصارا شاملا على قطاع غزة ردا على اطلاق صواريخ فلسطينية على جنوب الاراضي الاسرائيلية.

الصحف البريطانية

الى ذلك واصلت الصحف البريطانية، اهتمامها بحصار غزة حيث ترى كارن كونينغ أبوزيد، المفوضة العامة لأنروا، على صفحة الرأي في الجارديان، أن الأحداث الأخيرة في قطاع غزة، أوصلت مليونا ونصف مليون من الغزاويين إلى درك quot;غير مسبوق من العوز والفاقة.quot; وتقول أبو زيد: quot;إن الغزاويين قد اجتازوا مرحلة جديدة في معاناتهمquot; على مسمع من المجتمع الدولي وبتشجيع منه. والأكثر معاناة من الغزاويين في رأيها هم المرضى.

وتتساءل أبو زيد عما إذا بات من الممكن في الوقت الراهن أن نتعهد روحا متسامحة، و يقينا في السلام بقطاع غزة. وتجيب الكاتبة في ختام مقالها، قائلة :quot;إن أناسا جائعين وغاضبين ، ومرضى، لا يمكنهم أن يكونوا شركاء سلام يعتمد عليهم.quot;

quot;أرباح سياسيةquot;

وتتهم ديبراه أور في ركن الرأي والتعليق بصحيفة الإندبندنت، المسؤولين الفلسطينيين، باستخدام quot;العقاب الجماعيquot; وسيلة لجني أرباح سياسية. وكتبت أور تقول: quot;إن حماس تتعمد إبراز وتأكيد الاضطهاد الإسرائيلي الذي يعاني منه الفلسطينيون... إنها تعتني برسم صورة الضحية للشعب الفلسطيني، وتسعى إلى نشرها.quot; وتمضي الكاتبة متهمة حماس باستثمار معاناة الفلسطينيين: quot;إنها ترى أن آلام الغزاويين أداة لإثارة الانتباه الدولي، وجانب مهم من الحرب الوحيدة التي يمكن أن تخوضها: الحرب الدعائية.quot; وقبل أن تنتقل إلى فتح، تلمح الكاتبة إلى أن حماس تخدم بهذا الشكل المصالح السياسية لإسرائيل، التي quot;تتماطل في إبرام سلام في الضفة الغربية، بحجة ما تثيره حماس من قلاقل في قطاع غزة.quot;

وتقول أور إن سياسة quot;المسكنةquot;، وتكريس صورة الضحية ليست حكرا على حماس. فقد استخدمتها حركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس، ومازالت تستخدمها. والنتيجة -في رأي الكاتبة- هو تكريس صورة لشعب فلسطيني يعيش على المساعدات، وغير قادر على تحمل مسؤولياته، وبناء دولته. وهي الصورة التي تعزز quot;أسطورةquot; بناء إسرائيل، والتي تحتاج للاستمرار إلى الادعاء بأن قبل إسرائيل لم يكن هناك، لا فلسطين، ولا شعب فلسطيني.

مهمة quot;مستحيلةquot;

تنقل مراسلة تايمز في رام الله عن مسؤولين ورجال أعمال فلسطينيين، تحذيرات وجههوها إلى طوني بلير مبعوث الرباعية الدولة لإنعاش الاقتصاد الفلسطيني. فقد أعطى ياسر عبد ربه quot;كبير المفاوضين الفلسطينيينquot;، لبلير نسبة من حظوظ النجاح لا تزيد عن 5 في المائة، اللهم إلا إذا قرر أن يكون أكثر حزما مع الإسرائيليين، فيما يتعلق بحرية التنقل في الأراضي الفلسطينية بالضفة الغربية.

لكن عددا من رجال الأعمال الفلسطينيين -الذين سبق لهم أن عملوا مع رئيس الحكومة البريطانية السابق- أكدوا أن يتجنب المواجهة مع الإسرائيليين خشية، أن يلقى نفس مصير سلفه، جيمس وولفنسون، الذي اضطر إلى الاستقالة، خلال العام الماضي، احتجاجا على quot;العراقيل التي وضعت في طريقهquot; للحيلولة دونه إنعاش الاقتصاد الفلسطيني.